الخميس، ١ يناير ٢٠٠٩

أسواق الأسهم العالمية تتجرع خسائر تاريخية في 2008

أسواق الأسهم العالمية تتجرع خسائر تاريخية في 2008
البيان
1/1/2009

فقدت معظم أسواق الأسهم العالمية العام 2008 حوالي نصف قيمتها مسجلة أسوأ أداء سنوي في أكثر من ثلاثة عقود وسط أزمة مالية حادة هوت بالاقتصاد العالمي إلى الركود.
وهوى مؤشر داكس الألماني نحو 44% مع أسواق الاسهم في مختلف أنحاء العالم مع امتداد الازمة المالية إلى الاقتصاد الحقيقي مما أدى الى ركود عالمي وأرغم حكومات على التدخل لانقاذ عدد من البنوك المتعثرة. لكن مجموعة من السياسات المالية والنقدية اتخذتها الحكومات حول العالم ساعدت المؤشرات الرئيسية على تقليص خسائرها خلال الفترة الأخيرة.
وبعد خمسة أعوام متتالية من المكاسب أنهى مؤشر هانج سنج القياسي العام منخفضا حوالي 48 في المئة وهي أكبر خسائر منذ أن هوى بنسبة 60 في المئة في عام 1974 الذي شهد الازمة النفطية العالمية. وأسهمت إجراءات اتخذتها حكومة هونغ كونغ على ارتفاع الاسهم بنسبة 3.9 في المئة في ديسمبر مسجلا أكبر مكاسب في شهر واحد منذ ابريل. وأغلق المؤشر أمس مرتفعا 151.98 نقطة أي بنسبة 1.07 في المئة الي 14387.48 نقطة.
وكانت أكبر الشركات هبوطاً في مؤشر داكس الذي يضم شركات عالمية مثل سيمنس وباير وبي.ام.دبليو، شركة انفينيون اذ انخفض سهمها 88.1 في المئة تلاها كوميرتسبنك الذي هبط سهمه 74.7 في المئة ثم سهم دويتشه بوستبنك الذي تراجع 74.5 في المئة. وخالف سهم فولكسفاجن الاتجاه النزولي وارتفع 60.2 في المئة بفضل خطط شركة بورشه لرفع حصتها فيها. وقال اوليفر روث مدير التعامل على الاسهم في شركة كلوز براذرز سيدلر كان عام 2008 كارثة للاسهم. خسرنا 40 في المئة من قيمة مؤشر داكس الالماني.
وفقدنا اكثر من 90 في المئة من شركتين في داكس هما هيبو للعقارات وانفينيون ولدينا فائز وحيد هو شركة فولكسفاجن ونحن نعرف جميعا ان ذلك حدث بسبب موقف محدد للغاية في فولكس فاجن وبورشه. بينما قال روبرت هالفر من بنك بادر فيرتبايرهاندلز انه اكثر الاعوام ايلاما في عملي.
والقطاعات الخاسرة هي بالطبع المصارف والسيارات واعتقد انه في العام التالي يمكن ان يكون هذان القطاعان هما الفائزان في عام 2009. وقال ديرك مويلر متعامل مع ام. دبليو. بي. فيرتريدنج اعتقد انه سيكون لدينا الكثير من المشاكل في العام التالي واسعار اقل بكثير مما كان عليه العام الجاري. ولكن اين سنكون في نهاية العام. ليس هناك اي مؤشر لمعرفة ذلك.
وارتفعت الاسهم الاوروبية خلال الجلسة الأخيرة مدعومة بمكاسب وول ستريت الليلة الماضية وصعدت أسهم البنوك في جلسة قصيرة في اخر أيام التداول في عام 2008. ارتفع مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لاسهم الشركات الكبرى في أوروبا بنسبة 0.6 بالمئة الى 829.54 نقطة.
لكن المؤشر فقد 45 بالمئة منذ بداية العام بسبب أزمة الائتمان التي زجت بعدة اقتصادات كبرى في هاوية الكساد. وكان 2008 عاما بالغ السوء لقطاع البنوك التي انهار بعضها بينما احتاجت بنوك أخرى لخطط انقاذ حكومية. وصعدت أسهم بنوك بي.ان.بي باريبا واتش.اس.بي.سي ورويال بنك اوف سكوتلند صباحا ما بين 0.5 وواحد بالمئة.
وقال فرانز وينزل المحلل لدى أكسا لادارة الاستثمار في باريس هذا العام كان مروعا. بالنظر الى الامام ستواصل الهوامش تراجعها وهو ما لم يأخذه المحللون في الحسبان بعد. لكن قطاع الاتصالات ساهم بأكبر قدر من النقاط في مكاسب مؤشر يوروفرست.
