الأحد، ١٤ ديسمبر ٢٠٠٨

الاقتصاد أكثر من هواية لربات البيوت اليابانيات

الاقتصاد أكثر من هواية لربات البيوت اليابانيات

Sun Dec 14, 2008 9:41am GMT

طوكيو (رويترز) - في واحدة من اغلى دول العالم حولت ربات البيوت اليابانيات الاقتصاد في الانفاق لفن من فنون الحياة والان تحاولن خفض نفقاتهن بصورة اكبر فيما ينزلق الاقتصاد نحو ما يمكن ان يكون كسادا طويل الامد.
وتكافح كثيرات من ربات البيوت في اليابان بالفعل لادارة شؤون منازلهن المالية باجور ازواجهن التي تبلغ في المتوسط 270 الف ين شهريا (حوالي 2900 دولار).
ومع تزايد حالات الاستغناء عن عاملين هوت ثقة المستهلك وانخفض انفاق الاسر الذي يمثل اكثر من نصف حجم اقتصاد البلاد بنسبة 3.8 في المئة اكتوبر تشرين الاول ليدخل في دائرة مفرغة اذ تتضرر متاجر التجزئة مما قد يعرض عددا اكبر من الوظائف للخطر.
وتقول اسوكا سوزوكي (27 عاما) التي تعيش مع زوجها على جزيرة هوكايدو الشمالية ان الابقاء على حجم انفاقها الشهري على المأكل عند 19 الف ين (205 دولارات) يحتاج تخطيطا ونظاما دقيقا.
وقالت سوزوكي في مقابلة مع رويترز عن طريق البريد الالكتروني " اشعر بالاحباط احيانا لعجزي عن شراء ملابس او السفر او ممارسة هوايات مكلفة. ولكن امامي هدفا وهو شراء منزل في يوم من الايام لذا اواصل المحاولة."
وقبل ان تبدأ رحلة التسوق تبحث على الانترنت عن ارخص الاسعار في المتاجر المحلية وتقوم بجرد محتويات البراد وتضع قائمة الطعام الاسبوعية.
وحينئذ فقط تضع في محفظتها اقل مبلغ نقدي تحتاجه ولا تحتفظ باي بطاقات ائتمان وفي حال سمحت الاحوال الجوية تذهب الى المتجر بدراجتها. وسوزوكي واحدة من مئات من ربات البيوت اللائي نشرت قصصهن في مجلة " الزوجة المثالية" التي تقدم نصائح ووصفات لمن يحرصن على وضع ميزانية لنفقات المنزل من بينها اغلاق اجهزة التلفزيون لتوفير استهلاك الكهرباء واعادة استخدام الماء المستخدم في غسيل الارز.
ومن النصائح الاخرى استخدام الملابس القديمة في صنع اغطية للوسائد وصنع بيوت لعبة للاطفال من صناديق الكرتون.
وكثير من الاسر اليابانية تنفق على الغذاء اكثر من اي شيء اخر وحتى اكثر الزوجات اقتصادا يفخرن بتقديم وجبة مختلفة كل ليلة.
وتقول ساتوكو سوجيكي المحررة في المجلة عن أول لقاءاتها مع نساء مقتصدات كشفن عن عاداتهن في الانفاق للمجلة "ذهلت في البداية."
وتابعت "ولكن الان يبدو طبيعيا ان ينفق شخص عشرة الاف ين (108 دولارات) على الغذاء في الشهر رغم ان الامر يبدو مثيرا للدهشة عند التفكير فيه."
وقد ينفق المتسوق الاقل حرصا أكثر من عشرة الاف ين لشراء ثمرة شمام واحدة تغلف كهدية من متاجر راقية في اليابان.
وفيما يدير المتسوقون ظهورهم لمثل هذه السلع باهظة الثمن تراجعت مبيعات المتاجر. وانخفضت المبيعات بنسبة سبعة بالمئة تقريبا في اكتوبر تشرين الاول مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي لتسجل تراجعا للشهر الثامن على التوالي.
ويتسوق الناس في متاجر تبيع باسعار رخيصة. وزادت مبيعات سلسلة متاجر يونيكلو للملابس بنسبة تتجاوز 30 في المئة في نوفمبر تشرين الثاني.
وقال دايرو موراتا محلل مبيعات التجزئة في كريدي سويس في طوكيو "يتسوق الناس في اماكن تمنحهم قيما جيدة مقابل نقودهم. ولكن الفائدة تعود على عدد قليل جدا من الشركات."
وتبيع متاجر بيع الكتب دفاتر لتسجيل حسابات الاسرة للجيل الجديد من المستهلكين المقتصدين.
ورغم اقتصاد ربات البيوت في نفقاتهن يقول بعض الخبراء ان عددا كبيرا منهن ربما يضطررن للعمل خارج المنزل مع مواجهة الاسرة صعوبة متزايدة في تغطية الانفاق من اجر واحد.
وقالت هاروكو اوجيوارا الصحفية المتخصصة في الشؤون المالية والتي الفت عدة كتب عن الاقتصاد ووضع ميزانية "حتى اذ كان الاجر 50 الف ين (540 دولارا) او ستين الف ين في الشهر فانه سيسهم في تخفيف الضغط على ميزانية الاسرة."
وقالت ان وجود ربات البيوت في منازلهن طوال الوقت ربما يكون رفاهية لم تعد تطيقها اليابان. وتابعت "حتى اذا لم تتمكن كثيرات من رصد تفاصيل نفقات الاسرة فان حالهن سيكون افضل."
غير ان الحديث عن العثور على وظيفة اسهل قولا منه عملا فيما يتباطأ الاقتصاد الياباني.
وقالت سوزوكي انها تفضل العمل لبعض الوقت اذا وجدت وظيفة قريبة من منزلها ولكن في الوقت الحالي فان المخاوف من عواقب التراجع يقود لمستويات جديدة من الاقتصاد.
وأضافت في المقابلة مع رويترز متحدثة عن شركة الغذاء التي يعمل بها زوجها "يساورني القلق من ان تفلس الشركة التي يعمل بها زوجي. لم نرزق باطفال بعد ولكن هل سنتمكن من انجاب اطفال وتنشئتهم. هل سنعيش بلا قلق حين يتقدم بنا السن."
وقلص الزوجان الرحلات الترفيهية وتحاول سوزوكي ان تطهو في المنزل قدر الامكان.
وتقول "زوجي متعاون جدا.. نجد متعه في الاقتصاد. لا اجيد الطهي ولكن زوجي يقول لي ان ما اقدمه له افضل مما يقدم في المطاعم مما يساعدني على الاستمرار."
وفي نهاية كل شهر تدقق في الفواتير للكشف عن اي نقاط ضعف ولكنها تعترف بان الطريق امامها لا يزال طويلا كى تجاري بعض رائدات الاقتصاد.
وتكشف نظرة سريعة على الاعداد الاخيرة من مجلة "الزوجة المثالية" ان بعض الزوجات توفرن الغذاء لاسرة من اربعة اشخاص بمبلغ عشرة الاف ين شهريا. وتقول كثيرات انهن يستمتعن بالبحث عن سبل جديدة لتوفير النفقات الا ان التدبير يظل اكثر من مجرد هواية.
وتقول اوجيوارا "في واقع الامر كثيرون في اليابان لا يملكون مالا كثيرا."
من ايزابيل رينولدز
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business