الجمعة، ٦ يونيو ٢٠٠٨

المزارعون المصريون حريصون على جني ثمار ارتفاع أسعار القمح

المزارعون المصريون حريصون على جني ثمار ارتفاع أسعار القمح

Fri Jun 6, 2008 8:14am GMT

الزعفران (مصر) (رويترز) - يقول المزارع المصري فهمي جعفر انه يخطط لبيع اثنتين أو ثلاث من بقراته الأربع لأنه لا يريد أن يزرع مزيدا من البرسيم لإطعامها.
ولا يريد زراعة القطن وهو محصول جعل بعض المصريين أثرياء من وقت لاخر على مدى نحو 200 عام. وقال جعفر البالغ من العمر 58 عاما "القطن أصبح محصولا منقرضا".
وبالتالي فما الذي يخطط لزراعته في العام القادم؟ قال لرويترز في مزرعته التي تقع في محافظة كفر الشيخ بمنطقة الدلتا "ربما أزرع فدانا واحدا بالبرسيم لاطعام البقرات الباقية وازرع السبعة فدادين الاخرى قمحا."
ويركز المزارعون المصريون على زراعة مزيد من محاصيل الحبوب مثل القمح والارز والذرة على امل الاستفادة من الزيادة القياسية في اسعار الحبوب التي أثارت اعمال شغب في العديد من الدول النامية ومن بينها مصر.
والاسعار المرتفعة يمكن ان تجلب المزيد من الاموال الى ريف متخلف الى حد كبير يشكو منذ فترة طويلة من الاهمال على حساب فقراء المدن الذين يكافحون لملاحقة معدل التضخم المرتفع.
وتتوقع منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة - التي تعقد اجتماع قمة في روما هذا الاسبوع للبحث عن سبل لتأمين امدادات الغذاء - ان تبقى اسعار الغذاء مرتفعة خلال العقد القادم رغم المحصول الوفير هذا العام مما يزيد من تفاقم وضع 850 مليون شخص يعانون بالفعل من جوع مزمن في انحاء العالم.
وينحي خبراء باللائمة في ارتفاع الاسعار في جانب منها الى زيادة الطلب في الاقتصاديات النامية مثل الهند والصين وارتفاع اسعار النفط التي دفعت تكاليف الانتاج والزيادة الكبيرة في برامج الوقود الحيوي التي أحدثت تحولا في استخدام الارض بعد ان كانت تستخدم في وقت من الاوقات لزراعة الغذاء.
ومصر التي وصفت بأنها سلة غذاء الامبراطورية الرومانية أصبحت واحدة من كبار الدول المستوردة للقمح في العالم. وزاد الاستهلاك من ثمانية ملايين طن في عام 1982 الى نحو 14 مليون طن هذا العام تشتري الحكومة منها ستة ملايين طن من كبار الدول المنتجة مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا.
وفي محاولة لتلبية احتياجات المستهلكين وعدت الحكومة المزارعين بأنها ستشتري انتاجهم من القمح بالاسعار العالمية بحد أدنى 380 جنيها مصريا (71 دولارا) لكل 150 كيلوجراما مقابل نحو 200 جنيه في العام السابق. وهذا السعر يعادل أكثر من 470 دولارا للطن.
وحتى بعد ان تراجعت الاسعار العالمية الى أقل من ذلك المستوى فان الحكومة تشعر بالقلق من محاولة دفع مبالغ أقل للمزارعين.
وقال سعد نصار وهو احد مستشاري وزير الزراعة انه لم يتخذ قرار في هذا الشأن حتى الان.
والتحول نحو زراعة مزيد من محاصيل الحبوب جاء على حساب القطن الذي أطاح بالقمح ليصبح المحصول الرئيسي في مصر في القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين.
وأشار جعفر وهو يقف بجوار حقول الارز الى شريط من الارض قال انه كان مزروعا بالقطن في العام الماضي.
وقال "انه مزروع الان بالذرة." وأضاف "تكاليف انتاج القطن اصبحت الان أعلى من سعر السوق."
وانتقد جعفر ومزارعون اخرون الحكومة لحظرها صادرات الارز حتى عام 2009 لخفض الاسعار لكنه قال ان هذا لن يمنعه من زراعة المحصول الجذاب. وقال نصار ان الحكومة ليس امامها من سبيل اخر لحماية المستهلكين.
وقال انهم يعلمون ان حظر الصادرات سيكون كارثة لكن ما هو البديل الذي كان يمكن عمله.
غير انه رغم الاسعار القياسية للحبوب يقول جعفر ومزارعون اخرون انهم مازالوا ينتظرون الحصول على مزيد من الاموال في جيوبهم.
وقال يوسف محمد وهو مزارع اخر "أسعار الاسمدة ارتفعت. وسعر الوقود ارتفع. سعر كل شيء ارتفع."
وبلغ معدل التضخم في ريف مصر 17.6 في المئة في العام المنتهي في مارس اذار مقابل 12.8 في المئة في يناير كانون الثاني. ويقول اقتصاديون ان معدل التضخم سيواصل الارتفاع على الارجح بعد قرار الحكومة في مايو ايار رفع اسعار الوقود.
وقال جعفر وهو جد لسبعة اولاد "اننا نشعر بعدم الامان." واضاف "الحديد سعره 8000 جنيه للطن. سعر الاسمنت في ارتفاع. كيف يمكنك بناء شقة لابنك اذا كان يرغب في الزواج..."
وفي سوق الخضروات بالقرية قال كثيرون انهم يشعرون بأثر ارتفاع اسعار الغذاء والوقود.
وقال محمد واصل الذي يدير محل بقالة "الموقف بالطبع اسوأ." وأضاف "الناس لديها نقود أقل للانفاق."
لكن ابراهيم صديق استاذ الاقتصاد الزراعي قال ان الزيادة في اسعار المحاصيل يتوقع ان تعزز دخول المزارعين بدءا من العام القادم.
وقال لرويترز "معدل التضخم لن يتجاوز 25 في المئة."
واضاف "شاهدنا اسعار بعض المحاصيل تزيد باكثر من 100 في المئة."
وقال ان زيادة الاسعار ستشجع المزارعين على زيادة انتاجية الارض وهو أمل يراود الحكومة.
واقترحت مصر زراعة قمح في اراض خصبة في السودان وهو اقتراح قدمته ايضا دول عربية اخرى مثل السعودية.
وقال صديق "اذا تمت تنمية السودان بشكل جدي فان مصر ستستفيد والسعودية ستستفيد والدول العربية الاخرى ستستفيد ايضا."
واضاف "انني امل فقط الا تكون مجرد فورة عاطفية في وقت ارتفاع الاسعار."
من علاء شاهين
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business