الأربعاء، ١٤ مايو ٢٠٠٨

رفض الوقود الحيوي قد يؤدي لرفع أسعار الطاقة

رفض الوقود الحيوي قد يؤدي لرفع أسعار الطاقة

Wed May 14, 2008 9:40am GMT

نيويورك (رويترز) - ربما تسفر الاعتراضات على الوقود الحيوي الذي يرى كثيرون أنه من أسباب الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية على مستوى العالم عن نتيجة غير مقصودة تتمثل في ارتفاع أسعار الطاقة.
وازداد استخدام الوقود الحيوي بشدة في الدول التي تبحث عن سبل لتقليل واردات المنتجات النفطية المكلفة. غير أن تحويل الطعام الى خزانات وقود السيارات بدلا من متاجر البقالة أدى الى ظهور أصوات معارضة خاصة ضد الايثانول الذي تنتجه الولايات المتحدة من الذرة.
وينادي بعض الساسة الامريكيين ومن بينهم السناتور جون مكين مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة المسؤولين عن شؤون البيئة بتقليص التشريعات الخاصة بالوقود المتجدد. وحث مستشار للامين العام للامم المتحدة هذا الشهر الولايات المتحدة واوروبا على تقليل استخدام الوقود الحيوي لتخفيف الضغط عن أسعار الاغذية الملتهبة.
وقال ايريك ويتناور المحلل المتخصص في الطاقة في مؤسسة ايه.جي ادواردز بسانت لويس "استخدام الوقود الحيوي يمكن أن يساعد في ابطاء معدلات زيادة أسعار البنزين. لهذا فاذا حدث رد فعل من شأنه الغاء تشريعات استخدام الوقود الحيوي سيؤدي هذا الى زيادة استخدام الوقود المشتق من البترول ومن الناحية النظرية الى ارتفاع أسعار" الطاقة.
وحقيقة الامر أن الوقود الحيوي كان له أثر ملحوظ على نظام الطاقة العالمي. وتتوقع ادارة معلومات الطاقة الامريكية أن يمثل الوقود الحيوي 2.3 في المئة من استخدام النفط العالمي بحلول عام 2015 و3.5 في المئة عام 2030 ارتفاعا من واحد في المئة حاليا.
وأقرت الولايات المتحدة في العام الماضي قانونا يقضي بأن تتضمن امدادات البلاد من البنزين 36 مليار جالون من الوقود المتجدد بحلول عام 2022. وبمعدلات الاستهلاك الحالية سيؤدي هذا الى أن يشكل الايثانول 25 في المئة من الطلب على البنزين. وستبلغ امدادات الايثانول من الذرة 15 مليار جالون أي نحو مثلي طاقة الانتاج الحالية.
في الوقت نفسه تعهد قادة الاتحاد الاوروبي العام الماضي بزيادة نسبة الوقود الحيوي المستخدم في وسائل النقل البري التي تستهلك البترول والديزل الى عشرة في المئة بحلول عام 2020.
وقالت ليندا دومان المحللة في ادارة معلومات الطاقة ان ازالة الوقود الحيوي من خليط الوقود "بالتأكيد لن يفيد في (خفض) أسعار النفط. نتيجة لقلة الطاقة الانتاجية الاحتياطية والمخاوف من تعطل الامدادات سيكون هناك أثر على سعر النفط".
وارتفعت أسعار النفط لستة أمثالها منذ عام 2002 اثر ازدياد الطلب من الصين والهند ودول أخرى تشهد نموا سريعا.
ومصداقا للتوقعات فان جماعات الضغط المهتمة بالايثانول الامريكي ترسم صورة قاتمة حول تأثير تشريع يهدف لخفض نسبة الوقود الحيوي على أسعار البنزين. وفي الاسبوع الماضي حذرت رابطة الوقود المتجدد من أن أسعار البيع للمستهلك ستقفز بمعدل يزيد عن دولار للجالون اذا نفذ المسؤولون الامريكيون اقتراح حاكم تكساس ريك بيري بالتخلي عن نصف تفويض عام 2008 الذي ينص على تسعة مليارات جالون من الايثانول.
غير أن خبراء في مجال الطاقة وصفوا هذا التوقع بأنه مبالغ فيه قائلين ان سعر ضخ البنزين سيرتفع على الارجح بمقدار بنسات للجالون.
ويقولون ان شركات التكرير الامريكية ستشتري ما يصل الى 80 في المئة من الايثانول الذي يستخدمونه حاليا لانتاج البنزين المحسن وهو وقود لا يسبب احراقه تلوثا تقضي اللوائح باستخدامه في مناطق تزيد فيها نسبة التلوث في البلاد.
وقال أنطوان هاف المحلل بمجموعة نيو ايدج في نيويورك "جزء كبير من تفويض هذا العام سيذهب الى البنزين المحسن وهي سوق احتكارية."
وفي حين هزت أسعار الغذاء الملتهبة الاقبال على الايثانول والديزل الحيوي فمن المستبعد أن يطرأ تراجع كبير على أهداف الانتاج الطموحة في الولايات المتحدة في ظل ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش.
وقال هاف "يبدو لي من المرجح أن يعيد النواب النظر في سياسة الايثانول بعد الانتخابات".
في الوقت نفسه فان مشكلة تضخم أسعار الغذاء والوقود ستزيد الضغط في الغالب على الدول المستهلكة للطاقة لتبتعد عن استخدام الوقود الحيوي القائم على الغذاء.
وقال ساندر كوهان المحلل بشركة انرجي سيكيوريتي اناليسيس في بوسطن "زيادات الاسعار ستمثل قوة لتسريع تنمية المواد الخام غير القائمة على الاغذية."
ويشير خبراء الى أن هذا قد يزيد احتمال أن ترفع الولايات المتحدة الرسوم التي تفرضها على الايثانول البرازيلي والبالغة 54 سنتا للجالون ويقوم في معظمه على السكر.
وقال هاف "ربما يكون رفع الرسوم طريقة أفيد لتخفيض أسعار الذرة نوعا ما."
وتشهد أسعار السكر العالمية انخفاضا تاريخيا نتيجة وفرة الامدادات فيما بلغت الذرة أسعارا قياسية ودفعت أسعار الحبوب الاخرى الى الارتفاع حيث يستخدم نحو ربع محصول الولايات المتحدة من الذرة في صناعة الايثانول.
من ريتشارد فالدمانيس وتيموثي جاردنر
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business