الأربعاء، ٢٤ ديسمبر ٢٠٠٨

الكساد الأمريكي يعني الجوع للكثيرين في موسم الأعياد

الكساد الأمريكي يعني الجوع للكثيرين في موسم الأعياد

Wed Dec 24, 2008 9:53am GMT

كانساس سيتي (ميزوري) (رويترز) - تحمل لافتة وضعت خارج مركز (شاوني) لخدمة المجتمع هدفا واضحا "عالم بلا جوع" لكن في الداخل يزداد الوصول الى هذا الهدف صعوبة.
مسنون وآباء وأمهات شبان وفقراء من الطبقة العاملة في منتصف العمر كانوا بين هؤلاء الذين اصطفوا عند المركز الواقع باحدى الضواحي هذا الاسبوع حيث كانوا يتلقون المعونات في هدوء من المعكرونة والخضروات المعلبة وزبدة الفول السوداني وبعض الاساسيات الاخرى تجنبا للجوع.
وقالت فيرتا موريس المتطوعة في مركز شاوني لخدمة المجتمع "نرى عددا من الناس في عيد الميلاد الحالي اكثر من عيد الميلاد الماضي بكل تأكيد... الكثير من الناس جوعى."
والطوابير الطويلة مشهد معتاد هذه الايام عند منافذ توزيع الطعام في أنحاء الولايات المتحدة التي أضر بها الكساد.
وذكرت بنوك طعام أمريكية أن طلبات الحصول على مساعدات غذائية طارئة زادت بنسبة 30 في المئة وفقا لتقرير أصدرته منظمة فيدينج امريكا التي تدعم 63 الف وكالة وهي اكبر منظمة للحد من الجوع في البلاد.
وأضافت المنظمة أن من المتوقع أن يتفاقم الوضع عام 2009 وسط ارتفاع معدلات البطالة وينادي تحالف من الجماعات الخيرية واشنطن بتوفير مزيد من المساعدات الاتحادية. وخفض مستخدمون أمريكيون 533 الف وظيفة في نوفمبر تشرين الثاني وحده وهو اكبر عدد شهري خلال 34 عاما.
وقالت مورا دالي المتحدثة باسم منظمة فيدينج امريكا "من المؤكد أننا في أزمة."
وتقول جماعات مساعدات غذائية ان العديد من الاسر التي طرقت أبوابها كانت تستطيع الاعتماد على نفسها في الاونة الاخيرة. لكن عامين من ارتفاع تكلفة الطعام والطاقة أتت على شبكة الامان الضئيلة التي كانت تلك الاسر تتمتع بها. والآن مع زيادة فقد الوظائف فان الكثيرين ممن كانوا يدبرون أمورهم لم يعد بمقدورهم هذا.
وأشارت كارين سيبيرت المتحدثة باسم جماعة هارفسترز كوميونيتي فود نتوورك التي تمد 420 منفذا غذائيا في كانساس سيتي بالغذاء في منطقة تضم 13 مقاطعة وشهدت زيادة في الطلب بنسبة 50 في المئة هذا العام "الناس أنهكوا الى أقصى حد. يجب أن يلجأوا لاحد ما للحصول على المساعدة."
كانت ديبي وفيكتور تيرنر وهما في الثامنة والاربعين من العمر بين الكثيرين الذين انتظروا دورهم يوم الاثنين في شاوني للحصول على مؤن غذائية شملت هذا الاسبوع ديكا روميا مجمدا بمناسبة الاعياد.
كان فيكتور يعمل بمجال المقاولات والان يعمل هو وزوجته في تنظيف المنازل مقابل ما بين 65 و100 دولار للمنزل. ويجمعان الحديد الخردة ويبيعانه لسداد ايجار منزلهما ورعاية أحفادهما الثلاثة.
وقالت ديبي "بدون هذا يمكن أن نصل الى حد التضور جوعا."
وتتكرر نفس القصة في المدن الكبيرة والبلدات الصغيرة على حد سواء.
في بنك سانت ماري للطعام في فينكس يتم توزيع نحو 180 الف وجبة يوميا قبل عطلة عيد الميلاد.
وحصل بيت مونوز المتخصص في تنسيق الحدائق العاطل عن العمل على صناديق طعام وديك رومي من بنك الطعام في فينكس. وقال مونوز ان هذا أول عيد ميلاد يحتاج فيه الى هذه النوعية من المساعدات.
وتابع قائلا "على الاقل لدينا الآن شيء لنأكله... امل أن تتحسن الامور كثيرا على صعيد العمل في العام القادم."
وسيوزع بنك نورث تكساس للطعام الذي شهد زيادة في الطلب تزيد عن 25 في المئة 780 الف وجبة خلال العطلات.
وفي بنك طعام فريستور في سينسناتي الذي يطعم 160 الف شخص في العام في اوهايو وانديانا وكنتاكي قالت المتحدثة باسمه ميريتا كريج ان الطلب ارتفع بنسبة نحو 20 في المئة.
وأضافت كريج "من المخيف الى حد ما أن نعلم أن الكثير من الناس يشعرون بأثر الاقتصاد الى حد احتياجهم الى (مساعدات) غذائية طارئة."
وذكرت جماعات مساعدات غذائية فيما يناقش الكونجرس اتخاذ اجراءات لانعاش الاقتصاد بينها خطط لانقاذ بورصة وول ستريت أن الكونجرس والبيت الابيض بحاجة الى اعطاء دفعة لسلسلة من الاجراءات العاجلة للاغاثة من الجوع.
وقالت منظمة فيدينج امريكا ان هناك حاجة الى زيادة الاعانات من قسائم الطعام الى جانب زيادة قدرها 150 مليون دولار لشراء وتخزين وتوزيع سلع أمريكية لاطعام الجياع.
كما طلبت الجماعة 15 مليون دولار لبرنامج تمت الموافقة عليه بالفعل دون تمويله لتوصيل الغذاء الى فقراء الريف.
وقالت دالي "72 في المئة من بنوك الطعام لدينا ذكرت أنها غير قادرة على تلبية احتياجات زبائنها بطريقة كافية... يزداد هذا صعوبة كل يوم."
وتجتمع منظمة كاثوليك تشاريتيز يو اس ايه - التي قالت انها لا تستطيع أن تبقي أرفف منافذ الغذاء مكدسة بالسلع بسبب ارتفاع الطلب - مع الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب باراك اوباما لطلب مساعدات اتحادية طارئة للمؤسسات التي لا تهدف للربح مثل بنوك الطعام ودور ايواء المشردين للمساعدة في اطعام وايواء المعوزين.
وذكرت منظمة كاثوليك تشاريتيز أنها شهدت في ارلينجتون بفرجينيا خارج واشنطن مباشرة زيادة بنسبة تتجاوز 400 في المئة في الطلبات المقدمة للحصول على مساعدات غذائية طارئة.
وقال الاب لاري سيندر رئيس منظمة كاثوليك تشاريتيز يو اس ايه " معالجة هذه الازمة... يجب أن يكون الاولوية الاولى للكونجرس القادم والادارة الجديدة."
من كاري جيلام
(شارك في التغطية تيم جينور في فينكس وايد ستودارد في دالاس واندريا هوبكينز في سينسناتي)
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business