الأحد، ٧ ديسمبر ٢٠٠٨

دافعو الضرائب الأمريكان غاضبون على خطة إنقاذ مالكي المنازل

دافعو الضرائب الأمريكان غاضبون على خطة إنقاذ مالكي المنازل


سي. إن. إن. العربية
7/12/2008
(CNN) - عبر كثير من الأمريكيين عن سخطهم وغضبهم لإنفاق أموالهم على إنقاذ "المقترضين غير المسؤولين"، غير أن هذا السخط والغضب لن يوقف خطط المسؤولين في الحكومة الأمريكية لإنقاذ مالكي المنازل.
وإذا ما سئل أي أمريكي تقريباً عما إذا كان يميل إلى إنفاق أموال دافعي الضرائب لمساعدة من اقترضوا بهدف شراء منازل، فإن الإجابة ستكون بالرفض القاطع.
لكن الحكومة الأمريكية عندما أقرت خطة مساعدة هؤلاء، لم تسأل المواطنين مثل هذا السؤال قبل ضخ مليارات الدولارات لضمان القروض من خلال مبادراتها العديدة لمنح الأمل لمالكي المنازل والمقترضين.
كما لم تطرح خططها للتصويت العام عليها قبل موافقتها على خطط تمويل مؤسسات الرهن العقاري المتضررة، مثل "فاني ماي" و"فريدي ماك."
وحالياً، ثمة احتمال أن تصب مئات المليارات من الدولارات، التي خصصتها الخزينة الأمريكية لبرنامج إغاثة مؤسسات الأصول المالية المتعثرة"، في خطط إنقاذ المقترضين.
وبحسب استطلاعات الرأي وتصريحات المواطنين الأمريكيين، فإن دافعي الضرائب يشعرون بالغضب، وتحديداً الذين أجلوا شراء منازل لهم أو الذين كانوا أكثر حرصاً على أنفاق أموال تفوق قدرتهم وطاقتهم.
فقد قال المواطن الأمريكي جاي بلاك: "كل أولئك الأغبياء الذين اشتروا منازل دون أن يكونوا قادرين على توفير ثمنها سيحضون بمكافأة تعديل القروض، ولكن ماذا عنّا نحن الذين لم يتخذوا قرارات غبية؟"
وأضاف قائلاً: "كان باستطاعتي شراء منزل قبل عامين بواسطة الأقساط والرهن العقاري، والآن.. ستدفع الحكومة بما يقلل من حساباتي المالية، رغم معارضتي.. ماذا سأحصل مقابل هذا؟"
وتشعر أليس إنجليش بمشاعر الغضب نفسها، وتقول: "لقد حققت دخلاً بلغ 45 ألف دولار في العام، ولم أشتر منزلاً.. بل اشتريت منزلاً متنقلاً لأنني أعرف أنني لا أستطيع شراء منزل ثابت."

ولاحقاً صرفت من عملها لخبيرة فنية في محطة للطاقة النووية، وتردت أوضاعها المالية، وأصبح منزلها المتنقل عرضة للخسارة.
وتقول إنجلش: "لقد انتهى دخلي.. وانخفضت مدخراتي، وسوف نساعد الشركات الكبرى والمغفلين الذين اقترضوا لشراء منازل رغم أنهم يعلمون بأنهم لا يستطيعون تسديد الدفعات المستحقة عليهم.. وها أنا أجلس هنا من دون وظيفة ودون مساعدة، فيما يحصل الذين افتعلوا الأزمة على المساعدات المالية."
وذهب البعض من بين المقترضين إلى حد مهاجمة أولئك الذين توقفوا عن السداد والذين سيحصلون على المساعدة، فقد قال الاختصاصي في سوق العقارات، مارك غولدمان: "إنني أدفع الرهن المترتب عليّ رغم أن أوضاعي قلبت رأساً على عقب، في حين أن جاري لا يفعل ذلك."
ولإدراك مدى استفادة البعض من المشكلة، إليكم مثالاً على ذلك:
اشترى كل من جون وماري منزلين قبل سنوات قليلة.
كان المنزل الذي اشتراه جون مؤلفاً من ثلاث غرف نوم وحمامين، ودفع دفعة أولى بلغت 20 في المائة من قيمة المنزل، وموّل الباقي، والبالغ 240 ألفاً، على مدى 30 سنة، بفائدة مقدارها 7 في المائة، وبلغت قيمة القسط الشهري الواحد 1596 دولاراً.
أما ماري فاشترت منزلاً مؤلفاً من خمس غرف وأربعة حمامات على مساحة بلغت 3500 قدم مربع، وبلغت تكلفته 500 ألف دولار. ودفعت دفعة أولى بلغت 5 في المائة من القيمة الكاملة، ومولت الباقي عن طريق الرهن العقاري، وتم تحديد الدفعة الشهرية لها بحدود 1725 دولاراً.
غير أن الفوائد المستحقة عليها رفعت من إجمالي المبلغ إلى 550 ألف دولار، وأصبحت الدفعة الشهرية المستحقة عليها تقدر بنحو 3660 دولاراً، وهو ما لا يمكنها دفعه بالتأكيد.
ولحسن حظ ماري، قررت الجهة التي أقرضتها خفض الفائدة إلى 3 في المائة لمدة خمسة أعوام، ما يعني توفير نحو 50 ألف دولار من إجمالي المبلغ المستحق عليها، وتم تمديد القرض إلى 40 عاماً بدلاً من 30 عاماً بفضل المساعدات الحكومية، وبالتالي انخفضت قيمة القسط الشهري إلى 1790 دولاراً، وهو مبلغ لا يزيد كثير عما يدفعه جون.
على أن هذه المساعدة لمالكي المنازل أثارت آخرين من دافعي الضرائب، من منطلق أن هذه المساعدات لم تأت في الوقت المناسب بالنسبة لهم.

فطوني غاليندو، الذي يبلغ دخله الشهري 6200 دولاراً، اشترى منزلاً في كاليفورنيا بقيمة 283 ألف دولار عام 2005، دفع دفعة أولى بلغت 60 ألفاً، وقسّط الباقي على أقساط شهرية بقيمة 1500 للقسط الواحد.
المشكلة أنه يستطيع دفع المبلغ، لو أنه لم يطلق زوجته التي استولت على المنزل، وبالتالي سيظل يدفع أقساطه، وفي الوقت نفسه لن يستطيع شراء منزل آخر.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business