الأحد، ١٤ ديسمبر ٢٠٠٨

في ظل الأزمة المالية .. ارتفاع الطلب على السبائك الذهبية

في ظل الأزمة المالية .. ارتفاع الطلب على السبائك الذهبية
سويس إنفو
14/12/2008

تسببت حالة الخوف وعدم اليقين التي خلقتها الأزمة المالية العالمية الحالية، في فرار العديد من المُستثمرين الى ملجأ المعادن الثمينة الآمن، وبالأخص الذهب. وهذا ما جعل مصافي الذهب في سويسرا تعمل على قدم وساق لتغطية الطلب المُتزايد على هذه السبائك.
ويشتغل العاملون في مُؤَسَّسة ارغور هيراوس (Heraeus Argor) الواقعة في بلدية مَندريزيو (Mendrisio) في كانتون تيسّين, ساعات عمل إضافية لتغطية الطلب المُتزايد على هذه السبائك.وفي الجناح الإداري لهذه المؤسسة، عُلّقَت لافتة كُتِب عليها "الكلام من فضة والسكوت من ذهب". وقد آثر الرئيس التنفيذي للمؤسسة أرهارد أوبَرله اختيار بديل الفضة هذه المرة للتحدث مع سويس إنفو في هذا الصباح وكًرّسَ الكثير من وقته لهذه المقابلة.ويترأس السيد أوبَرله مؤسسة آرغور هيراوس لتصفية المعادن الثمينة منذ عشرين عاماً. ويدور كل شئ في هذه المؤسسة حول الذهب والفضة والبلاتين (المُسمى أيضا بالذهب الابيض)، حيث تختص هذه المؤسسة في إنتاج السبائك الذهبية المختلفة الأوزان، بالإضافة إلى فحص النقاوة والتصفية وإنتاج الأجهزة الهندسية الفائقة الدقة وغيرها.ويبدأ السيد اوبرله حديثه مع سويس إنفو قائلا: "لم أرَ طوال فترة عملي هنا ظروف عَمل مُشابهه للظروف الحالية"، فالطلب على السبائك الذهبية من الشدة بحيث اننا نستطيع بالكاد تسديدها".ويَكمُن سبب إزدياد الطلب بهذا الشكل غير المألوف، الى الأزمة المالية العالمية التي جعلت الكثير من المستثمرين يلهثون خلف الأستثمارات الآمنة، وهذا ما زاد الطلب على سبائك الذهب والفضة بشكل لم يسبق له مثيل. ويمتاز الذهب بالجاذبية دائماً حين تفقد جميع الأشياء الأخرى جاذبيتها. وبهذا الصدد يقول رئيس مؤسسة آرغور هيراوس: "هنا لا يلعب تطورالسعر الفعلي لهذا المعدن الثمين دوراً حاسماً".
السبائك الذهبية في المقدمة:
بالإضافة الى صناعة السبائك الذهبية تقوم مؤسسة آركور هيراوس بتصنيع المنتجات شبه المُصَنّعة التي تدخل في صناعة الساعات والمجوهرات فضلاً عن القطع النقدية والميداليات. إلا أنه من الواضح جداً أن الطلب على السبائك يأتي في المُقدمة في هذا الوقت. وتأتي الأوامر لتَصنيع هذه السبائك من المصارف التجارية، كما وتاتي من مصارف الكانتونات بالإضافة الى المصارف الرئيسية من داخل وخارج سويسرا.ويقوم العملاء بعد ذلك بإيداع هذه السبائك في خزانات أحد المصارف أو يأخذونها الى بيوتهم. وهكذا تكون قيمة المادة الخام على الأقل مع أصحابها فيما لو لم تَسِر الأمور على ما يرام.ومن أجل ان تكون مؤسسة آركور هيراوس قادرة على تلبية هذه الأعداد المرتفعة من الطلبات، فقد إتهجت الى العمل بثلاثة مناوبات وعلى مدار الساعة، كما و يجري العمل يوم السبت ايضاً وبساعات إضافية.كما تقوم هذه المؤسسة بتشغيل العَمالة المؤقتة، حتى ان عدد العاملين في المؤسسة قد ارتفع إلى 200 عامل بضمنهم العديد من عابري الحُدود. و قد كان عدد العاملين في مؤسسة آركور هيراوس قبل سنوات قليلة نصف هذا العدد فقط.ومع مُعالجة و تَصنيع أكثر من 400 طن من الذهب سنوياً، تُعتبر مؤسسة آركور هيراوس واحدة من مصافي الذهب الرائدة عالمياً.
