الأربعاء، ٢٢ أكتوبر ٢٠٠٨

الاضطرابات الاقتصادية ربما ترفع معدلات الانتحار في كوريا الجنوبية

الاضطرابات الاقتصادية ربما ترفع معدلات الانتحار في كوريا الجنوبية

Wed Oct 22, 2008 1:47pm GMT

سول (رويترز) - فيما اتخذت البيانات الاقتصادية في كوريا الجنوبية منعطفا نحو الاسوأ يبدي خبراء الصحة العامة قلقا من انتحار مجموعة من الاشخاص الذين فقدوا أموالهم في بلد يشهد أعلى معدلات انتحار بين العالم المتطور.
وتضاعف معدل الانتحار في كوريا الجنوبية تقريبا خلال الازمة المالية الاسيوية قبل عقد من الزمن مقارنة بالاعوام السابقة حيث يقول خبراء ان عاملا رئيسيا لذلك هو التوتر العصبي الناجم عن فقدان الوظائف والدخل.
وقال كيم جيونج ايل وهو خبير صحة عقلية بارز "يرى كثير من الناس تلك الازمة المالية بأنها قضية بقاء ومن المؤكد أنها يمكن أن تقود الى زيادة في معدلات الانتحار."
وكان الاقتصاد الكوري الجنوبي المدفوع بالصادرات تضرر بشدة بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي الحالي الذي يسبب تراجع الاسهم المحلية وزيادة عمليات اشهار الافلاس والبطالة.
وبما ان الانتحار هو رابع سبب من الاسباب الرئيسية للوفاة في كوريا الجنوبية والسبب الرئيسي للوفاة بين من هم في العشرينات والثلاثينات من عمرهم ومن بينهم الممثلة البارزة شوي جين سيل الشهر الماضي وصفت وسائل اعلام محلية الدولة بأنها " جمهورية الانتحار."
وازداد معدل الانتحار خلال الاعوام القليلة الماضية على الرغم من خطة للحكومة أعدتها في عام 2004 دعت الى اجراءات مثل زيادة مراكز الاستشارات النفسية وتدريب المدرسين.
واشتركت أيضا شبكة مترو أنفاق سول في جهود الحد من معدلات الانتحار بتركيب أبواب أوتوماتيكية على أرصفة السكك الحديدية تفتح عندما يتوقف قطار في المحطة لمنع الناس من القفز على القضبان.
وقال خبراء انهم يرون صلة بين معدلات الانتحار المرتفعة وزيادة ثروة البلاد نظرا لان الثروة الجديدة زادت التوقعات في مجتمع مليء بالفعل بالضغوط لتحقيق أداء جيد على الصعيدين المالي والاكاديمي.
وذكر لي جوانج جا استاذ التمريض في جامعة اوها للنساء ونائب رئيس الرابطة الكورية للوقاية من الانتحار أن اجراءات تقليدية للحد من الانتحار مثل وجود أسر كبيرة تعيش تحت سقف واحد ضعف تأثيرها مع نمو الاقتصاد.
وقال خبراء ان سببا اخر وراء ارتفاع معدلات الانتحار في كوريا الجنوبية يتمثل في وجود نظام ردئ للصحة العقلية يعاني من الحاجة الى مهنيين ونقص أموال التأمين لدفع العلاج ووصمة عار اجتماعية قوية في السعي للحصول على مساعدة نفسية.
وفي عام 1983 مع بدء البلاد في الخروج لتوها من حطام الحرب الكورية واتخاذها أول خطوات لها نحو قوة اقتصادية بلغ معدل الانتحار 8.7 من كل مئة ألف شخص.
وبحلول عام 2007 عندما احتل اقتصاد البلاد رقم 13 ضمن أكبر اقتصاديات العالم أصبح معدل الانتحار 24.8 من كل مئة ألف أي أعلى من اليابان وأكثر من ضعف معدل الانتحار في الولايات المتحدة.
من جون هيرسكوفيتز وكيم جونجيون
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business