الاثنين، ٣١ مارس ٢٠٠٨

لندن تتحول عاصمة للتعاملات الإسلامية والأمن يعيق القطاع بأمريكا


لندن تتحول عاصمة للتعاملات الإسلامية والأمن يعيق القطاع بأمريكا

1101 (GMT+04:00) - 31/03/08
لندن، بريطانيا (CNN)
أكد عدد من الخبراء أن لندن تتصدر اليوم العواصم الغربية على صعيد اعتماد وترويج الأعمال المصرفية والتجارية الإسلامية التي تبلغ أصولها في البلاد قرابة 22 مليار دولار، علماً أن حجم القطاع الذي يتمتع بنمو سريع سيقارب خلال عام 2009 زهاء 531 مليار دولار عالمياً.
ولفت الخبراء إلى أن لندن أحسنت استغلال هذا القطاع مقارنة بفرنسا التي يزيد عدد المسلمين فيها عن بريطانيا بمقدار الضعف، وكذلك مقارنة بالولايات المتحدة التي ما تزال تلك التعاملات مقيدة فيها بقوانين خاصة بالمعاملة الدينية المميزة وبالقلق الذي يسود البلاد منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.
ويوجد في لندن حالياً 23 مصرفاً يعتمد التعاملات الإسلامية، وذلك إلى جانب عدد من المؤسسات القانونية التي تؤمن عمليات مالية إسلامية، كما تؤمن عشرات المصارف الأخرى خدمات إسلامية للمسلمين الذين يزيد عددهم في البلاد عن ثلاثة ملايين شخص.
وكان عام 2004 قد شهد افتتاح أول مصرف إسلامي هو "المصرف الإسلامي البريطاني IBB، وذلك قبل أن تنضم إليه مجموعة من أكبر المصارف البريطانية، منها "لويدس TSB" و HSBC الذي قدمت عدداً من الخدمات الإسلامية في مقدمتها الرهن العقاري والحسابات الجارية والائتمان الخاص بالأطفال.
كما أن المؤسسات البريطانية تعتبر الوحيدة على المستوى الأوروبي التي تقدم خدمات مالية حاصلة على موافقة الحكومة.
ويشهد قطاع الخدمات الإسلامية في بريطانيا نمواً مذهلاً، يقدر بـ20 في المائة سنوياً، فيما ينمو القطاع على المستوى العالمي بمعدل 15 في المائة.
ويقول أكثر أحمد، من مصرف "لويدس TSB" الذي يقدم خدمات إسلامية في ألفي فرع ببريطانيا لشبكة CNN: "قطاع الخدمات الإسلامية ما يزال يانعاً في هذا المرحلة، ونشهد حالات مذهلة من النمو في بريطانيا والعالم على حد سواء."
وفي فرنسا، التي تضم ستة ملايين مسلم يمثلون ضعف عدد المسلمين في بريطانيا فما تزال الخدمات الإسلامية محدودة للغاية.
ويقول سلطان شودري، مدير المبيعات في مصرف IBB لصحيفة فانينشال تايمز، "ما تزال العمليات المصرفية الإسلامية في فرنسا في مرحلة جنينية، تشبه ما كنا عليه قبل ثلاثة أو أربعة أعوام.
من جهته، يقول جنيد باتي، الذي كان أحد المساهمين بتأسيس IBB لشبكة CNN: "الحكومة البريطانية تدعم هذا القطاع بشكل حازم، وقد أعدت المنصة القانونية التي سمحت لهذه الخدمات بالنمو.
أما في الولايات المتحدة، فتكاد هذه الخدمة تنعدم إلا على مستوى ضيق لبعض المصارف المحلية مثل مصرف "يونفيرستي" في ولاية ميتشغان التي تقطنها جالية عربية وإسلامية كبيرة الحجم.
ويعاني القطاع من مشكلة تتعلق بالنظرة إلى الإسلام والمسلمين ككل في البلاد بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، حيث ربطه البعض بعمليات "تمويل الإرهاب."
وذلك رغم أن الإحصاءات تشير إلى وجود قرابة ستة ملايين مسلم في الولايات المتحدة، بقدم 60 في المائة منهم أنفسهم على أنهم من "الملتزمين" دينياً مما يشكل قاعدة مناسبة لإطلاق هذه الخدمات.
وفي هذا الإطار، يقول عبدي شايستي، وهو محام من مكتب "كنغ أند سفلدنغ" الذي يقدم استشارات لخدمات إسلامية منذ العام 1980: "هناك مفهوم مغلوط حول الولايات المتحدة، يظهرها في مظهر المصاب برهاب الإسلام،" أي ما يعرف بـ"إسلاموفوبيا."
ويضيف شايستي لشبكة CNN: "لدينا على أقل تقدير 3.6 ملايين عميل محتمل في البلاد، وهذه قاعدة سوقية ممتازة للمصارف في الولايات المتحدة وخارجها."
لكن الخبراء يؤكدون أن المشكلة الحقيقية التي تعترض نشر هذه الخدمات تتمثل في بعض الموانع القانونية التي تحظر ترويج أمور لدين دون آخر، وهو ما يحول دون اكتشاف القدرات الحقيقية لهذه السوق، مع امتناع كبرى المصارف الأمريكية حتى الساعة عن دخول هذا القطاع.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business