الخميس، ٤ سبتمبر ٢٠٠٨

"جوجل" إمبراطورية اقتصادية في عامها العاشر

"جوجل" إمبراطورية اقتصادية في عامها العاشر


إتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري
4/9/2008



منذ عشر سنوات كانت كلمة "جوجل" مجرد خطأ هجائي لأحد المصطلحات الحسابية الغامضة التي لم يسمعها كثيرون، ولكن في 7 أيلول/سبتمبر 1998 اختار اثنان من خريجي جامعة ستانفورد الأمريكية الكلمة لتكون اسما لشركة قررا تأسيسها بهدف تحقيق فكرة بسيطة وهي جعل البحث على الإنترنت أسهل وأدق من خلال تحليل الروابط الخاصة بمواقع الويب.
وما حدث بعد ذلك كان أكبر وأسرع عملية صعود ونمو في تاريخ الشركات الأمريكية لتصبح جوجل واحدة من أعلى الشركات الأمريكية ربحية.
ورغم النجاح الاسطوري الذي حققته جوجل خلال 10 سنوات فقط فإنها اليوم تواجه تحديات عديدة لكي تحافظ على معدل نموها، فالشركة مازالت تعتمد على عائدات الإعلانات التي تبث عبر محركها البحثي على الإنترنت والتي تمثل حوالي 90% من عائداتها، كما أنها تواجه اتهامات من قبل المناوئين لها بأنها تسيء استخدام موقعها المسيطر في عالم محركات بحث الإنترنت وتنتهك خصوصية معلومات مستخدمي خدماتها على الشبكة الدولية.
وتأتي الذكرى العاشرة لتأسيسها في الوقت الذي نجحت فيه جوجل في تدعيم مكانتها في عالم تكنولوجيا الكمبيوتر والإنترنت من خلال تطوير محرك بحثها وتقديم المزيد من الأدوات التي تفيد المستخدم.
ليس هذا فحسب بل إن الشركة أعلنت قبل أيام قليلة عن برنامج لاستعراض الإنترنت باسم كروم ليكون منافسا لبرنامج إنترنت إكسبلورر الذي تطوره مايكروسوفت ويعد مستعرض الويب الأكثر استخدامها في العالم.
كانت الأسواق تتوقع إنتاج برنامج لاستعراض الويب من جوجل منذ سنوات ولكن الرئيس التنفيذي للشركة إيريك شيمديت الذي اختاره مؤسسا جوجل وهما سيرجي برين ولاري بيدج ليكون "رئيسا ناضجا" لها ظل يؤجل الإقدام على هذه الخطوة لسنوات.
والآن اقتنع الرئيس المخضرم بأن جوجل باتت قادرة على الدخول فيما يراه أخطر معاركها حيث ستضع نفسها في مواجهة مباشرة مع مايكروسوفت أكبر مطور لبرامج الكمبيوتر في العالم.
قال شيمديت لمجلة وايرد ماجازين "عندما انضممت إلى جوجل عام 2001 قال سيرجي ولاري لي إنهما يريدان إنتاج برنامج استعرض ويب خاص بهما وأنا قلت لا".
لم يكن الوقت مناسبا من وجهة نظر شميديت لكي تدخل الشركة الأشهر في عالم محركات البحث على الإنترنت سوق برامج استعراض الويب.
ولكن مع الذكرى العاشرة لقيام الشركة ووصول إيراداتها السنوية إلى 20 مليار دولار وأرباحها إلى 5 مليارات دولار ومعدل نموها إلى 35% بات عليها تطوير مستعرض الويب الخاص بها خاصة في ظل ظهور أجيال جديدة من التطبيقات والبرامج التي تستخدم عبر الإنترنت والحاجة إلى دعم برنامج استعراض الويب.
ولم يقتصر الأمر عند حدود برنامج استعراض الويب حيث تستعد جوجل لظهورأول هاتف محمول يعمل بنظام التشغيل الذي طورته واسمه أندرويد والذي تراهن عليه جوجل لكي تمد نطاق سيطرتها من الإنترنت المستخدم على أجهزة الكمبيوتر المحمول إلى عالم الإنترنت في الهواتف المحمولة في الوقت الذي يحافظ فيه موقع يو تيوب المملوك لها على مكانته المسيطرة في عالم مواقع تبادل ملفات الفيديو على الإنترنت.
ولكن معارضي الشركة الأمريكية العملاقة يرون أن نجاح أي من هذه المبادرات الجديدة ليس حتميا وأن مستخدمي الإنترنت قد لا يقومون بتنزيل برنامج كروم وقد لا يحبون استخدام الهواتف المحمولة التي تستخدم برنامج أندرويد في حين أن المعلنين على الإنترنت يشعرون بالقلق من بث إعلاناتهم عبر موقع يو تيوب الذي يحتوي على العديد من المواد الإعلامية المثيرة للجدل.
ومع ذلك وحتى لو لم تنجح أي من مبادرات جوجل الجديدة وهو أمر مشكوك فيه لآن جوجل توظف 16 ألف من أفضل العقول على مستوى العالم فإن ما حققته جوجل حتى الآن يكفي تماما لكي تكون واحدة من أنجح الشركات في العالم.
فقبل ظهور محرك البحث جوجل كانت عملية البحث على الإنترنت سيئة ومملة حيث كان المستخدم يضطر إلى استعراض عشرات الصفحات التي تضم نتائج البحث دون أي تنظيم يسهل مهمة الباحث، ولكن جوجل قدمت ما يمكن اعتباره محرك البحث الذكي الذي يصنف نتائج البحث وفقا لمدى توافقها معالمادة المستخدمة في البحث وهو ما يسهل الوصول إلى الهدف.
كما كانت فكرة عرض الإعلانات التي ترتبط بمواد البحث على صفحات النتائج من أنجح أفكار تسويق الإعلانات على الإنترنت وجنت من ورائها الشركة الأمريكية أرباحا طائلة.
فهذه الفكرة تتيح للمعلن الوصول بإعلانه إلى الفئات المستهدفة أوالمهتمة بمنتجه بصورة مباشرة على أساس أن من يقوم بالبحث على الإنترنت مثلا عن أحد الأفلام السنيمائية فإنه سيكون بالتأكيد أكثر استعدادا لشراء مثل هذه الأفلام الحديثة من خلال الإعلانات التي تظهر على صفحات نتائج البحث.
يقول الخبير الاقتصادي كارمي ليفي "اعتقد أن تاريخ الإنترنت يمكن تقسيمه إلى مرحلتين مرحلة ما قبل جوجل ومرحلة ما بعد جوجل" كما هو الحال مع التاريخ ما قبل الميلاد والتاريخ ما بعد الميلاد.
ويضيف أنه إذا كانت مايكروسوفت احتلت عرش الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات لسنوات طويلة فإن جوجل تبدو الآن مستعدة لكي تزيحها عن القمة، غير أن هذا لا يمنع احتمال ظهور منافس أقوى لجوجل في المستقبل.
(د ب أ)

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business