الأربعاء، ٦ أغسطس ٢٠٠٨

ارتفاع أسعار الأسهم على خلفية هبوط أسعار النفط

ارتفاع أسعار الأسهم على خلفية هبوط أسعار النفط
بي. بي. سي. العربية
6/8/2008

سجلت اسعار الاسهم في البورصات الاوروبية والامريكية تقدما ملحوظا يوم الثلاثاء مستفيدة من الانخفاض المستمر في سعر النفط.
وكان سعر برميل النفط قد انخفض الى 118 دولارا يوم الثلاثاء وهو أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر وذلك وسط أنباء عن ارتفاع أنتاج أوبك وتراجع الطلب في الولايات المتحدة وأوروبا.
ويستكمل النفط بهذه الخسائر تراجعه منذ ان بلغ ذروته عند 147.27 دولارا للبرميل يوم 11 يوليو/تموز الماضي.
ويأتي الهبوط على الرغم من عاصفة مدارية ستقلص من انتاج النفط في خليج المكسيك وبالرغم أيضا من التوتر بين إيران والغرب بسبب ملف طهران النووي.
وقلصت العاصفة المدارية "ادوارد"، وهي خامس عاصفة في موسم الاعاصير هذا العام، من انتاج النفط وشحنه وتكريره. لكن المتعاملين استبعدوا مخاطر الحاق اضرار أكبر بالمنشآت النفطية.
وقد ادت هذه الانباء - بالاضافة الى قرار المصرف المركزي الامريكي ابقاء اسعار الفائدة ثابتة - الى ارتفاع مؤشر داو جونز الى 11,615 نقطة اي بزيادة تبلغ 3 في المئة.
كما ارتفعت اسعار الاسهم في اسواق لندن وباريس وفرانكفورت بشكل ملحوظ.
فقد ارتفع مؤشر (FTSE) في لندن بنسبة 2,5 في المئة عند الاغلاق، وارتفع مؤشر (DAX) الالماني بنسبة 2,6 في المئة بينما ارتفع مؤشر (CAC) في سوق باريس بنسبة 2,4 في المئة.
وجاء انخفاض سعر النفط يوم الاثنين بعد أن أظهر استطلاع اجرته وكالة رويترز ان انتاج أوبك ارتفع للشهر الثالث على التوالي في يوليو الماضي فيما يرجع أساسا الى زيادة الانتاج من السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط الخام في العالم.
ويتزامن ارتفاع انتاج اوبك التي تنتج برميلين من كل خمسة براميل من النفط العالمي مع ارتفاع أسعار الطاقة وتباطؤ اقتصادي عالمي، أثر سلبا على الاستهلاك في الولايات المتحدة وأوروبا.
وكان ارتفاع سعر النفط في الاسابيع الماضية الى 150 دولارا للبرميل تقريبا قد ادى الى خفض اسعار الاسهم في العديد من دول العالم
الا انه يبدو ان الوضع قد انعكس الآن، حيث انخفض سعر الخام الامريكي بمقدار دولارين و24 سنتا يوم الثلاثاء ليستقر على 119 دولارا و13 سنتان بينما انخفض سعر خام برنت بمقدار دولارين و98 سنتا ليصل الى 117 دولارا و70 سنتا.
وقد ادت هذه الانخفاضات الى ان يتمتع مؤشر داو جونز بافضل اداء له منذ اربعة شهور.
ويقول المحللون إن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي سيؤدي الى ضعف الطلب على السلع بشكل عام.
ويقولون إن العديد من المستثمرين اخذوا بالتركيز على التوازن المتأرجح بين العرض والطلب في السوق النفطية، ويفكرون في نقل استثماراتهم من النفط الى مجالات اخرى.
"الطلب العالمي المتزايد على النفط سيستمر"
في غضون ذلك قال رئيس وكالة الطاقة الدولية ان استهلاك النفط في الولايات المتحدة ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يضعف لكن لم تظهر حتى الان بوادر على تراجع الطلب في الصين والهند لذا من غير الواضح ما اذا كان نزول السعر عن 120 دولارا هو نقطة تحول.
وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة نوبو تاناكا إن المستوى السعري الحالي بين 119 و120 دولارا للبرميل مازال مرتفعا جدا.
وتقول الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها وتقدم المشورة الى 27 بلدا صناعيا ان الاستهلاك الذي لايزال قويا في الاقتصادات الصاعدة ولاسيما في الصين والهند والشرق الاوسط سيدفع الطلب على النفط هذا العام رغم التباطؤ الاقتصادي العالمي.
ويلقى باللوم الى حد كبير على تزايد الاستهلاك المحلي للوقود في الصين والهند والشرق الاوسط في تأجيج موجة صعود النفط وارتفاع الاسعار لاكثر من ستة أمثالها منذ العام 2002.
وقال تاناكا ان وكالة الطاقة الدولية لاتزال تتوقع نمو الطلب على النفط مليون برميل يوميا هذا العام.
ومن ثم لاتزال أكبر مخاوف الوكالة بحسب مديرها على جانب العرض لا الطلب.
لكن مدير وكالة الطاقة قال إنه راض عن التزام منظمة أوبك بتعهدها زيادة الامدادات وأنه لا يطلب المزيد.
وأضاف تاناكا الذي سيتحدث في اجتماع لمسؤولي الطاقة خلال منتدى اسيان لمشاريع الطاقة يوم الاربعاء أنه يؤيد قرار بعض دول المنطقة تقليص دعم الوقود.
وقال ان الغاء كل أشكال الدعم سيساهم في النهوض بترشيد استهلاك الطاقة ويحد من الطلب ويكبح الاسعار.
يشار إلى أن إلغاء الدعم الحكومي للوقود في بعض دول الشرق الأوسط سيؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وسياسية فيها، وذلك نظرا إلى المستوى المعيشي المنخفض لشعوبها.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business