السبت، ١٠ يناير ٢٠٠٩

الأسعار المرتفعة تترك محال غزة فارغة والناس يائسون

الأسعار المرتفعة تترك محال غزة فارغة والناس يائسون

Sat Jan 10, 2009 2:41pm GMT

غزة (رويترز) - بالنسبة لأم في قطاع غزة لا يقتصر الألم على الضربات الجوية والقصف بالدبابات والنيران التي لا تنتهي والموت اليومي للأقارب بل وأيضا الخوف من ألا تتمكن من إطعام أبنائها بسبب ارتفاع الأسعار.
ويجاهد 1.5 مليون شخص محاصرون داخل شريط ساحلي من الأرض طوله 40 كيلومترا فقط ولا يتعدى عرضه 12 كيلومترا لإيجاد ما يكفي لإبقاء أُسرهم على قيد الحياة في ظل عدم قدرتهم على الحصول على الطعام كل يوم.
لكن مع محدودية الامدادات واستمرار الطلب في التزايد شهدت الاسعار ارتفاعات كبيرة مما جعل مزيدا من الناس يعتمدون على المعونات الغذائية التي توزعها الامم المتحدة.
وقالت أُم طلعت وهي مُسنة لجأت الى منزل أقاربها في شمال غزة مع زوجة ابنها وأطفالها الخمسة "الناس يذهبون الى الأسواق ويجدونها شبه خالية من المخزونات مع أسعار بالغة الارتفاع."
واضافت "لا مرتبات ولا أموال ننفقها."
وذكرت على سبيل المثال سعر الطماطم التي بلغ الآن سبعة شواقل للكيلوجرام بعد ان كان 1.5 شيقل (0.40 دولار) قبل ثلاثة أسابيع فيما يمثل ارتفاعا يزيد على 400 في المئة.
ولم تزد مع ذلك الدخول القليلة لمعظم سكان غزة مما يجعل من المستحيل تحمل مثل هذه الارتفاعات في الاسعار.
وفي المقابل يتزايد عدد الناس الذين هم بحاجة للاعتماد على المعونات الغذائية الاساسية التي توزعها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تعمل مع اللاجئين الفلسطينيين منذ اكثر من 60 عاما. ويعتمد اكثر من نصف سكان غزة على ما تقدمه لهم الاونروا.
وتعيش ام نبيل مقداد مع 11 من اقاربها في منزل بمخيم الشاطيء للاجئين خارج مدينة غزة. وتعتمد على الأونروا منذ وفاة زوجها لكنها تحاول إكمال المعونة بطعام من السوق. ولم تعد تتحمل الأسعار.
وقالت "ذهبت قبل يومين الى السوق لكني لم اتمكن من شراء شيء لان الأسعار ارتفعت للغاية."
واضافت "لا يمكن للكلمات ان تصف الموقف ..المشهد أكثر تعبيرا. فليس سيئا فحسب بل أكثر من سيء...الأطفال لا يعرفون ما هي الحرب وهم يحتاجون الى طعام."
وفي الأيام الأخيرة وافقت اسرائيل على وقف هجومها لمدة ثلاث ساعات يوميا للسماح بدخول المعونات الانسانية الى غزة. وتجاهل الجانبان فيما يبدو نافذة الهدنة يوم السبت مع تواصل الضربات الجوية الاسرائيلية واطلاق حماس للصواريخ.
ويعقد ذلك الوضع فحسب بالنسبة لأونروا التي علقت عملياتها لتوزيع المعونات الاسبوع الماضي بعد مقتل احد سائقيها في القتال. ومن المتوقع ان تستأنف التوزيع الكامل للمعونات يوم السبت بعد تطمينات اسرائيلية.
لكن إدخال المعونات وغيرها من السلع الى غزة ليس هو المشكلة فحسب بل توزيعها في انحاء القطاع. ومع نسف عدة طرق وجسور وتدمير مبان في الشوارع الخلفية الضيقة داخل مدينة غزة فان ايصال الطعام بات امرا صعبا.
وحتى مع ارتفاع الاسعار فقد شهد اصحاب المحال حملة شراء مسعورة جردت ارففهم من السلع.
وقال نادر حسونة صاحب محل في غزة "الارفف فارغة ولا يوجد حليب للاطفال ولا حفاضات للاطفال." واضاف "لسنا قادرين على استبدال اي مخزون ينفد..الاناس في ذعر وتشتري الاشياء."
واعتاد ان يظل في محله حتى منتصف الليل لكنه يغلقه الان في السابعة مساء للذهاب الى المنزل قبل بدء القصف.
وقال "لا شيء في المدينة سوى الطائرات والدبابات والمذابح."
من نضال المغربي
© Thomson Reuters 2009 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business