الاثنين، ٥ يناير ٢٠٠٩

جيل الشباب في الصين يقتصد وسط الأزمة الاقتصادية

جيل الشباب في الصين يقتصد وسط الأزمة الاقتصادية

Mon Jan 5, 2009 11:51am GMT

بكين (رويترز) - الموظفون في الصين يقتصدون في كل شيء من الملابس الى المأكولات السريعة على الرغم من جهود الحكومة لتحفيز الاستهلاك لتجنب أسوأ آثار الكساد العالمي.
وتوضح المواقع والمدونات على الانترنت الشائعة بين الموظفين الصينيين الشبان مزايا خفض الانفاق في الوقت الذي بدأت فيه الأزمة المالية العالمية التأثير على الاقتصاد الصيني.
وبدأ وانج هاو (24 عاما) وهو موظف في بكين حملته في يونيو حزيران لخفض نفقات المعيشة الاسبوعية الى 100 يوان (14.60 دولار). ويقول ان لديه حتى الان 55 الف مشارك.
وقال واند الذي أطلق حملته على منتدى شائع للمدونين على الانترنت "الأزمة المالية أعطت الشبان في الصين وأنا منهم درسا في الانفاق."
وكانت الصين تشهد نموا كبيرا يمثل ظاهرة على مدى سنوات نظرا للارتفاع الكبير في طلب المستهلكين. وينفق صغار المستهلكين بين أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات من عمرهم كل ما يكسبونه ان لم يكن أكثر على الملابس والالكترونيات والترفيه ومجموعة كبيرة من السلع الاستهلاكية.
والآن بدأ البعض على الاقل في الاقتصاد.
والى جانب حملة خفض التكاليف التي أطلقها وانج يعلن موقع آخر عن حملة "انفق 100 يوان في الاسبوع" وتورد مواقع أخرى على الانترنت نصائح لتخفيض الانفاق منها وصفات لوجبات تتكلف أقل من عشرة يوان (1.46 دولار).
وعرض موقع اخر "عشرة شعارات للشتاء المالي" شملت نصائح بتجنب ترك العمل أو بدء عمل خاص أو شراء سيارة أو إنجاب طفل.
وتتعارض حملات خفض التكاليف هذه تماما مع اتجاه الحكومة لتشجيع الانفاق وسط ارتفاع البطالة وتباطؤ مبيعات التجزئة مع تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على الصناعة الصينية بالغاء طلبيات وإغلاق مصانع.
والمسؤولون في بكين يطلقون شعار "حماية الثمانية" تعبيرا عن العمل على تحقيق معدل نمو يبلغ ثمانية بالمئة هذا العام.
وهذا هو أدنى معدل مطلوب للابقاء على الاستقرار الاجتماعي وتوفير فرص عمل لأكثر من 15 مليون يدخلون سوق العمل الصينية كل عام.
ويمثل ذلك الاولوية الأولى للحزب الشيوعي وخصصت الحكومة مبلغ أربعة تريليونات يوان (نحو 586 مليار دولار) للانفاق على تحقيق هذا الهدف. ومع ذلك يتساءل بعض الاقتصاديين ما اذا كان ذلك كافيا لدعم الانفاق المحلي.
ويقول لين سونجلي المحلل البارز في جوسين للأوراق المالية في بكين ان حملات خفض الانفاق تعد مؤشرا على تراجع ثقة المستهلكين في الصين وقد يكون لها أثر سيء على الاقتصاد اذا زاد انتشارها.
وأضاف "الثقة -وان كانت لا يمكن قياسها كما- مهمة جدا للاقتصاد."
وقال نحو 46 بالمئة من الصينيين ان الوضع الاقتصادي في بلادهم كان جيدا في نوفمبر تشرين الثاني عام 2008 بالمقارنة بنسبة 90 بالمئة قالوا ذلك في عام 2007 حسب استطلاع نشر في ديسمبر كانون الاول الماضي.
وقال جون ما كبير الاقتصاديين المختصين بالصين في دويتشه بنك في هونج كونج انه يتوقع ان تنمو مبيعات التجزئة بمعدل 13 بالمئة فقط هذا العام فيما يرجع أساسا الى التراجع الكبير في الأسعار. ويتوقع ان تكون مبيعات التجزئة قد نمت بمعدل 21 بالمئة في 2008.
والموظفون الصينيون في المدن الكبيرة مثل بكين وشنغهاي وجوانججو مثلهم مثل نظرائهم في الدول الغربية يميلون للانفاق ببزخ.
وأظهر استطلاع أجرته حكومة شنغهاي في نوفمبر 2008 ان الموظفين في المدينة وهى المركز المالي للصين ينفقون في المتوسط 2500 يوان في الشهر.
ومع متوسط دخل يبلغ 2192 يوان (320 دولارا) حسب احصاءات حكومية صدرت في سبتمبر أيلول فان هذا يعني أن الموظفين ينفقون أكثر مما يكسبون.
والمنتجات الغالية الثمن مثل الالكترونيات والسلع الفاخرة تُباع بكثرة في الصين خاصة بين الموظفين الشبان المستعدين لانفاق راتبهم بكامله لشراء جهاز اي-بود الجديد الذي تنتجه أبل.
وقال وانج "كنت أغير هاتفي المحمول كل ستة أشهر منذ تخرجي من الجامعة."
وأضاف "لكن بعد أن بدأت الازمة المالية العالمية أشعر بضغوط من شركتي التي تملك حصصا في شركات أجنبية."
مثل هذه المخاوف هي ما يدفع الموظفين الشبان في الصين للحد من الانفاق وان كان أغلبهم لا يصل الى حد خفض الانفاق الى مئة يوان في الشهر.
وبالنسبة لوانج فانه مازال يجاهد من أجل خفض الانفاق الى مئة يوان أسبوعيا على كل شيء من طعام ومواصلات وترفيه. وفي بكين يمكنك بمئة يوان شراء تسع شطائر بيج ماك من ماكدونالدز أو ملء نصف خزان وقود سيارتك أو دفع تكاليف خدمة الانترنت المنزلية لمدة شهر أو شراء تذكرتين للسينما.
(الدولار يساوي 6.85 يوان)
من مايكل وي
© Thomson Reuters 2009 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business