هواتف نقالة من الذهب:
و على الرغم من زيادة الطلب على معدن الذهب لأغراض الإستثمار، لا تبدو هناك أي اختناقات في الأسواق. ويُعلّق السيد أوبرله على ذلك قائلاً: "يوجد في العالم ما يكفي من الذهب للتداول".وتأتي إمدادات الذهب بصورة مستمرة من مناجم الذهب، ويضاف إلى ذلك نسبة آخذة بالإرتفاع من المجوهرات القديمة التي يُعاد صَهرها مرة أخرى. كما وتقوم المصارف الكبيرة بتوريد سبائك الذهب مثل سبائك "Good Delivery" (ذات زِنة 12,44 كلغ أو 400 أوقية)، إلا ان هناك حدوداً في عملية الإنتاج.وعلى جانب الطلب, تقف السبائك ذات زنة الكيلوغرام الواحد في المرتبة الأولى، إلا أن هذا لا يعني إلغاء الطلب على السبائك من فئة 100 أو 50 غرام، التي يرغب العملاء في الحصول عليها أيضاً. وتتم إعادة إستخراج الذهب النقى المُصَدّق في المصنع، من الذهب الذي تم توريده (بنقاوة 999 من الألف).ومع كل هذه العمليات، لا يزال المجال مفتوحاً للطلبات الخاصة. وهكذا نكتشف من خلال جولة في هذه المؤسسة مَحافِظ للهواتف النقّالة مصنوعة من من الذهب والماس. وهي مُتجهة في طريقها إلى أحد التُجار في مدينة جنيف، والذي يقوم بدورِه بتَوريدها إلى العُملاء الأغنياء في الشرق الأوسط. وتبلغ كلفة أقل هذه النماذج سعراً حوالي 250،000 فرنك سويسري.
التحقق من المَنشأ:
ومن المهم وجود مُراقبة دقيقة للمناشئ التي توَرِد هذه المعادن الثمينة والتحقق منها بشكل لا غُبَارَ عَلَيْه. والسبب واضح في مؤسسة آرغور. ففي عام 2006، ومن خلال معالجتها للذهب، كانت المؤسسة ضحية اشتباه متعلق بخرقها للحصار المفروض على جمهورية الكونغو الديمقراطية من جانب الأمم المتحدة. وقد تأكد زيف وبطلان هذه الإدعاءات فيما بعد.وبالنسبة للعاملين في هذه المؤسسة، يُشكّل التعامل مع المعادن الثمينة جُزءاً من حياتهم اليومية. ويقول أحدُهم مُعلقاً: "في البداية يبدو من المؤثر أن تتعامل مع مثل هذه المواد، إلا أنها وبمرور الزمن تصبح مُنتجاً مشابه لأي مُنتج آخر".ومع ذلك، فإن على المؤسسة إتخاذ تدابير أمنية عالية. وهي تبدو من الخارج كالسجن أو القلعة المحصنة بسبب ارتفاع الجدران المحيطة بها، كما تنتشر كاميرات الفيديو للمراقبة في كل مكان.كما تسود داخل المؤسسة معايير عالية للسلامة. حيث يوجد جهاز يقوم بالتقاط الأشخاص بصورة عشوائية عند الخروج من القاعة الرئيسية لإجراء عمليات تفتيش حول احتمالية وجود معادن ثمينة في ملابس أحدهم.
سويس انفو - غيرهارد لوب - ميندريزيو (جنوب سويسرا)

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business