الثلاثاء، ٧ أكتوبر ٢٠٠٨

الأزمة المالية تهز الأسواق الأسيوية وأوروبا تحاول التحرك لمواجهتها

الأزمة المالية تهز الأسواق الأسيوية وأوروبا تحاول التحرك لمواجهتها
مونت كارلو
07/10/2008

طوكيو (ا ف ب) - ضربت الازمة المالية العالمية اسواق اسيا مجددا الثلاثاء على خلفية الانهيار المتسارع لسعر صرف الدولار امام الين الياباني بينما تحاول دول الاتحاد الاوروبي التحرك لحماية مدخرات الافراد والنظام المالي.
ومساء الاثنين اعلن رئيس مجموعة اليورو جان كلود يونكر ان دول منطقة اليورو مصممة على التصرف بما يحول دون اعلان اي مجموعة مالية افلاسها.
وتعهد كل قادة الاتحاد الاوروبي اتخاذ "كل الاجراءات الضرورية لضمان استقرار النظام المالي سواء عبر ضخ المصارف المركزية المزيد من السيولة في السوق او اجراءات محددة تستهدف بعض المصارف او تدابير تقضي بتعزيز حماية الودائع".
من جهته وعد رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه بان يواصل البنك ضخ السيولة في النظام المصرفي "طالما لزم الامر" لمساعدة المؤسسات على مواجهة الازمة الحالية.
وغداة تدهور كبير طاول كل البورصات العالمية انطلقت البورصات اسواق المال الاسيوية الثلاثاء مع موجة من الذعر على الرغم من ان الاعتدال عاد تدريجيا الى الاسواق المالية.
وهكذا تراجع مؤشر نيكاي في طوكيو لفترة وجيزة الى ما دون عتبة العشرة الاف نقطة للمرة الاولى منذ خمسة اعوام بعد تدهور بنسبة 5,32% في الفترة الصباحية قبل ان يقلص خسائره عند الاقفال الى -3,03%.
وعلق ساتورو اوغاساوارا الخبير في بنك كريدي سويس "لا تزال السوق تعيش موجة ذعر". وقال "تدهورت الاسعار في طوكيو لكن حجم التعاملات كبير. وهذا يعني ان الكثيرين في صدد التخلص من اسهمهم وبيعها على عجل بكل بساطة".
وقال المتعاملون ان تدهور سعر صرف الدولار امام الين هو الذي يقلق المستثمرين لان هذه الظاهرة تضر كثيرا بالمصدرين اليابانيين الذين تاثروا حتى الان بتراجع حركة الطلب في الولايات المتحدة.
وتبين ان جلسات التداول كانت اكثر فوضى في البورصات الاخرى.
فبورصة سيدني التي افتتحت جلستها بتراجع كبير جدا عادت وارتفعت فجأة واقفلت على زيادة بنسبة 1,68% ذلك ان البنك المركزي الاسترالي اعلن في هذه الاثناء خفض معدل فائدته الرئيسية نقطة واحدة لتصبح 6%.
وبما ان الفشل الاقتصادي الذريع الذي سجل في الولايات المتحدة واوروبا حول العملة اليابانية الى قيمة ملاذ فان سعر صرف الورقة الخضراء انخفض ليقترب في الايام الاخيرة من العتبة النفسية البالغة 100 ين.
وبلغ سعر صرف الدولار مساء الاثنين في نيويورك 100,24 ين وهو ادنى مستوى له في غضون سبعة اشهر لكنه تحسن بشكل طفيف الثلاثاء ليصل حوالى الساعة 06,00 تغ الى 102,91 ين.
وياتي انتشار الازمة المالية في اوروبا ليزيد من جهة اخرى من تدهور سعر صرف اليورو الذي سجل الاثنين ادنى مستوى له امام الدولار منذ اكثر من 14 شهرا 1,3441 دولار.
الا ان سعر صرف اليورو عاد الى الارتفاع الى حدود 1,3530 دولار حوالى الساعة 06,00 تغ الثلاثاء.

