الجمعة، ٢٦ ديسمبر ٢٠٠٨

مأساة إغلاق المطار لا تمثل نهاية عام سعيدة للسياحة في تايلاند

مأساة إغلاق المطار لا تمثل نهاية عام سعيدة للسياحة في تايلاند

Fri Dec 26, 2008 9:55am GMT

بانكوك (رويترز) - من مقاعد الاسترخاء في الشمس الخالية في الفنادق الفاخرة الى المقاعد القذرة الشاغرة في الحانات الرخيصة يبدو ان قطاع السياحة في تايلاند يشهد أسوأ تراجع له في عشرات السنين نتيجة للتباطؤ الاقتصادي العالمي والمشكلات السياسية المحلية.
وقالت جودي (24 عاما) وهي راقصة تجوب المنطقة الحمراء بالعاصمة وهي ترتدي حذاء عالي الكعب برقبة تصل الى الفخذ "الآن العمل بطيء جدا. في بعض اليالي لا أجد سوى زبون واحد."
وتشاؤمها ينعكس على الجميع في قطاع يعمل به بشكل مباشر 1.8 مليون شخص ويمثل ستة بالمئة من حجم الاقتصاد في الدولة التي تطلق على نفسها "أرض الابتسامات".
وتقدر فورنيسير مانوهارن رئيسة هيئة السياحة في تايلاند ان اغلاق مطار سوفارنابومي الذي تكلف اربعة مليارات دولار في بانكوك لمدة ثمانية أيام من جانب محتجين مناهضين للحكومة قبل شهر قد تسبب في الغاء مليون أجنبي لحجوزاتهم في تايلاند.
وقالت لرويترز "هذه أقوى صفعة واجهناها في 48 عاما منذ أن بدأنا الترويج للسياحة في تايلاند." وأضافت ان اغلاق المطار تتضاءل بجواره اثار أمواج المد عام 2004 وانشار مرض سارز على السياحة.
وفي حين من المتوقع أن يبلغ عدد السياح في ديسمبر كانون الاول شهر العطلات نحو 500 الف أي ثلث ما كان متوقعا من قبل فان طموح الهيئة لجذب 15.5 مليون سائح في عام 2008 بكامله و16 مليون في عام 2009 يبدو بعيد المنال.
وتبلغ نسبة الاشغال في فنادق بانكوك 25 بالمئة وهي نسبة بعيدة تماما عن 70 في المئة المعتادة في شهر ديسمبر مما اضطر الادارات الى اغلاق أدوار بكاملها وتسريح العاملين بعقود من الخارج ومطالبة طاقم العمل بأخذ عطلات غير مدفوعة الاجر.
وفي ذروة أزمة اغلاق المطار ترددت شائعات عن أن احد الفنادق الفاخرة لم يكن لديه سوى نزيل واحد.
وقال واين باكينجهام المدير العام في فندق رويال اوركيد شيراتون (740 غرفة) على ضفة نهر تشاو برايا في بانكوك "من العدل القول ان هذه ستكون أدنى نسبة اشغال شهدناها في تاريخ هذا الفندق."
وكان الاكثر تضررا هو سياحة المؤتمرات وهي أكثر مرونة من الافراد لتحذيرات السفر التي اصدرت اثناء اغلاق المطار الذي جاء تتويجا لشهور من المواجهات السياسية التي اتسمت بالعنف في بعض الأحيان.
وقال باكينجهام "مر الناس بظروف صعبة في اسيا من قبل وخرجوا منها وهذا ما سيحدث. لكن هذه المرة ستأخذ وقتا أطول." وتوقع ان تعود الأمور الى طبيعتها بعد ما بين 12 و18 شهرا.
ومع تأثر الاقتصاد المعتمد على التصدير بالفعل بالتباطؤ الاقتصادي العالمي يعتقد العديد من المحللين ان احتجاجات التحالف الشعبي من أجل الديمقراطية في المطار قد تكون هي العامل الحاسم في دخول تايلاند في حالة من الكساد.
وحتى اذا كان قطاع السياحة تجنب تسريح أعداد كبيرة من العمالة كما حدث في المصانع الا ان اعادة القطاع الى مساره الطبيعي يمثل مشكلة أخرى بالنسبة لرئيس الوزراء الجديد ابهيسيت فيجاجيفا.
واذا بدأ رئيس الوزراء الذي درس الاقتصاد في جامعة أوكسفورد توجيه أموال المحليات الى السياحة في بانكوك أو الجنوب حيث توجد أفضل الشواطيء وأقوى تأييد لحزبه الديمقراطي فانه يغامر بابعاد الناخبين بدرجة أكبر في شمال وشمال شرق البلاد حيث يتركز التأييد للزعيم المخلوع تاكسين شيناواترا.
ومع ذلك فان الضغوط السياسية والاقتصادية للتدخل ستكون كبيرة نظرا الى أن تراجع عدد السياح ستكون له عوقب أبعد بكثير من افتقار النادلات في الفنادق للاكراميات ووقوف المرشدين السياحيين دون عمل خارج القصر الكبير في بانكوك.
فتراجع السياحة يضر سائقي السيارات الاجرة وباعة العاديات والاحجار والاف من العاملين في قطاع الخدمات من الخياطين الذين يخيطون الحُلل على جانب الطريق الى جودي وأمثالها من بائعات الهوى.
وقال الخياط توم كاسي من تشيناي في الهند الذي صحا من نومه على اريكة في متجره في الثالث عصرا ليخدم أول زبون له في اليوم "أعمل هنا منذ 16 عاما وهذه هي المرة الاولى التي أشهد فيها تراجع الاعمال بهذا الشكل."
الوحيدون الذين مازالوا قادرين على الابتسام هم الزوار الاجانب الذين قرروا المجيء غير عابئين بالتوترات السياسية والذين يجدون أنفسهم الان يحصلون على أفضل خدمة ويشاهدون المزارات دون زحام.
وقال مايكل جود وهو رجل أعمال من لندن "كدنا نقع فريسة القلق من أزمة الائتمان ومن اغلاق المطار لكننا كنا نحلم بهذه الرحلة منذ فترة طويلة فلم يثننا عنها شيء."
واضاف "والحقيقة ان كل شيء سار على ما يرام. كل المزارات كانت شبه خالية وحصلنا على مرشد خاص لنا وحدنا."
من ايد كروبلي
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business