وزير المالية البريطاني يرسم صورة قاتمة لاقتصاد بلاده

وزير المالية البريطاني يرسم صورة قاتمة لاقتصاد بلاده

بي. بي. سي. العربية

31/8/2008

اعترف وزير المالية البريطاني اليستر دارلينج بأن بلاده تواجه أسوأ ازمة اقتصادية خلال ستين عاماً.
وأضاف في لقاء مع صحيفة الجارديان أن التراجع الاقتصادي سيكون أكثر حدة واستمرارية مما يخشاه معظم الناس.
واعترف دارلينج في عبارات قاسية بأن الناخبين البريطانيين كانوا في غاية الغضب من معالجة العمال للقضايا الاقتصادية، واصفاً الشأن الاقتصادي بأنه قضية جوهرية في الانتخابات القادمة وداعياً الوزراء إلى تفهم رغبات الناخبين بصورة أفضل.
وقال دارلينج إن الأشهر الاثنا عشر القادمة ستكون الأصعب بالنسبة لحزب العمال خلال جيل بكامله.
اشارات متضاربة
ومن المتوقع أن تعلن الحكومة البريطانية الأسبوع القادم مجموعة من الاجراءات لاحداث تغيير في سوق العقارات الكاسد.
وتعرض وزير المالية للنقد لإرسال إشارات متضاربة حول الإجراءات الممكن اتخاذها لمساعدة الأشخاص الراغبين في شراء منازل، وخاصة امكانية تعليق العمل بضريبة الدمغة على شراء المنازل.
كما واجه دارلينج رد فعل عنيف على إلغاء معدل ضريبة الـ 10 قروش.
تراجعت أعمال البناء خلال العام الحالي
وفي اللقاء المطول الذي أجرته الجارديان مع دارلينج قال إن على حزب العمال إعادة اكتشاف "الحماس" الذي يتمتع به إذا أراد أن يعاد انتخابه لدورة رابعة، لكنه اعترف بأن هذا الأمر "مشكلة كبيرة بالنسبة لنا في الوقت الراهن".
ولمح دارلينج خلال القاء إلى التوتر داخل مجلس الوزراء بالقول "العديد من الناس يريدون القيام بمهمتي".
صيف ساخن
وتأتي تصريحات وزير المالية البريطاني بعد صيف من الأخبار الاقتصادية السيئة غير المنقطعة، حيث هبطت أسعار المنازل إلى أدنى مستوى لها منذ 18 عاماً ما زاد المخاوف من نزع ملكيات العديد من الأشخاص خلال الأشهر القادمة.
وبينما لم يظهر الاقتصاد أي قدر من النمو خلال الربع الثاني من العام، تخلت مؤسسات البناء وتجار التجزئة عن الآلاف من العاملين لديها خلال الأسابيع الأخيرة وسط مخاوف من ازدياد تدهور الاقتصاد.
وقال عضو في لجنة السياسات النقدية ببنك انجلترا إن هناك حاجة لاجراءات جذرية للتأكد من أن هذه الأزمة لن تصير أسوأ، محذراً من ازدياد كبير في نسبة البطالة.
وقال وزير مالية حكومة الظل في حزب المحافظين جورج اوسبورن معلقاً على تصريحات دارلينج "من يقول الحقيقة في هذه الحكومة؟ ... رئيس الوزراء يقول إن الوضع الاقتصادي ليس سيئاً كما يعتقد الناس، لكن وزير المالية يقول إننا في أسوأ وضع خلال ستين عاماً".
وقال المتحدث باسم وزارة ظل المالية في حزب الديمقراطيين الأحرار إن الحكومة صارت متضاربة في رسائلها، مقارناً كذلك بين تصريحات براون ودارلينج.