أوبك تتفق على خفض حاد للإنتاج والنفط يواصل هبوطه
Fri Oct 24, 2008 4:27pm GMT
فيينا (رويترز) - توصل اجتماع استثنائي لوزراء منظمة أوبك يوم الجمعة الى اتفاق سريع على خفض الانتاج 1.5 مليون برميل يوميا كخطوة أولى لوقف انخفاض حاد في أسعار النفط.
وهبط سعر خام القياس العالمي الخام الأمريكي الخفيف أكثر من 50 في المئة منذ سجل مستواه القياسي عند 147.27 دولار للبرميل في يوليو تموز الماضي.
وواصل السعر انخفاضه في معاملات يوم الجمعة لينزل مُجددا عن 63 دولارا للبرميل.
ووصف وزير النفط السعودي علي النعيمي القرار بأنه مباشر وقال ان أوبك ستبذل كل ما يتطلبه تحقيق الاستقرار لأسواق النفط.
وفي الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم تعتبر أسعار النفط وضعف الاقتصاد من العوامل الرئيسية في حملة انتخابات الرئاسة الامريكية في نوفمبر تشرين الثاني. وقد سارعت واشنطن الى انتقاد قرار أوبك.
وقال توني فراتو المتحدث باسم البيت الابيض "رأينا على الدوام هو أن قيمة السلع الأولية بما فيها النفط يجب أن تتحدد في أسواق مفتوحة تتسم بحرية المنافسة وليس من خلال قرارات تتعلق بالانتاج مثل تلك القرارات المناوئة للسوق."
وبالنسبة لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أعادت سرعة انهيار سوق النفط عقب موجة صعود قياسية الى الاذهان ذكريات الازمة المالية الاسيوية في أواخر التسعينات.
وكان بطء رد فعل أوبك آنذاك مع تبدد الطلب وتراكم مخزونات النفط عاملا في دفع سعر الخام الى مستويات أقل من عشرة دولارات في 1998.
وقال ديفيد كيرش المدير لدى بي.اف.سي انرجي التي تتخذ من واشنطن مقرا "تظهر أوبك أنها لن تتكرر ذلك الخطأ."
وقبل المحادثات التي استمرت قرابة ساعتين واختتمت قبل الظهر بتوقيت فيينا ( العاشرة بتوقيت جرينتش) كان الوزراء متفقين بصفة عامة على ضرورة خفض الانتاج لكنهم اختلفوا حول حجم الخفض.
وقال الوزراء انهم بحاجة للموازنة بين احتياجات بلادهم واحتياجات الاقتصاد العالمي المتعثر.
وقال وزير النفط الكويتي محمد العليم ان أي خفض يجب ألا يؤثر سلبا على السوق المالية العالمية ووصف الخفض بأنه قرار حكيم.
وقال مندوبون شاركوا في الاجتماع ان الكويت ودول أخرى أعضاء في منطقة الخليج تخشى انخفاضا آخر في الطلب على النفط كانت تفضل خفضا متواضعا نسبيا في الانتاج يبلغ نحو مليون برميل يوميا.
الا أن فنزويلا وليبيا وايران الأكثر اعتمادا على زيادة ايرادات النفط كانت من الدول التي طالبت بخفض أكبر في الانتاج بل ان البعض طالب بخفض الانتاج مليوني برميل يوميا.
والتقى الطرفان في منتصف الطريق.
وقال وزير الطاقة والبترول الفنزويلي رفاييل راميريز في مقابلة مع التلفزيون الفنزويلي "الرسالة الى السوق هي أولا عن حزم ووحدة صف أوبك على صعيد قراراتها. لم يقع نزاع أو عراك وكنا جميعا متفقين هنا."
وقال رئيس أوبك شكيب خليل ان الخيار الوحيد للدول الاعضاء هو احترام الاتفاق الجديد.
وقال "ليس لديهم خيار. أي خيار لديهم.. رؤية سعر النفط يتراجع الى مستويات أقل.. سينفذون التخفيضات."
وقال أيضا ان أوبك قد تتخذ مزيدا من الاجراءات اذا اقتضى الامر قبل الاجتماع التالي المقرر عقده في وهران بالجزائر في ديسمبر كانون الاول المقبل.
ويسري الخفض من مستوى الانتاج المستهدف في سبتمبر ايلول وهو 28.8 مليون برميل يوميا وسيكون نصيب السعودية من الخفض 466 ألف برميل يوميا وايران 199 ألف برميل يوميا حسب ما ورد في بيان ختامي لاوبك.
ورغم قول المنظمة في سبتمبر أيلول انها ستلتزم على نحو صارم بأهداف الانتاج الا أنها لاتزال تضخ أكثر من سقفها الجماعي.
وقال خليل ان ان اجمالي الكمية المحجوبة عن السوق بنهاية العام سيكون أقرب الى 1.8 مليون برميل يوميا مع توقف الانتاج الزائد.
وكانت السعودية عضو أوبك الوحيد الذي يتجاوز انتاجه المستوى المستهدف المتفق عليه بدرجة ملحوظة قد خفضت بالفعل امداداتها قليلا مع تراجع الطلب بفعل ركود اقتصادي. وعندما كانت أسعار النفط ترتفع مسجلة مستويات قياسية جديدة في يوليو عمدت السعودية من جانب واحد فقط لزيادة انتاجها في محاولة لتهدئة الاسواق.
(شارك في التغطية سيلفيا فيشتول ولوك باتشيموثو ورانيا الجمل في فيينا وديزي بوتراجو في كراكاس)
من مايكل جورجي وبيح ماكي
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.
المشاركات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق