الأربعاء، ٨ أكتوبر ٢٠٠٨

الأزمة المالية تؤثر على المتسوقين الأمريكيين الأثرياء

الأزمة المالية تؤثر على المتسوقين الأمريكيين الأثرياء

Wed Oct 8, 2008 12:32pm GMT

نيويورك (رويترز) - كانت لدى سوزان كوين رغبة شديدة في شراء زوج جديد من الاقراط من متجر ساكس في فيفث افينيو بنيويورك وهي المسألة التي تقول انها ما كانت لتفكر مرتين قبل القيام بها منذ بضعة أسابيع.
لكن يوم الثلاثاء لم تستطع شراءهما.
وقالت كوين التي عملت بقسم المبيعات بمتجر ساكس لمدة 31 عاما " أشعر بالذنب بشأن شرائهما. كل استثماراتي هبطت."
وأضافت "الناس خائفون. انا متسوقة كبيرة هنا ايضا لكنني أكبح جماح نفسي."
ويمثل متسوقو سلع الرفاهية مثل تلك الزبونة المخلصة لمتجر ساكس قطاعا نخبويا صغيرا من الاقتصاد الأمريكي لكن لهم أثر كبير على الانفاق. فقد أبقوا محافظهم مفتوحة لفترة طويلة بعد أن عزف المتسوقون من أصحاب الدخول المتوسطة عن الشراء تحت ضغط أزمة انخفاض أسعار المنازل وارتفاع أسعار الطعام والوقود.
لكن الان يبدو أن الحصن الاخير لقوة المستهلكين بدأ ينهار نتيجة للازمة المالية العالمية التي هاجمت الثروة الاستثمارية إلى جانب قيم العقارات.
وحتى اذا كان المستهلك لا يزال يملك ملايين في البنك فان علم النفس يلعب دورا كبيرا عند الة تحصيل النقود.
وتقول ايفا جانبارت لورينزوتي الرئيس التنفيذي لمتجر وكتالوج فيفر وهو متجر لسلع الرفاهية يبيع منتجاته على شبكة الانترنت ومن بين معروضاته ملعقة من الفضة للايس كريم (البوظة) قيمتها 45 دولارا ومقعد من المنك بمبلغ 3800 دولار "بالطبع ما زالوا يستطيعون تحمل تكلفة شرائها... لكن ان كانوا يشعرون برغبة في فعل هذا ام لا فتلك مسألة أخرى."
وانخفضت مبيعات سلع الرفاهية ومن بينها تلك الموجودة بالمتاجر والمطاعم الفاخرة بنسبة 4.8 في المئة في سبتمبر ايلول مقابل ارتفاع بنسبة 11 في المئة في اغسطس اب عززه السياح الاجانب حسبما ذكرت سبندينج بالس وهي خدمة بيانات التجزئة التابعة للمؤسسة الاستشارية لبطاقة ماستركارد الائتمانية.
وأظهرت دراسة مسحية أجرتها مؤسسة برينس اند اسوشيتس للابحاث في اواخر سبتمبر على 439 أسرة أن اكثر من ثلاثة أرباع الاسر التي تتراوح ثروتها بين مليون وعشرة ملايين دولار تعتزم انفاق أموال أقل على سلع الرفاهية حتى نهاية العام تحسبا لما قد يحدث في المستقبل.
وقوض سوق الاسهم الهابط ثقة متسوقي سلع الرفاهية في سبتمبر.
ويصف تشارلز جروم محلل قطاع التجزئة في مؤسسة جي بي مورجان للخدمات المالية هذا "بأثر سي ان بي سي" مشيرا إلى قناة الاعمال المدفوعة الاشتراك مقدما التي شاهد متسوقون محتملون عبرها وهم مرعوبون ذهاب استثماراتهم أدراج الرياح.
وقد يستغرق استعادة الشعور بالثقة وقتا. وفي العادة يتبع أزمات البنوك عامان من النمو الاقتصادي بمعدل أقل من المعتاد وهذا ليس بشير خير للاسهم.
وقال جروم ان مبيعات شهر سبتمبر كانت سيئة على الارجح في سلاسل المتاجر التي تبيع سلع الرفاهية ومن بينها ساكس حيث "توقف التسوق الطموح وانخفض انفاق المستهلكين من أصحاب الدخول المرتفعة مع الهبوط في سوق الاسهم." ومن المقرر صدور قوائم المقارنة بين نتائج مبيعات المتاجر يومي الاربعاء والخميس.