رجل يقرأ صحيفة امام قصر برونيار المبنى السابق لبورصة باريس (ستيفان دو ساكوتان / )
وفي اوروبا تم تعليق التداولات صباح الثلاثاء مجددا في بورصتي موسكو "آر تي اس" و"ميسيكس" حتى قبل افتتاح جلسة التداول.
والاثنين شهدت كل البورصات العالمية يوما اسود. فبعد ان خسر اكثر من 7% في جلسة التداول تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 3,58% في نيويورك عند الاقفال متراجعا بذلك الى ادنى مستوياته منذ اربعة اعوام.
وتراجع مؤشر "كاك-40" في باريس الاثنين 9,04% وهو اكبر تراجع اثناء جلسة التداول منذ بدء العمل في البورصة في 1988. وخسر مؤشر فوتسي في لندن 7,85%.
والثلاثاء استانفت بورصة باريس تراجعها فخسرت 0,20% لتصل الى 3704,38 نقطة بعد الافتتاح على ارتفاع.
وافتتحت بورصة فرانكفورت التداول الثلاثاء على ارتفاع بنسبة 1,48% بعد اقفالها الاثنين على تراجع بنسبة 7,07%.
وامام الخطر من موجة الذعر لدى صغار المدخرين تعتزم الدول الاوروبية زيادة الحد الادنى من الادخار الفردي الخاضع لكفالة الدولة من عشرين الف يورو الى مئة الف يورو في حال اعلان اي من مصارف الادخار افلاسه.
واكد مصدران اوروبيان لوكالة فرانس برس وجود مشروع في هذا المعنى "على طاولة المباحثات" التي بدأها وزراء المالية الاوروبيون في لوكسمبورغ الاثنين على مستوى منطقة اليورو فقط والتي ستتواصل الثلاثاء على مستوى دول الاتحاد الاوروبي.
وفي الوقت الحالي تلزم التشريعات الاوروبية دول الاتحاد الاوروبي بضمان الودائع حتى عشرين الف يورو للشخص الواحد على الرغم من ان عددا كبيرا من الدول تقدم ضمانة لمبالغ تفوق العشرين الف يورو مثل فرنسا التي تكفل حتى سبعين الفا.
من جهة اخرى اعلن عدد من الحكومات الاوروبية وخصوصا ايرلندا والمانيا والبرتغال واسبانيا وايسلندا مبادرات احادية في الايام الاخيرة.
واتى الاجراء الابرز من المانيا حيث اعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاحد تغطية الدولة لكل مدخرات العائلات اي ما تفوق قيمته 1600 مليار يورو.
وفي ايسلندا اعلن رئيس الوزراء ان الدولة على استعداد لمراقبة كل البنوك في البلاد لمواجهة الازمة المالية.
وقد قررت روسيا منح المصرف الايسلندي المركزي قرضا بقيمة اربعة مليارات يورو حسب ما اعلنت الثلاثاء مؤسسة الاصدار في الدولة الشمالية لدعم القطاع المالي في هذا البلد الذي يواجه صعوبات.
وقال المصرف الايسلندي المركزي في بيان ان "السفير الروسي في ايسلندا فيكتور تاتارينتساف ابلغ صباح (الثلاثاء) رئيس حكام المصرف الايسلندي المركزي ان روسيا ستمنح هذا المصرف قرضا بقيمة اربعة مليارات يورو".
وفي الولايات المتحدة اعلن اكبر بنك في العالم "بنك اوف اميركا" الاثنين انه سيعمد الى زيادة راسماله وتقليص ربحية سهمه لتعزيز امواله الخاصة بعد ان نشر مسبقا نتائج متدنية جدا للفصل الثالث.
وعلق رئيس مجلس ادارة البنك كينيث لويس بالقول "انها اصعب الاوقات بالنسبة الى المؤسسات المالية التي واجهتها في حياتي في خلال 39 عاما من عملي المصرفي".
EUROPE-US-BANKING CRISIS-PRESS
وكالة فرانس برس © 2008

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business