أسعار الغذاء تدفع التضخم في مصر لأعلى مستوى في ثلاث سنوات

أسعار الغذاء تدفع التضخم في مصر لأعلى مستوى في ثلاث سنوات

Thu May 8, 2008 6:49pm GMT

القاهرة (رويترز) - قال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء في مصر يوم الخميس ان معدل التضخم السنوي في مناطق الحضر ارتفع في ابريل نيسان الى أعلى مستوى منذ ثلاثة أعوام مع نمو اسعار الغذاء مما يزيد الضغوط على البنك المركزي لرفع أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي.
ويفضي ارتفاع التضخم الى تفاقم الضغوط السياسية على الحكومة المصرية التي واجهت موجة من الاضرابات والاحتجاجات بسبب ارتفاع اسعار الغذاء.
وفقراء مصر الذين ينفقون أغلب دخلهم على الغذاء هم الاكثر تضررا من ارتفاع اسعار الارز واللحوم والخضراوات وزيت الطهي وغيرها من المواد الغذائية.
وواجهت الحكومة في مصر وهي من أكبر مستوردي القمح في العالم صعوبات في ضمان كفاية امدادات الخبز المدعوم وهو الغذاء الرئيسي للفقراء.
وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء ان التضخم في المدن ارتفع الى 16.4 في المئة على أساس سنوي في ابريل من 14.4 بالمئة في مارس اذار. وهذه أكبر زيادة منذ ديسمبر كانون الاول 2004 عندما بلغ معدل التضخم 17.3 في المئة.
وقال أبو بكر الجندي رئيس الجهاز في مؤتمر صحفي ان العامل الرئيسي في ارتفاع التضخم هو أسعار السلع الغذائية التي زادت بنسبة 22 في المئة على مدار 12 شهرا.
وأضاف أن اسعار الخبز والحبوب قفزت 31.9 في المئة واللحوم 17.5 في المئة والاسماك 15 في المئة.
وكان الرئيس حسني مبارك وعد في اواخر الشهر الماضي بزيادة أجور العاملين في الدولة والقطاع العام بنسبة 30 في المئة لكن الحكومة قررت هذا الاسبوع زيادة أسعار الوقود والسجائر ضمن سلسلة من التدابير التي تهدف لايجاد الموارد اللازمة لتمويل زيادة الرواتب.
وقال الجندي ان زيادات الاسعار الاخيرة سيظهر أثرها على التضخم في بيانات شهر مايو ايار التي تصدر في يونيو حزيران المقبل.
واضاف أن قرار الحكومة زيادة الاسعار سيكون له تأثير أكبر على الفقراء والطبقة المنخفضة الى متوسطة الدخل.
وقال سايمون كيتشن الاقتصادي بالمجموعة المالية-هيرميس ان الجانب الاكبر من الزيادة يرجع الى ارتفاع أسعار الغذاء "وستشهد في الشهرين المقبلين أثر زيادات أسعار الوقود. نحن نتوقع أن يبلغ التضخم نحو 20 في المئة في منتصف العام."
وقال الجهاز المركزي ان الاسعار ارتفعت في ابريل اثنين بالمئة عن الشهر السابق. وأضاف أن اسعار الاغذية والمشروبات ارتفعت مقارنة بالشهر السابق بنسبة 1.6 في المئة رغم انخفاض أسعار سلع رئيسية مثل الارز الذي تراجع بنسبة 8.4 في المئة ودقيق القمح الذي هبط بنسبة 6.5 في المئة.
وصرح كيتشن بأن لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي ستجتمع الخميس ومن المتوقع أن ترفع أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية لمحاربة التضخم. وسبق أن رفعت اللجنة الفائدة مرتين هذا العام.
وقال البنك المركزي ان النمو الاقتصادي القوي والذي بلغ أسرع معدل له منذ نحو 20 عاما على الاقل في السنة المالية السابقة قد تسبب في نمو التضخم بسبب الطلب القوي على السلع.
وأفاد استطلاع أجرته رويترز وشمل سبعة اقتصاديين ومصرفيين يوم الاربعاء أنهم يتوقعون أن ترفع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي سعر الايداع لليلة واحدة حتى عشرة بالمئة وسعر الاقراض حتى 12 في المئة.
وقالت ريهام الدسوقي الخبيرة الاقتصادية لدى بلتون المالية ان التضخم سيواصل على الارجح ارتفاعه في الشهور القليلة القادمة وان زيادة أسعار الفائدة لن يكون لها تأثير يذكر.
وقالت "الموجة عالية جدا."
(شارك في التغطية ويل راسموسن)
من وائل جمال
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.