الثلاثاء، ٢٣ سبتمبر ٢٠٠٨

بوش وقادة العالم يحاولون احتواء تداعيات الأزمة المالية

بوش وقادة العالم يحاولون احتواء تداعيات الأزمة المالية

Tue Sep 23, 2008 8:44pm GMT

الامم المتحدة (رويترز) - سارع الرئيس الامريكي جورج بوش وقادة عالميون اخرون يوم الثلاثاء الى احتواء الاثار السلبية لازمة مالية في وول ستريت وصل صداها الى أنحاء العالم.
وقدم بوش في خطابه الاخير امام الامم المتحدة تأكيدات بالتزامه تحقيق الاستقرار في اسواق المال العالمية التي طغت حاليا على المخاوف الدولية بشأن التوترات مع روسيا وايران وكوريا الشمالية.
لكنه واجه أيضا انتقادات في الاجتماع السنوي لقادة العالم في الجمعية العامة للامم المتحدة بشأن تجاوزات نظام حرية السوق العالمي الذي طالما روجت له واشنطن كسبيل للنمو الاقتصادي والرخاء.
وبدأ بوش حديثه في غمرة جهود مكثفة في واشنطن بين ادارة بوش والكونجرس لوضع خطة انقاذ لا سابق لها بقيمة 700 مليار دولار لمعالجة اسوأ اضطراب في النظام المالي الامريكي منذ الكساد الكبير.
وقال بوش "يمكنني أن أؤكد لكم أن ادارتي والكونجرس يعملان معا للاسراع بالموافقة على تشريع يقر هذه الاستراتيجية وانا على ثقة اننا سنعمل بالسرعة المطلوبة."
لكن اهتمام بوش انصب في كلمته الثامنة والاخيرة امام الامم المتحدة على الدعوة الى مضاعفة الجهود الدولية في التصدي للارهاب وهو امر وصفه الرئيس البرازيلي بالمؤسف في ظل قسوة الازمة المالية.
ومع استمرار قلق المستثمرين وتفشي الازمة عالميا بدأت قوى اقتصادية أخرى تستشعر وطأة الازمة أيضا. وتخشى الدول الفقيرة من احتمال ان يؤدي ذلك الى خفض ميزانيات المعونات لدى أكبر المانحين.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الذي كان يتحدث على بعد اميال قليلة من وول ستريت ان الاضطراب المالي يعرض جهود خفض الفقر في العالم للخطر ويستلزم نهجا جديدا يقل فيه "الايمان الاعمى بسحر الاسواق."
ولقيت كلماته صدى طيبا لدى وفود الحكومات اليسارية التي طالما عارضت مذهب السوق الحرة التي تدافع عنها ادارة بوش.
ووجه الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا وهو زعيم عمالي سابق تحذيرا وأنحى باللائمة في الازمة على المضاربين.
وقال "يجب ألا نسمح بأن يتحمل الجميع عبء الطمع اللامحدود لفئة قليلة."
ولام لولا دا سيلفا برفق بوش لعدم تخصيصه قسطا أكبر من كلمته لما تقوم به الحكومة الامريكية في سبيل التصدي لحالة الانهيار المالية فيما يعكس مدى عمق القلق بين عشرات من قادة العالم المجتمعين في الامم المتحدة.
وقال لولا دا سيلفا "اثر ان يتحدث مرة اخرى عن الارهاب... توقعت انه سيتحدث عن الازمة الاقتصادية لاني اعتقد انها اهم امر حاليا."
ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى عقد قمة لقادة العالم هذا العام لمعالجة الازمة المالية العالمية.
وقال "دعونا نبني سويا رأسمالية مقننة لا تترك فيها مساحات كاملة من النشاط المالي رهن تقدير متعاملي السوق وحدهم."
وفي تجل لما يشعر به العالم الثالث من وطأة الازمة قالت الرئيسة الفلبينية جلوريا ماكاباجال ارويو "حالة عدم اليقين الاقتصادية تتحرك مثل تسونامي (موجات مد عاتية) حول الكرة الارضية تجرف المكاسب."
واكد بوش من جديد على اتهاماته بان ايران وسوريا ترعيان الارهاب - وهو اتهام تنفيه الدولتان - وحث الدول الاعضاء في الامم المتحدة الى تعزيز العقوبات ضد ايران وكوريا الشمالية بشأن برامجهما النووية.
ويعتزم وزراء خارجية بريطانيا والصين وفرنسا والمانيا وروسيا والولايات المتحدة الاجتماع يوم الخميس لمناقشة احتمال صياغة قرار للامم المتحدة يفرض مجموعة رابعة من العقوبات على ايران بشأن برنامجها النووي.
ولم تثن مجموعات سابقة من العقوبات وعرض بحوافز اقتصادية ايران عن مسعاها النووي. وتنفي ايران انها تسعى الى امتلاك اسلحة نووية وتصر على انها لا تريد الا توليد الطاقة.
ومن المؤكد ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي يجاهر بعدائه للولايات المتحدة والذي كان حاضرا بينما كان بوش يلقي كلمته سيعارض بوش عندما يخاطب الجمعية في وقت لاحق.
وجدد بوش دعمه لجورجيا التي اجتاحتها روسيا في اغسطس اب بعد ان حاولت الجمهورية السوفيتية السابقة استعادة سيطرتها على اقليم اوسيتيا الجنوبية االانفصالي المؤيد لموسكو.
وخفت حدة انتقادات بوش لروسيا عن ذي قبل. وقال "ينص ميثاق الامم المتحدة على ..الحقوق المتساوية للدول الصغيرة والكبيرة."
واضاف "الغزو الروسي لجورجيا كان انتهاكا لهذا النص."
وخلق صعود الجيش الروسي من جديد جفوة بين الشرق والغرب لم يشهدها العالم منذ فترة الحرب الباردة. لكن يتعين على بوش ان يتبع نهجا حذرا. فهو مازال بحاجة الى التعاون الدبلوماسي لموسكو في قضايا مثل التصدي للبرنامج النووي الايراني.
ومع بقاء اربعة اشهر فقط على رحيل بوش من البيت الابيض يتطلع كثير من زعماء العالم بالفعل الى خليفته سواء كان الجمهوري جون مكين أو الديمقراطي باراك اوباما اللذين يخوضان منافسة شرسة قبل انتخابات الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.
(شارك في التغطية جيرمي بيلوفسكي وسو بليمنج ولوي شاربونو وايزابيل فيرسياني ووالتر برانديمارت وكلوديا بارسونز في نيويورك وتبسم زكريا في واشنطن.)
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business