الأحد، ٢٤ أغسطس ٢٠٠٨

"عمر أفندي" ينفض غبار الماضي ويرفع مبيعاته خمسة أضعاف

"عمر أفندي" ينفض غبار الماضي ويرفع مبيعاته خمسة أضعاف

سي. إن. إن. العربية
24/8/2008

القاهرة، مصر (CNN) - تحتفل شركة "عمر أفندي" الشهيرة للبيع بالتجزئة في مصر هذه الأيام بتجديد بعض فروعها، بعد الانطلاقة الجديدة التي اكتسبتها إثر تخصيصها لمستثمرين سعوديين، وضعوها تحت إدارة الفرنسي أرنود ميلي الذي أدخل الكثير من الإصلاحات، بما رفع مبيعات الشركة خمسة أضعاف.
وارتكزت خطة إعادة مجد "عمر أفندي" إلى ما كان عليه عند تأسيسه عام 1856، ولعقود طويلة تلت ذلك، على إجراءات منها صرف نصف الموظفين بسبب زيادتهم عن حاجات العمل وإضافة منتجات جديدة إلى صالات العرض، مثل الهواتف المحمولة والأدوات الكهربائية، التي منحت المتاجر صبغة حداثة.
ويقول ميلي لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN،" إن "عمر أفندي،" الذي قدمت متاجره لسنوات طويلة متعة تسوق تضاهي ما تقدمه باريس أو نيويورك كان "نموذجا لبيع التجزئة في ذلك الوقت،" قبل أن تتراجع صورته ودوره.
وكانت محلات عمر أفندي قد خضعت للتأميم في العقد الخامس من القرن الماضي، فبات مثالاً للمتاجر التي تبيع بضائع قديمة بأسعار مرتفعة، إلى جانب تضخم عدد الموظفين بحيث بات على الزبائن المرور على أكثر من محاسب قبل شراء أغراضهم.
وقد التقط ميلي في أول يوم عمل له صوراً لعمال ينامون فوق البضائع في صالات العمل، إلى جانب ازدحام الممرات بطاولات الموظفين الفائضين عن الحاجة.
أما اليوم، فعمر أفندي في مرحلة تجديد الصورة، بعد خصخصته لصالح ثلاثة أشقاء سعوديين من آل قنيبط بصفقة بلغت قيمتها 103 ملايين دولار، جعلتهم يمتلكون 80 في المائة من أسهم الشركة، بينما ظلت 10 في المائة بيد الدولة المصرية، وذهبت سائر الأسهم إلى شركة "أنوال" السعودية لمبيعات التجزئة.
وقدمت مؤسسة "انترناشيونال فايننس كوربوريشن" قرضاً بقيمة 40 مليون دولار مقابل خمسة في المائة، وفي هذا الإطار، قال مايكل إيسكس
ويشرح ميلي إستراتيجية بالقول: "يجب أن تكون موجوداً في كل مكان، وفي كافة فروع الشركة، وتعمل على إيصال الرسالة عينها."
وتقوم خطة ميلي، وهو مستشار في مبيعات التجزئة من فرنسا، على تحديث وتطوير 32 من أصل 69 فرعاً لعمر أفندي، وقد صرف نصف الموظفين الذين كان عددهم يبلغ 6500 شخص، وحول الشركة إلى رابحة، بعدما سجلت قروضها وخسائرها العام الماضي 78 مليون دولار.
ويقول القيمون على عمر أفندي إن مشاريعهم لهذه الفترة لا تتجه نحو تحويل الشركة إلى مركز تسوق يمكن للعائلات أو المجموعات الشبابية ارتياده، بل التركيز على جعله المكان الذي يلجأ إليه الزبائن لشراء البضائع الأساسية، ويعتبرون في هذا الإطار أن الشريحة التي يستهدفونها هي المستهلك المصري العادي.
ويقوم ميلي بتوسيع مساحات عرض الملابس وأدوات الزينة، كما أنه استأجر أماكن لعرض الأثاث المنزلي والأدوات الكهربائية والهواتف المحمولة، ويقول إن وجود هذه الهواتف في محلات التجزئة تمنحها صفة الحداثة.
ويشير المدير التنفيذي لعمر أفندي أن إستراتيجية ضاعفت المبيعات خمس مرات، رغم أن عدد الموظفين قد انخفض، وإن كانت مؤهلاتهم ورواتبهم بالمقابل قد ارتفعت.
ويرى العديد من المصريين أن الطريق أمام عمر أفندي لاسترداد مكانته على جميع الأصعدة ما تزال طويلة، وإن كانت متاجره قد عادت لتكون مقصداً لهم.
يشار إلى أن دخول المستثمرين السعوديين على خط الاستحواذ على متاجر "عمر أفندي" يأتي في إطار في يشهده قطاع البيع بالتجزئة في الخليج، والذي يسجل نمواً بمعدل 10 إلى 20 في المائة سنوياً، وتتركز 60 في المائة من مبيعات التجزئة في الشرق الأوسط بتلك المنطقة.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business