الجمعة، ٣٠ يناير ٢٠٠٩

اليأس ينتشر مع تزايد الاستغناء عن الموظفين في أمريكا

اليأس ينتشر مع تزايد الاستغناء عن الموظفين في أمريكا

Fri Jan 30, 2009 10:20am GMT

أوفرلاند بارك (كانساس) (رويترز) - مر نحو عام منذ أن حصل تود ويلسون أجرا عن عمل. لكن مندوب مبيعات أجهزة الكمبيوتر لم يكن يشعر بالقلق لان تارخه المهني قوي ومدخراته معقولة ولديه زوجة تعمل.
لكن الان مع تزايد البطالة من حوله مثل اعلان شركة سبرينت نكستل عن الاستغناء عن ثمانية الاف عامل أصبح التنافس أكثر شراسة على وظائف أقل وتغلغل اليأس في نفوس الناس.
وقال ويلسون (48 عاما) الذي استنفد مدخرات الاسرة وأصبح الان يقضي أغلب أيامه في البحث عن عمل في مركز توظيف بالمنطقة التي يسكنها "كل من يبحث عن عمل الآن يواجه أزمة اقتصادية جارفة." وأضاف "تشعر وكأن كل شيء انهار فجأة."
وبعيدا عن واشنطن العاصمة لا يوفر الحديث عن خطة التحفيز الاقتصادي وانقاذ البنوك أملا يذكر في تقديم مساعدة ملموسة. ويقول العديد من العاملين ان تزايد البطالة ينذر بصعوبات كبيرة قادمة.
وفي هذا الاسبوع وحده أعلنت شركات أمريكية منها سبرينت وهوم ديبوت وكاتربيلر وتكساس اينسترمنتس الاستغناء عن أكثر من 60 الف وظيفة.
ويوم الثلاثاء أعلن عن خفض عشرة الاف وظيفة أخرى. وحتى الان هذا الشهر أعلن عن الاستغناء عن أكثر من 210 الاف وظيفة. وفي تقرير من مطالبان اعانات البطالة الصادر يوم الخميس ارتفعت المطالبات الجديدة في الاسبوع الماضي بمقدار ثلاثة الاف في حين بلغت المطالبات المستمرة أعلى مستوياتها على الاطلاق. وبلغت المطالبات في الاسبوع المنتهي يوم 24 يناير كانون الثاني 588 الف مطالبة وكان محللون استطلعت رويترز أراءهم قد توقعوا ان تبلغ 580 ألف.
وبشكل عام هناك أكثر من 11 مليون عاطل في الولايات المتحدة بارتفاع 48 بالمئة عن عددهم قبل عام.
ويعني ذلك ان هناك اربعة يبحثون عن عمل مقابل كل فرصة عمل في الولايات المتحدة حسب تقديرات هيدي شيرهولز الاقتصادي في معهد السياسة الاقتصادية وهو مركز دراسات في واشنطن. وقالت ان قتامة أوضاع سوق الوظائف تمتد الى كل القطاعات تقريبا.
وأضافت شيرهولز "هناك فعليا ملايين العاطلين الذين ليس لديهم أمل في الحصول على فرصة عمل."
وقالت المجموعة البحثية كونفرانس بورد في نيويورك يوم الثلاثاء ان فقد الوظائف أسهم في انخفاض قياسي في ثقة المستهلكين هذا الشهر.
وأظهر استطلاع اجرته جمعية ادارة الموارد البشرية ان نحو 75 بالمئة من موظفي الموارد البشرية في الشركات الامريكية يتوقعون خفض المزيد من الوظائف في الاشهر القليلة المقبلة.
ويقول الاقتصاديون العاملون على حد سواء ان جهود الرئيس باراك أوباما لدعم الاقتصاد تحتاج لعام على الاقل قبل أن تنجح في اتاحة فرص عمل جديدة.
وقالت شيرهولز "اذا طبقت الخطة الصحيحة سيبدأ الاقتصاد في النمو في عام 2010 وسيبدأ سوق العمل في الانتعاش بعد ذلك."
ولا يطمأن ذلك بدرجة تذكر العاملين وأصحاب الاعمال الصغيرة الذي يرون موارد رزقهم تتاكل بسرعة.
وقالت انا تشونج (30 عاما) التي تعمل في شركة تورد قطع غيار السيارات في ديترويت ميشيجان حيث بلغ معدل البطالة في الولاية 10.6 بالمئة في ديسمبر كانون الاول "حصلت على هذه الوظيفة منذ أقل من أربعة اشهر وبدأت بالفعل أشعر بالقلق بشأن امكانية الاحتفاظ بها." وأضافت "اخشى ان أكون ضمن الدفعة التالية التي قد يتم الاستغناء عنها."
وفي اوفرلاند بارك حيث يهيمن مقر سبرينت على المكان يؤدي الاستغناء على الوظائف الى تداعيات كثيرة. وتقول تريسي اوسبورن رئيسة غرفة التجارة المحلية "وراء كل رقم شخص وأسرة."
ويعني فقد الوظائف تراجع مبيعات نطاق واسع من الخدمات. فايرادات الضرائب تنخفض والاموال التي توجه للمدارس والخدمات الاجتماعية تتقلص.
وفي المجلس الاقليمي لوسط امريكا في كانساس سيتي قال فرانك لينك كبير الاقتصاديين انه أمام كل موظف بشركة يسرح من عمله ستفقد وظيفتان اخريان على الاقل في المتوسط.
وقال لينك "هذه أوقات صعبة... الناس في حالة قلق بشأن أمنهم المالي."
من كيري جيلام
© Thomson Reuters 2009 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business