وقد يلحق هذا أضرارا جديدة بتجار التجزئة مع دخولهم موسم الاجازات الذي هو ايضا موسم للتسوق حيث يتكهن اكثر المتنبئين تشاؤما بأضعف موسم خلال 17 عاما.
وأشارت لورينزوتي إلى أن الازمة المالية لحقت بمتجر فيفر أخيرا في 17 سبتمبر حين هبطت الاسهم الامريكية الى أدنى مستوياتها خلال ثلاثة أعوام عقب افلاس بنك ليمان براذرز وانقاذ لعملاق التأمين امريكان انترناشونال جروب.
وتابعت أنه "منذ ذلك اليوم في سبتمبر اصبحت الاعمال أهدأ مما كانت عليه في بداية العام الى حد كبير."
ويقول ميلتون بيدرازا الرئيس التنفيذي لمعهد الرفاهية الذي يجري أبحاثا على المستهلكين من أصحاب الثروات الكبيرة ان ذلك الوقت شهد تراجعا كبيرا في مبيعات الحقائب النسائية الباهظة الثمن والسيارات والسفر والمجوهرات واليخوت.
وأضاف "أتعرف كيف يقولون ان أسواق القروض الائتمانية تجمدت.. حسنا.. المستهلكون الاثرياء تجمدوا معها."
واعترف متجر نيمان ماركوس الذي يدير ايضا متجر بيرجدورف جودمان بالشيء نفسه الشهر الماضي.
وقال بيرت تانسكي الرئيس التنفيذي بعد أن ذكر متجر التجزئة الراقي أن خسائره ربع السنوية تجاوزت الضعف "عملاؤنا يستثمرون بقوة في الاسواق... والاضطراب في الاسواق المالية وما تبعه من زعزعة للاستقرار يؤثر سلبا على أنماط شراء المستهلكين."
وليس المستثمرون فحسب هم الذين يشعرون بالالم. اذ يواجه الاف العاملين في وول ستريت الذين أذكوا طفرة في الانفاق على سلع الرفاهية احتمالات بفقدان وظائفهم فضلا عن تخفيض نصيبهم من الارباح لهذا العام.
وقال كين بيركينز رئيس مؤسسة ريتيل ميتريكس للابحاث "انظر الى المذبحة... الكثير من تجار التجزئة الذين يبيعون السلع الفاخرة يعتمدون بشدة على صناعة الخدمات المالية. أعتقد أنهم في خطر."
لكن من الصعوبة بمكان التخلي عن بعض الملذات.
وقالت شركة جي براند لسروايل الجينز التي يباع الواحد منها بمبلغ 271 دولارا في متاجر مثل بارنيز في نيويورك ان مبيعاتها ما زالت نشطة.
وقال الرئيس التنفيذي جيف رودز في رسالة بالبريد الالكتروني "نسمع من تجار التجزئة الذين نتعامل معهم أن هناك بضعة باعة فوق خطط المبيعات ونحن من بينهم."
وفي عصر يمكن أن تفقد فيه الاموال السائلة قيمتها ما زالت الاعمال الفنية التي لا تقدر بثمن تجتذب المشترين.
وقال نيكولاس لاوري رئيس صالات مزادات سوان "حين تصبح الاوقات عصيبة نرى مزيدا من الناس يرغبون في بيع ميراثهم وكنوزهم من الاعمال الفنية... في المقابل تستقطب الزيادة في الاعمال الفنية القيمة مشترين اضافيين."
وصالة مزادات سوان متخصصة في الكتب النادرة والصور وقد ذكرت أن المزادات الثلاثة التي أقيمت منذ منتصف سبتمبر تجاوزت التوقعات.
وفي الوقت نفسه سجل مزاد لاعمال الفنان داميين هيرست في صالة مزادات سوثبي في لندن في 16 سبتمبر أرقاما قياسية جديدة حيث بيعت 218 قطعة بمبلغ 198 مليون دولار.
وقال بيدرازا من معهد الرفاهية ان الاعمال الفنية "تشبه الذهب قليلا... تاريخيا هي تصمد وتتزايد قيمتها. الاساس هو أنها متفردة وحصرية."
من مارتين جيلر
(شاركت في التغطية ايميلي كيسير في واشنطن وسارة كوفي وارثي سيفارامان في نيويورك)
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business