الثلاثاء، ٤ نوفمبر ٢٠٠٨

وزراء يتوصلون لإتفاق بخصوص إطلاق شراكة بين أوروبا وحوض المتوسط

وزراء يتوصلون لإتفاق بخصوص إطلاق شراكة بين أوروبا وحوض المتوسط

Tue Nov 4, 2008 5:30pm GMT

مرسيليا (فرنسا) (رويترز) - توصل وزراء من 43 دولة لاتفاق تسوية يوم الثلاثاء بشأن تشكيل الاتحاد من أجل المتوسط الذي يهدف الى بث الحياة من جديد في العلاقات بين الدول الغنية شمال البحر المتوسط والدول الافقر بجنوبه.
وأطلق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاتحاد من أجل المتوسط في يوليو تموز الا أن المشروع صارع لكي يمضي قدما من جراء الخلافات بشأن قضايا ادارية ودبلوماسية وتلك المتعلقة بالتمويل.
وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر انه تم التغلب على اصعب المشكلات خلال يومين من المحادثات في جنوب فرنسا وأشاد بالاتفاق باعتباره خطوة الى الامام على طريق ارساء السلام في المنطقة.
وقال للصحفيين "جرى الاتفاق على كل شيء بروح جديدة بين الدول العربية واسرائيل والدول الاوروبية. انها خطوة استثنائية."
وسيحل المشروع محل شراكة قائمة بين الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي ودول حوض البحر المتوسط والمعروفة باسم عملية برشلونة ويهدف الى التركيز على مجموعة من البرامج العملية بشكل كبير لمساعدة المنطقة بما في ذلك برامج المياه والطاقة والتعليم.
لكن الخلافات حول اختيار مقر الاتحاد والتوترات الناتجة عن صراع الشرق الاوسط هددت بوأد الاتحاد الجديد في مهده.
وعارضت اسرائيل بقوة مساعي لجعل جامعة الدول العربية تلعب دورا نشطا قائلة ان الجامعة مسيسة أكثر من اللازم وستحاول عرقلة مشاريع التعاون مع اسرائيل.
ووافقت اسرائيل في نهاية الامر على مشاركة الجامعة العربية "على كل المستويات" في الاتحاد من أجل المتوسط مقابل حصولها على موقع بارز في التعيينات داخل الاتحاد.
وأشار الوزراء الى أن الاتحاد سيكون لديه أمين عام من دولة من دول جنوب البحر المتوسط وخمسة نواب وهم اسرائيلي وفلسطيني وايطالي ويوناني والخامس من مالطا وكلهم ستبلغ مدة شغلهم لمناصبهم ثلاث سنوات.
وتأمل فرنسا أن تقدم تونس مرشحا لرئاسة الامانة العامة الصغيرة التي ستقام في مدينة برشلونة الاسبانية.
وقال كوشنر "هذه هي المرة الاولى التي تقبل فيها الدول العربية دخول اسرائيل ضمن هيكل دولي."
وقالت دبلوماسية اسرائيلية انها تعتقد أن بلادها سيكون لها مقعد دائم في الامانة العامة.
وفي تغلب على مشكلة أخرى أقنعت باريس شركاءها بالسماح لرئيسي الاتحاد وهما فرنسا ومصر بالعمل لمدة عامين بشكل أولي قبل تحويل الرئاسة لدول أخرى.
وفي اعلان موقع قالت كل الدول الاعضاء ان الاتحاد من أجل المتوسط سيهدف الى جلب "السلام والرخاء والاستقرار" الى المنطقة.
وشددت الوثيقة أيضا على "أهمية مبادرة السلام العربية" ويقول كوشنر انها المرة الاولى التي توقع فيها اسرائيل بيانا من هذا النوع. وتدعو المبادرة التي ترجع الى عام 2002 اسرائيل الى الانسحاب من الاراضي التي احتلتها عام 1967.
وتأمل فرنسا ألا تعرقل المشكلات السياسية الاتحاد الجديد وتقول انه يهدف الى العمل على مشاريع ملموسة مع اعطاء الاولوية لستة برامج في البداية.
ومن بين هذه المشاريع العمل من أجل القضاء على التلوث في منطقة حوض البحر المتوسط ومشروع للحماية المدنية يهدف الى الاستعداد للكوارث الطبيعية والكوارث من صنع الانسان ومبادرة لتشجيع الطاقة الشمسية.
ومن المقرر تدبير التمويل من القطاعين العام والخاص الا أن التفاصيل الدقيقة لاتزال غامضة.
وكانت الكثير من الدول الاوروبية شمال البحر المتوسط بقيادة ألمانيا متشككة بشكل كبير تجاه المشروع وتعتبره محاولة من فرنسا لتمديد نفوذها على منطقة البحر المتوسط على حساب شركائها بالاتحاد الاوروبي.
وشككت الدول العربية أيضا في أهميته خوفا من عدم معاملتها على قدم المساواة. وقال دبلوماسي من شمال افريقيا يوم الثلاثاء ان هناك خيبة أمل لعدم اختيار دولة جنوبية لاستضافة مقر الاتحاد.
وكانت فرنسا أشارت في باديء الامر الى أنها ستكون سعيدة اذا أصبح مقر الامانة العامة للاتحاد في تونس الا أن منتقدين قالوا ان سجل حقوق الانسان في تونس يجعلها غير مؤهلة لاستضافة الامانة العامة.
ونالت برشلونة الموافقة بعدما عرضت اسبانيا مقرا ملكيا سابقا ليكون مقر الاتحاد الجديد.
من كريسبيان بالمر
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business