الجمعة، ٢٤ أكتوبر ٢٠٠٨

آسيا وأوروبا تتطلعان للصين من أجل إصلاحات اقتصادية

آسيا وأوروبا تتطلعان للصين من أجل إصلاحات اقتصادية

Fri Oct 24, 2008 8:44am GMT

بكين (رويترز) - سيتطلع زعماء أسيويون وأوروبيون إلى الصين في قمة تبدأ يوم الجمعة للمساعدة في دعم اقتصاد عالمي وصفه الرئيس هو جين تاو بأنه محبط.
والتقييم الصريح بصورة غير عادية من الزعيم الصيني يؤكد التوقيت الملائم للقمة الاسيوية الاوروبية التي تستمر يومين وتضم 27 عضوا بالاتحاد الاوروبي و16 دولة اسيوية والتي كانت في طريقها لتكون مجرد مناسبة رصينة منظمة للكلام.
وذكرت وكالة شينخوا الصينية للانباء ان هو قال للرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو قبل القمة "الوضع الاقتصادي العالمي الحالي محبط ومعقد."
ومن المقرر ان تبحث الجلسات الرسمية للقمة على مدى يومين في قاعة الشعب الكبرى في بكين جدول اعمال يغطي التعاون الاقتصادي والتغير المناخي والتنمية.
لكن الاجتماعات على الهامش توضح بالفعل ما يريد الزعماء ان تفعله الدول الاخرى وما يخططون لعمله بأنفسهم سعيا للافلات من ركود اقتصادي.
وصباح يوم الجمعة اتفقت رابطة دول جنوب شرق آسيا (الاسيان) في محادثات مع اليابان والصين وكوريا الجنوبية على تحديث شبكة تأسست منذ وقت طويل لخطوط مبادلة العملات بحجم 80 مليار دولار بين البنوك المركزية في المنطقة.
والغرض هو السماح لدولة غارقة في ازمة تتعلق بالنقد الاجنبي ان تحصل سريعا على دعم مالي بمبادلة عملتها بعملات جيرانها.
وسيكون الهدف بيع المال المقترض في سوق النقد الاجنبي لتخفيف الضغط على العملة التي تتعرض لهجوم وبالتالي يمكن تجنب الانهيار الذي دفع بالعديد من الدول الى ركود عميق اثناء الازمة المالية الاسيوية في 1997-1998 .
واظهرت آسيا اداء افضل اثناء احدث جولة من الاضطراب في الاسواق العالمية. وعبر زعماء رابطة الاسيان عن الثقة في ان القطاع المالي للمجموعة ما يزال "قويا وسليما".
لكن الرابطة قالت في بيان في وقت متأخر يوم الخميس بعد محادثات قبل القمة "رغم ذلك ينبغي اتخاذ تحركات احترازية لارسال رسالة واضحة وجلية بأن الاسيان مصممة وافضل استعدادا عما كانت عليه قبل عشر سنوات حين ضربت الازمة المالية المنطقة في 1997 ."
وتخشى الحكومات ان تتعرض البنوك والاسواق والعملات في انحاء المنطقة لضغوط مع ازدياد الاوضاع الاقتصادية العالمية سوءا. واضطرت كوريا الجنوبية رغم ان لديها احتياطيات عملات تبلغ 240 مليار دولار الى طرح خطة انقاذ بقيمة 130 مليار دولار يوم الاحد لمساعدة بنوكها.
وقال المكتب الرئاسي لكوريا الجنوبية بعد الاجتماع مع الاسيان والذي صدق على تعزيز برنامج المبادلات "اتفق الزعماء في الاجتماع على الحاجة لتعزيز التعاون الاقليمي للتغلب على الازمة المالية العالمية وتنسيق السياسات."
واتفقت المجموعة على اكمال تلك المهمة بحلول النصف الاول من العام القادم لكن دبلوماسيين قالوا ان "الشيطان سيكمن في التفاصيل" بشأن الضوابط التي ستفرض لدى تنشيط الخطوط الائتمانية.
واقترحت تايلاند خطة موازية للحكومات الاسيوية لضخ جزء من ممتلكاتها الضخمة من احتياطي العملات في صندوق بحجم 200 مليار دولار لشراء الاسهم وتسهيل التجارة ودعم البنية التحتية في المنطقة.
وقال وزير الشؤون الخارجية الفلبيني البرتو رومولو لرويترز ان مجموعة عمل من مسؤولي وزارات المالية والبنوك المركزية ستنظر في التفاصيل الشهر القادم.
وابدت الصين التي سيكون عليها تقديم اكبر اسهام في صندوق مشترك رد فعل فاترا ازاء الفكرة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو جيان تشاو للصحفيين في وقت متأخر يوم الخميس "اعتقد ان الصين واليابان وكوريا الجنوبية ستستكشف معا كيفية تعزيز التعاون بين دول الاسيان."
وقال مسؤولون يابانيون ان الخطة التايلاندية غامضة اكثر مما ينبغي مثلما كانت فكرة طرحتها الاسبوع الماضي الرئيسة الفلبينية جلوريا ماكاباجال ارويو لانشاء صندوق بحجم عشرة مليارات دولار لشراء الديون المتعثرة واعادة هيكلة البنوك في انحاء المنطقة التي ضربتها الازمة المالية.
ورابطة الاسيان التي تضم كمبوديا وماليزيا واندونيسيا وسنغافورة وفيتنام والفلبين ولاوس وتايلاند وميانمار وبروناي ليست وحدها التي تتطلع لبكين من اجل القيادة.
ويريد الاتحاد الاوروبي من الصين التي تمتلك اكبر احتياطي عالمي من العملات كما انها الاسرع نموا بين الاقتصادات الكبرى ان تساعد في تشكيل الاصلاحات المالية العالمية ومعالجة الاختلالات الاقتصادية التي نشأ منها الاضطراب الحالي.
وكنقطة بداية يريد الاتحاد الاوروبي ان توافق الصين على الانضمام لقمة للازمة المالية في واشنطن الشهر القادم سيستضيفها الرئيس جورج بوش.
وقال خوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الاوروبي يوم الخميس "اتمنى كثيرا جدا ان تقدم الصين اسهاما مهما في حل هذه الازمة المالية." واضاف "اعتقد انها فرصة عظيمة للصين لاظهار احساس بالمسؤولية."
لكن المتحدث الصيني ليو اكتفى بالقول ان حكومته "تنظر بنشاط" في حضور قمة واشنطن.
ولن تكون كل قضايا القمة الاوروبية الاسيوية على مدى اليومين اقتصادية. فالقمة ستبحث ايضا الامن الغذائي والاحتباس الحراري.
وقال رئيس الوزراء الدنمركي اندرس فو راسموسن انه يريد ان يعلن التجمع التزاما بالسعي لاتفاقية جديدة بشأن التغير المناخي وخفض غازات الاحتباس الحراري في محادثات مهمة في كوبنهاجن اواخر العام القادم. وينتهي اجل بروتوكول كيوتو الحالي بحلول نهاية 2012 .
من كيم يون-هي وكريس باكلي
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business