الأحد، ١٤ ديسمبر ٢٠٠٨

تعثر سويسرا يسهم في بزوغ نجم المصارف في سنغافورة

تعثر سويسرا يسهم في بزوغ نجم المصارف في سنغافورة

Sun Dec 14, 2008 11:24am GMT

سنغافورة/فرانكفورت (رويترز) - مع تصاعد الضغوط على بنك يو.بي.اس السويسري والهجوم على قانون سرية التعاملات المصرفية في سويسرا من جانب الولايات المتحدة والمانيا بدأ نجم سنغافورة يصعد سريعا كملاذ لبالغي الثراء.
وتشهد الدولة الاسيوية التي يوجد بها أعلى كثافة للمليونيرات ازدهارا لانشطة ادارة الثروات فيما تواجه اوروبا والولايات المتحدة اسوأ تراجع في نحو 25 عاما.
ويبدو ان قواعد سرية التعاملات المصرفية في سنغافورة ستنجو من هجوم مماثل تتصدى له بيرن في الوقت الحالي في اعقاب اتهام رئيس انشطة ادارة الثروات في بنك يو.بي.اس بمساعدة امريكيين على اخفاء اموال.
وبفضل علاقاتها الوثيقة باسيا القوية فان سنغافورة في وضع اقوى للتصدي لضغط الولايات المتحدة من منافستها سويسرا او ليختنشتاين التي تخلت في الاونة الاخيرة عن قواعد السرية المصرفية جزئيا.
وقال مارتن شيلت المدير المسؤول عن بيع سيارات فارهة تصل قيمتها لمليون دولار في سنغافورة "انها مركز للثروة. اذا نظرت لنوعية العميل الذي نبيع له تجده ممن تزيد ثروتهم عن 50 مليون دولار."
وتضع سنغافورة نصب اعينها اجتذاب اثرياء العالم لساحلها الذي تحف به اشجار النخيل حيث تباع بعض شقق مع مرفأ خاص لليخوت. وتحقق خطتها نجاحا.
ومع تحويل الصفوة في اسيا مليارات لسنغافورة ارتفع حجم الاموال التي تديرها بمقدار الثلث في العام الماضي لما يزيد عن 800 مليار دولار.
وربما يكون المبلغ صغيرا مقارنة بسويسرا. وذكرت مجموعة بوسطن الاستشارية ان حجم الاصول الخارجية التي ادارتها سنغافورة في العام الماضي بلغ 500 مليار دولار ويصل حجم الاصول التي تديرها البنوك في سويسرا لاربعة امثال هذا الرقم.
غير ان هذه الاستثمارات تضع المنطقة على خريطة البنوك التي تأمل في الاستفادة من اسيا الاكثر صلابة في حين يشهد الغرب تباطؤا.
ومع الاستغناء عن عاملين في لندن ونيويورك توظف بنوك مثل كريدي سويس و ماكواري جروب موظفين متخصصين في ادارة الثروات في سنغافورة رغم الكساد المحلي.
وبنك الصين من احدث البنوك التي تخطط لانشاء ذراع لادارة الثروات في سنغافورة على أمل ان تلتقي بمليونيرات مثل الذين تجمعوا لشراء وبيع طائرات خاصة على هامش سباق ليلي من سباقات (فورميولا 1) للسيارات.
ويقول ديباك شارما المسؤول عن انشطة ادارة الثروات خارج الولايات المتحدة في سيتي جروب "تطورت سنغافورة كثيرا ولديها كل المتطلبات للمنافسة دوليا."
ومثل موناكو تتخذ سنغافورة موقفا متشددا بشأن سرية التعاملات المصرفية. ولم تقر سنغافورة قواعد منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشأن الشفافية وتبادل المعلومات.
وأدرج اسم سنغافورة على قائمة صندوق النقد الدولي للدول التي تعتبر ملاذا للمتهربين من الضرائب وهي مستهدفة في قانون امريكي جديد مقترح لمكافحة التهرب الضريبي. وتسعي سنغافورة لتطوير الخدمات المالية لتقليل الاعتماد على الصناعة.
ومن الدول الاخرى التي رفضت قواعد منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ليختنشتاين ولكن في الآونة الاخيرة ابرمت اتفاقا تاريخيا مع الولايات المتحدة مهد الطريق لتبادل تفاصيل الحسابات المصرفية مع واشنطن في قضايا التهرب الضريبي.
وقد يمثل الاتفاق ضغطا على سويسرا لتقديم تنازلات مماثلة وسيكون ذلك لمصلحة سنغافورة.
وهذا الشهر قال رئيس وزراء سنغافورة لي هسيين لونج ان مثل هذا التدقيق في الغرب قد يقود لتدفق المزيد من الاموال الاوروبية على سنغافورة.
وقال سباستيان دورفي من سكوربيو بارتنرشب للاستثمارات "من المثير ان نلاحظ النمو في عدد العملاء الاوروبيين الذين يضعون ثرواتهم في سنغافورة التي لا تعترف بالقواعد الضريبية الاوروبية على عكس سويسرا."
غير ان الاموال الاوروبية تاتي مصحوبة بخطر استهداف سنغافورة في الحملة ضد ملاذات التهرب الضريبي. وقال رئيس الوزراء "اتوقع ان تتعرض سنغافورة لضغوط ايضا."
وقال البنك المركزي في سنغافورة ان قوانين السرية ليست لحماية الانشطة الاجرامية وان البنوك يمكنها الكشف عن المعلومات الخاصة بالعميل للمساعدة في اي تحقيقات.
وسنغافورة في وضع اقوى للتصدي لذراع واشنطن القوية.
ويشير خبراء الى ان سنغافورة حليف عسكري للولايات المتحدة وواحدة من عدد قليل من الدول الاسيوية التي يوجد بها ميناء عميق يتسع لحاملة طائرات امريكية.
كما ان بروكسل قد لا تدخل في مواجهة لان حجم الاموال الاوروبية في سنغافورة غير واضح. ويقلل المصرفيون من اهميتها كمقصد للاموال الاوروبية ويقولون ان معظم الاموال التي تأتي لسنغافورة مصدرها اسيا وبصفة خاصة اندونيسيا.
وذكر بنك سنغافورة المركزي ان أكثر من نصف الاموال التي تديرها البنوك في البلاد من خارج منطقة اسيا والمحيط الهادى ويشمل المبلغ صناديق معاشات التقاعد وصناديق التحوط فضلا عن المعاملات المصرفية الخاصة.
من نيل شاتيرجي وجون اودونيل
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business