الاثنين، ٢٩ سبتمبر ٢٠٠٨

رفض خطة الإنقاذ المالي الأمريكية والخوف يسيطر على الأسواق

رفض خطة الإنقاذ المالي الأمريكية والخوف يسيطر على الأسواق

Mon Sep 29, 2008 10:34pm GMT

واشنطن/نيويورك (رويترز) - رفض المشرعون الامريكيون بصورة مفاجئة يوم الاثنين خطة بتكلفة 700 مليار دولار لانقاذ القطاع المالي مما دفع الاسواق العالمية الى الانخفاض في حين هرولت السلطات الاوروبية لدعم عدد من البنوك.
وسجل مؤشر داو جونز الصناعي للاسهم الامريكية الممتازة اكبر انخفاض بالنقاط في تاريخه في حين هوى مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا بنسبة تسعة في المئة وهي اكبر خسارة يومية له منذ انفجار فقاعة شركات الانترنت عام 2000 . وهوت اسهم امريكا اللاتينية بنسبة 13 في المئة وهو اكبر انخفاض لها في اكثر من عقد.
وحتى قبل تصويت مجلس النواب برفض خطة الانقاذ المالي تراجعت الاسهم الاسيوية والاوروبية بسبب المخاوف من انتشار الازمة في حين اصبح بنك واكوفيا الاقليمي الامريكي احدث بنك كبير يسقط ضحية للازمة.
وساد الجمود اسواق المال العالمية رغم ضخ البنوك المركزية مليارات الدولارات في النظام المالي لاقناع المؤسسات المالية بالكف عن اكتناز الاموال.
وقال جو سالوزي المدير المشارك للتعاملات في شركة تيمس تريدنج في تشاتهام بولاية نيوجيرزي "يوجد كم هائل من الخوف. هذه عدوى عالمية. لم تعد الولايات المتحدة فقط."
وصوت مجلس النواب بأغلبية 228 صوتا مقابل 205 أصوات رافضا خطة انقاذ كانت ستسمح لوزارة الخزانة بشراء اصول معدومة من البنوك المتعثرة. وتردد الجمهوريون بصورة خاصة في الموافقة على انفاق كل هذا المبلغ من اموال دافعي الضرائب قبيل انتخابات الرئاسة الامريكية في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.
وقال ستيفن بيرت كبير متعاملي الاسهم في ستاندرد لايف في بوسطن "لا يمكنني تصديق انهم لم يمكنهم الاتفاق والتوصل لحل. حدوث كارثة كاملة كان متوقعا اذا لم تقر الخطة."
واندفع المستثمرون الى الاصول التي تعتبر ملاذا امنا. وقفزت اسعار السندات الحكومية والذهب وتراجع النفط دون مستوى 99 دولارا للبرميل خشية ان يتقلص الطلب العالمي على النفط مع تأثر النشاط الاقتصادي سلبا بالازمة المالية.
وفي واشنطن جاء فشل مشروع قانون الانقاذ المالي بعد اكثر من اسبوع من المفاوضات المكثفة وراء ابواب مغلقة ليضيف المزيد من عدم التيقن ازاء تعامل الحكومة الامريكية مع اسوأ ازمة مالية منذ الركود الكبير.
واجتمع الرئيس جورج بوش مع وزير الخزانة هنري بولسون للنظر في الخطوة القادمة للادارة بعدما فشل البيت الابيض في حشد التأييد لخطة الانقاذ المالي وسط النواب من حزب بوش الجمهوري.
وقال بولسون بعد الاجتماع ان خطة انقاذ النظام المالي الامريكي لازمة بأسرع ما يمكن وانه سيعمل مع المشرعين من اجل ذلك لانها على درجة من الاهمية لا تسمح بتركها تفشل.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني فراتو للصحفيين "ما من شك في ان الاقتصاد يواجه ازمة صعبة تحتاج الى العلاج."
واعلنت ادارة بوش خطة الانقاذ المالي قبل اكثر قليلا من اسبوع. وصوت النواب الجمهوريون بهامش يزيد على اثنين الى واحد ضد الخطة التي حصلت على تأييد اغلبية من الديمقراطيين.
واظهرت احصاءات مجلس النواب الامريكي ان 133 نائبا جمهوريا و95 ديمقراطيا عارضوا مشروع قانون الانقاذ المالي. واوضحت الاحصاءات ان 140 نائبا ديمقراطيا و 65 جمهوريا ايدو المشروع. وكان نائب كاليفورنيا الجمهوري جيري ويلر المشرع الوحيد الذي لم يصوت.
وتبادل الحزبان الجمهوري والديمقراطي الاتهامات بالمسؤولية عن رفض الخطة بعد ساعات من المفاوضات وراء ابواب مغلقة بهدف اضافة بنود لحماية دافعي الضرائب وتجنب انتقادات بأن واشنطن تسعى لانقاذ مصرفيين يحملهم الامريكيون المسؤولية عن اثارة ازمة الاسكان.
وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي للصحفيين "لا يمكن تحمل ما حدث اليوم. يجب المضي قدما. واضافت بيلوسي الديمقراطية "نحن هنا لحماية دافع الضرائب مع عملنا لاستقرار الاسواق."
وعبر المرشحان للرئاسة الامريكية الجمهوري جون مكين والديمقراطي باراك اوباما عن دعم مشروط لخطة الانقاذ المالي التي تستقطب الاهتمام حاليا في الحملة الانتخابية قبل اكثر قليلا من شهر على موعد الانتخابات.
وقال اوباما انه يعتقد ان المشرعين سيعاودون الاجتماع للموافقة في نهاية الامر على خطة انقاذ مالي.
وسيعاود مجلس الشيوخ الانعقاد يوم الاربعاء ومجلس النواب يوم الخميس.
لكن خطة الانقاذ تأتي متأخرة بالنسبة لواكوفيا الذي وافق على بيع أغلب أصوله لسيتي جروب في صفقة توسطت فيها مؤسسة التأمين على الودائع الاتحادية.
وأعلنت الحكومة البريطانية تأميم بنك برادفورد اند بينجلي المتخصص في القروض العقارية ليصبح ثاني بنك تتحول ملكيته الى الدولة هذا العام مع سقوط المزيد من الضحايا للازمة المالية في مختلف أنحاء العالم.
وتعرضت مجموعة فورتيس المالية في دول البنيلوكس التي تضم بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج لعملية تأميم عاجلة بعد محادثات طارئة مع رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه للحيلولة دون انتقال عدوى الازمة المالية الامريكية الى واحد من أكبر 20 بنكا في أوروبا.
ووافقت حكومات الدول الثلاث على ضخ 11.2 مليار يورو (16.4 مليار دولار) في مجموعة فورتيس المتخصصة في الاعمال المصرفية والتأمين.
وخصصت بنوك مركزية كبرى مزيدا من الموارد للتغلب على الازمة المالية المتزايدة واعلنت توسعة بقيمة 330 مليار دولار في ترتيبات صفقة مالية مشتركة لدعم سيولة الدولار الامريكي.
وقال مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) في بيان ان التحرك سيزيد خطوط التبادل الائتماني مع البنك المركزي الاوروبي وثمانية بنوك مركزية اخرى الى 620 مليار دولار من 290 مليار دولار في السابق.
من كيفن دروباف وايدي ايفانز
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business