وارتفعت أسهم مجموعة بي.تي وفودافون وكيبل اند وايرلس وسويسكوم بين 0.7 وخمسة بالمئة. وشهدت أسهم شركات صناعة الدواء التي تعد ملاذا امنا طلبا قويا أيضا. وارتفعت أسهم جلاكسو سميث كلاين 2.5 في المئة ونوفارتس واحدا بالمئة وشاير 1.5 في المئة. وبرز أداء سهم انفنيون بصعوده أكثر من 16 في المئة. وعلى صعيد شركات الطاقة ارتفعت أسهم بي.بي ورويال داتش شل ومجموعة بي.جي لانتاج الغاز وتولو أويل بين 1.6 و3.7 في المئة.
وكانت الأسهم الأميركية قد أغلقت أول من أمس الثلاثاء على ارتفاع بعدما أعلنت وزارة الخزانة أنها ستقدم 6 مليارات دولار لدعم شركة الخدمات المالية التابعة لمجموعة جنرال موتورز العملاقة للسيارات وإنقاذها من الإفلاس. وارتفع مؤشر داو جونز القياسي 184.46 نقطة ، أي بنسبة 2.2 % ، ليصل إلى 8668.39 نقطة ، بينما قفز مؤشر ستاندرد آند بورز الأوسع نطاقا 21.22 نقطة ، أي بنسبة 2.4 % ، ليصل إلى 890.64 نقطة. وأضاف مؤشر ناسداك المجمع 40.38 نقطة ، أي 2.7 % ، ليصل إلى 1550.70 نقطة.
وفي أسواق العملات سجل الدولار أكبر تراجع سنوي له مقابل الين الياباني في أكثر من عقدين من الزمن وسط مؤشرات على أن الاقتصاد الأميركي ينزلق بشكل أكبر نحو الركود. وقال تقرير لوكالة أنباء بلومبيرج الأميركية الاقتصادية أمس. ويسجل اليورو أفضل عام له أمام الجنيه الاسترليني منذ إطلاقه عام 1999 وسط توقعات بأن بنك انجلترا المركزي سوف يبقي على أسعار فائدته أقل من مستوى فائدة البنك المركزي الأوروبي.
وقال نوريفومي يوشيدا نائب رئيس وحدة التداول ببنك ميزوهو كوربوريت في سنغافورة وهو فرع لبنك ميزوهو ثاني أكبر بنك في اليابان من حيث الأصول إن من المرجح أن يضعف الدولار بشكل أكبر خلال عام 2009، الركود الأميركي ربما سيستمر مدة أطول حيث لا تشير البيانات إلى أي تعاف على الإطلاق.
وذكرت بلومبيرج إلى أن الدولار تراجع إلى 18, 90 ينا مقابل 34, 90 ينا في ختام تعاملات بورصة نيويورك في اليوم السابق. ويشكل ارتفاع الين الياباني مشكلة كبيرة بالنسبة للشركات العاملة في مجال التصدير وهو ما ألقى بظلال قاتمة على الاقتصاد الياباني برمته.
وانخفضت قيمة الدولار بنسبة 19% هذا العام في أكبر هبوط له منذ عام 1987. وتراجع الدولار أمام اليورو ليصل إلى 25, 41, 1 دولار مقابل 4057, 1 دولار ليقلص مكاسبه لعام 2008 إلى 3, 3% أمام العملة الأوروبية الموحدة.
وقال توشيدا إن العملة الأميركية قد تضعف لتصل إلى مستوى 80 ينا و48, 1 دولار لليورو الواحد بنهاية العام القادم ، فيما تشير تقديرات معتدلة حسب استطلاع رأي أجرته الوكالة مع محللين إلى أن الدولار سيبلغ 100 ين و26, 1 دولا لليورو.
وقفز اليورو بنسبة 33% أمام الجنيه الاسترليني عام 2008 ليسجل أفضل عام له منذ طرح العملة للتداول عام 1999 بعد أن خفض بنك انجلترا سعر الفائدة الأساسية له بمقدار 5, 3 نقاط مئوية هذا العام لتصل إلى 2% بهدف مواجهة الآثار السلبية من الأزمة المالية العالمية. وخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار فائدته الرئيسية إلى 5, 2% بتراجع قدره 5, 1 نقطة مئوية منذ بداية عام 2008 مع إشارة بعض متخذي السياسة النقدية بالبنك إلى أنهم قد يمانعون في خفض تكاليف الإقراض مرة أخرى الشهر القادم.
(الوكالات)

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business