الجمعة، ٢٨ نوفمبر ٢٠٠٨

العزلة والبدائية تحمي أسواق أسهم مغمورة من الانهيار

العزلة والبدائية تحمي أسواق أسهم مغمورة من الانهيار
إتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري
29/11/2008

بفضل عوامل أبرزها العزلة وقلة السيولة نجت بضع أسواق الأسهم الناشئة تعمل بالوسائل اليدوية مثل العراق وغانا من الانهيار الذي شهدته أسواق أكثر تطورا.
ولعل ابرز مثال على ذلك ارتفاع المؤشر العام لبورصة غانا بنحو 60% خلال 2008 مخالفا أسواق ناشئة أخرى هوت بأكثر من 60% بسبب اضطرابات الازمة المالية العالمية.
وهو ما انسحب على مؤشر بغداد الذي كسب 40% في سبتمبر/ ايلول 2008 وهو نفس الشهر الذي أفلس فيه بنك ليمان براذرز وشهدت أسواق أخرى هبوطا حادا.
وجدير بالذكر أنه لا توجد تداولات الكترونية في بورصتي بغداد وغانا وان كانت البورصتان تسعيان للتحول الى التداول الالكتروني.
وساهم في حماية السوقين من موجة الانهيار التي اجتاحت الاسواق الاخرى تجاهل المستثمرون الاجانب لهما الى حد كبير خلال الطفرة الاخيرة في الاسواق الناشئة التي سبقت انهيار أسواق الاسهم العالمية.
فبينما كانت الاسواق العالمية تتهاوى خلال أكتوبر/ تشرين الاول 2008 كان مستثمرون يتصببون عرقا يواصلون عملهم في بورصة بغداد المنتعشة باشارات الايدي والتلويح للسماسرة الجالسين وراء حاجز منخفض.
ويرى بيورن انجلند وهو مدير صندوق في مؤسسة جودفيج كابيتال أن الدرس المستفاد من تلك التجربة هو أنه يجب ألا نتبع القطيع فعلينا أن تذهب الى مكان لا يقصده الاخرون حيث تكون لنا الحركة الاولى.
يذكر، أن صندوق بابل الاستثماري الذي يديره انجلند هو المستثمر الاجنبي الرئيسي الوحيد في البورصة العراقية.
ويرى انجلند ان عزلة العراق عن الاسواق العالمية تمثل أيضا مفتاحا مهما، فالمستثمرون الدوليون يعملون أساسا بأموال مقترضة مما يضطرهم أحيانا لسحب أموالهم من الاسواق الخاسرة للمرتفعة بصرف النظر عن أساسيات السوق.
ويقول انجلند ان الاجانب يمثلون نحو 18% من اجمالي حجم التداول في بورصة بغداد منذ اغسطس/ اب 2008، وهو ما يزيد عن ثلاثة امثال المتوسط في الفترة بين ديسمبر/ كانون الاول وفبراير/ شباط من العام نفسه.
بيد أن انجلند حذر قائلا ان السوق العراقية أبعد ما تكون عن الشفافية، وأعرب عن تشككه في أرقام المؤشر الرسمي للبورصة قائلا ان اسلوب الحساب فيه غير واضح ولا يتفق دوما مع تحركات الاسهم الرئيسية.
يذكر، أن البورصة العراقية فقدت أكثر من نصف قيمتها منذ فتحت ابوابها للمستثمرين في 2004 بعد عام من الغزو الامريكي ولكنها استفادت خلال 2008 من انحسار هائل في أعمال العنف الطائفي كما استفادت حتى وقت قريب من أسعار النفط المرتفعة.
وأكثر الاسهم جذبا في تلك البورصة التي تضم 95 شركة مدرجة هي أسهم الفنادق والبنوك حيث يتطلع المستثمرون لطفرة في مشروعات اعادة اعمار العراق والحاجة لتوفير أماكن اقامة للعاملين الاجانب.
وتفصيلا، استقر مؤشر أسهم البنوك الاكثر سيولة والذي يمثل أكثر من 80% من عمليات التداول في سبتمبر/ ايلول 2008 وارتفع 6.2% خلال العام بالعملة المحلية أو 9.6% بالدولار الامريكي مع ارتفاع قيمة الدينار، وهو ما وصفه انجلند بمستوى جيدا جدا في حال مقارنته بما حدث في أسواق أخرى.
وفي غانا، وبجانب البداية والعزلة، استفادت غانا ايضا من عوامل محلية جيدة من بينها اكتشافات نفطية وارتفاع أسعار صادراتها الرئيسية من الذهب والكاكاو والاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي وان كانت السوق تراجعت قليلا عن مستويات الذروة التي بلغتها في مطلع اكتوبر 2008.
وبالرغم من يتوقع صندوق النقد الدولي أن يتباطأ النمو الاقتصادي في غانا الى 5.8% في عام 2009 مقارنة بنحو 6.5% في 2008 وذلك مع تأثر البلاد بتباطؤ الاقتصاد العالمي، الا ان هذه النسب لا تزال أعلى بكثير من اقتصادات متقدمة ينتظر ان تحقق نموا اقل من 0.5% في عام 2009.
ومن شأن انتاج النفط الخام الذي ينتظر أن يبدأ في اواخر عام 2010 أن يمنح دفعة قوية لواحد من أكثر اقتصادات افريقيا جذبا للمستثمرين الاجانب، لكن يجب التأكيد مجددا على ان العزلة النسبية لغانا هي المفتاح للمكاسب الاخيرة.
تقول دوروثي ال. اميتيف المحللة في داتابنك في العاصمة اكرا، "لن تجد هنا استثمارات أجنبية بالمستوى الذي تجده في بعض الاسواق وهذا هو السبب في أننا لم نشهد مستويات الهبوط التي حدثت في جنوب افريقيا أو كينيا".
وأضافت أن نقص السيولة في السوق يحد من سرعة التصحيح النزولي حيث يجد المسثمرون الاجانب والمحليون صعوبة تصل الى حد الاستحالة في بيع استثماراتهم.
ومن شأن تحول السوقين الى المعاملات الالكترونية أن يحقق قدرا أكبر من الحركة ويسهل عملية دخول المستثمرين الاجانب لكن هذا قد ينهي في الوقت نفسه العزلة التي حمت البورصتين من تقلبات الاسواق العالمية.
وهو ما أكدته اميتيف قائلة "هناك مزايا واضحة للتداول الالكتروني لكنه سيجعل السوقين أكثر عرضة للتأثر بالتطورات الخارجية".
ومن الاسواق الاخرى التي ظلت مرتفعة حتى منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 بورصة تونس وبورصة الاكوادور وهما أيضا من الاسواق الصغيرة التي لا تشهد وجودا يذكر للمستثمرين الاجانب.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business