الأحد، ١٥ يونيو ٢٠٠٨

الأسمدة الباهظة .. تهديد جديد لشبكة الغذاء

الأسمدة الباهظة .. تهديد جديد لشبكة الغذاء

Sun Jun 15, 2008 9:39am GMT

واشنطن/وينيبيج (كندا) (رويترز) - كانت محركا للثورة الخضراء وساعدت في انقاذ الملايين من الجوع والان اضحى سعر احد أهم مستلزمات الزراعة يفوق قدرة كثير من المزارعين في العالم.
ومع ارتفاع أسعار الغذاء وانخفاض المخزون اصبح العالم في اشد حاجة لمحصول وفير ولكن الاسمدة التي كانت في وقت ما أحد أكثر السلع وفرة اضحت نادرة وباهظة.
ويقدر ان ربع البروتين الذي يستهلكه الانسان مصدره الاسمدة لذا فان الاسعار المرتفعة والنقص في السوق الفورية يزيد الضغط على منظومة الغذاء المعتلة بالفعل.
وقال خايمي تاديو وهو مزارع ارز من الفلبين لرويترز "لا يمكنك ان تتوقع محصولا كبيرا اذا لم تستخدم اسمدة ولكن السعر يخنقنا" مضيفا ان جوال الاسمدة يباع بحوالي 1800 بيزو او 43 دولارا مقارنة بأقل من 1000 بيزو قبل عام.
وتابع "خرج عن السيطرة كليا لان أسعار الاسمدة ستواصل الارتفاع طالما استمر صعود أسعار النفط. اخشى ان كثيرين لن تكون لهم طاقة بها."
والاسمدة مثل الفيتامينات بالنسبة للتربة وتنقسم لثلاثة انواع رئيسية النيتروجين والبوتاس والفوسفات.
وتقتفي بعض الاسمدة مثل النيتروجين الذي يستهلك طاقة خلال عمليات انتاجه اثر أسعار النفط. والبعض الاخر عليه طلب كبير فحسب رغم أن خبراء يقولون ان النقص ليس نتيجة قلة الامدادات.
وفي الشهر الماضي وافقت الصين على دفع أكثر من ثلاثة أمثال السعر الذي كانت تسدده قبل عام لتحصل على امدادات البوتاس المحدودة مما ادي لصعود اسعار أسهم شركات عالمية لانتاج الاسمدة لمستويات قياسية.
وقدر محللون ان الصين وهي اكبر سوق لاستيراد الاسمدة ستدفع بين 650 و670 دولارا للطن.
وقال بيل دويل الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس الكندية اكبر منتج للاسمدة في العالم "مع الضغط المكثف على انتاج الغذاء في العالم والنمو المستمر للطلب على البوتاس سيكون ذلك واقع صناعتنا في المستقبل القريب."
والسعر المرتفع عبء على المزارعين الاثرياء والفقراء على السواء رغم ارتفاع الاسعار العالمية للمحاصيل. فاذا سارت الامور بشكل جيد يمكن ان يحصل المزارع على ثلاثة دولارات مقابل كل دولار واحد يستثتمر في الاسمدة .
ويقول روبرت مكلين وهو مزارع من حزام الحبوب في كندا "نأمل ان تتعاون معنا الطبيعة. حتى يمكنا ملء الصوامع .. لاننا .. جازفنا كثيرا."
وارتفعت أسعار الفوسفات 50 في المئة على مدار العام الى 570 دولارا كنديا للطن حين حجز مكلين احتياجاته من الاسمدة في يناير كانون الثاني.
ويضيف ان المزارعين الذين انتظروا حتى الربيع دفعوا ما يصل الى 1230 دولارا كنديا للطن.
وتابع "سمعنا تقارير عن ارتفاع كبير (في السعر) لم يتوقع احد ان يزيد 100 في المئة."
ومع تساقط مطر كاف وحرارة مناسبة تساعد الاسمدة المزارعين على جني ارباح من أسعار الحبوب التي سجلت مستويات تاريخية. ولكن المحصول الضعيف سيتركهم في صراع لشراء امدادات للعام المقبل.
ولعبت الاسمدة دورا حيويا في الثورة الخضراء في العقود القليلة الماضية حين تمكن مزارعون بصفة خاصة في الدول الفقيرة من تحقيق زيادة كبيرة في المحصول.
وبدأت الثورة الخضراء في الاربعينات من القرن العشرين وساعدت الاسمدة غير العضوية التي طورت حديثا في تحقيق زيادة كبيرة في الانتاج الغذائي وانقذت دولا مثل الهند من مجاعة.
ونما استخدام الاسمدة في العالم اكثر من 11 مرة من 14.5 مليون طن في عام 1950 الى 169.4 مليون طن في عام 2007 بينا قفز تعداد سكان العالم من 2.5 مليار نسمة الى 6.6 مليار نسمة.
ولكن الان مع ارتفاع أسعار الاسمدة والوقود يقلق البعض من ان انتاج كثير من الحبوب قد ينهار مما يمثل ضغطا على جميع المزارعين وبصفة خاصة في الدول النامية.
وقال راجيف شاه الذي يدير برنامج تنمية الزراعة في مؤسسة بيل وميلندا جيتس التي تنفذ برامج معونة ضخمة في افريقيا "انها مشكلة هائلة بالنسبة للمزارعين منخفضي الدخل."
وذكر ان استخدام الاسمدة كان يمثل تحديا في افريقيا منذ فترة طويلة حيث يستخدم المزارعون عشر ما يستخدمه المزارع الامريكي.
والمشاكل تتفاقم الان مع اضطرار الفلاحين لاستخدام كميات اقل من الاسمدة. كما يواجهون نقصا ويتعاملون مع تجار بلا ضمير يبيعون منتجات قليلة الجودة. بصفة عامة المجازفة كبيرة هذا الموسم.
ويعتقد البعض ان الحل الوحيد الممكن يتمثل في زيادة الدعم الحكومي للمزارعين الفقراء.
ويعتقد بدرو سانشيز من معهد الارض بجامعة كولومبيا ان الدعم الضخم للاسمدة افضل وسيلة للمزارعين لمواجهة الاسعار "المقلقة".
وأضاف "يتكيفون مع الوضع بالحصول على اسمدة مدعومة وحبوب محسنة. انها بصفة اساسية تضاعف انتاج المحاصيل الغذائية الاساسية مثل الذرة. وهم يحققون فائضا."
من راسل بلينش وروبرتا رامبتون
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business