الثلاثاء، ٢ سبتمبر ٢٠٠٨

تراجع الطلب قد يدفع النفط لما دون 100 دولار بعد جوستاف

تراجع الطلب قد يدفع النفط لما دون 100 دولار بعد جوستاف

Tue Sep 2, 2008 6:29pm GMT

لندن (رويترز) - قال محللون يوم الثلاثاء ان أسعار النفط ستواصل تراجعها الذي بلغ حتى الان نحو 30 في المئة وتعود الى خانة العشرات للمرة الاولى في خمسة أشهر بعدما أفلت قطاع النفط الامريكي على ما يبدو من ضرر فادح جراء الاعصار جوستاف.
ونال ارتفاع أسعار الوقود وأزمة اقتصادية أوسع نطاقا من طلب الولايات المتحدة ودول مستهلكة كبيرة أخرى هذا العام وأنزل الاسعار عن مرتفعات قياسية فوق 147 دولارا للبرميل الى ما دون 108 دولارات.
وكانت الاسعار انتعشت الاسبوع الماضي لمخاوف من أن جوستاف قد يسبب تعطيلات خطيرة لعمليات النفط الامريكية في خليج المكسيك. لكن المؤشرات الاولى أظهرت ضررا محدودا للقطاع ومن ثم تراجع سعر النفط مجددا. ويقول محللون انه الان بصدد النزول عن 100 دولار للمرة الاولى منذ أوائل ابريل نيسان.
وقال كريس جارفيس كبير المحللين لدى كابروك لادارة المخاطر "يتطلب الامر عاصفة ضخمة حقا لتغيير الاتجاه في النفط الخام وسط أكبر تصحيح له منذ يوليو (تموز) وجوستاف لم يكن تلك العاصفة.
"هل من الممكن أن ننزل ثانية عن 100 دولار.. بلا ريب."
وكان الطلب على النفط في الولايات المتحدة أكبر بلد مستهلك للخام في العالم تراجع 800 ألف برميل يوميا في النصف الاول من العام 2008 وهو أكبر حجم تراجع في 26 عاما.
ويقول بعض المحللين ان تراجع الطلب من اقتصادات متقدمة ضمن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد يقوض المكاسب القادمة من اقتصادات صاعدة مثل الصين والتي عززت موجة صعود أسعار النفط على مدى ست سنوات.
وقال مايك ويتنر المحلل لدى سوسيتيه جنرال "اذا أصبح ذلك الانكماش أكثر حدة سيكون من الصعب عند مرحلة ما القول بأن هناك نموا كافيا من خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لتعويضه."
ويراجع خبراء النفط بالخفض توقعاتهم للسعر على أساس تقديرات أضعف لحجم الطلب.
فقد خفض ليمان براذرز هذا الاسبوع توقعاته لسعر خام برنت - خام القياس في أوروبا والشرق الاوسط وافريقيا - عام 2008 ثلاثة دولارات الى 112 دولارا للبرميل.
وقال سايمون واردل من جلوبال انسايت "سنصل الى 100 دولار أو أقل بسبب العوامل الاساسية" مضيفا أن الجانب الاكبر من أسوأ خسائر الطلب العالمي قد يكون وقع بالفعل لكن لايزال هناك خطر أن تؤثر المشكلات الاقتصادية للدول المتقدمة على الاقتصادات الصاعدة.
لكنه استدرك قائلا "أعتقد أن هذا سيؤثر على النصف الثاني من العام ( القادم)."
ويقع الخام تحت ضغط اضافي من جراء تحسن الدولار الامريكي مقابل سائر العملات بعدما كان سيل السيولة من مستثمرين يسعون الى التحوط من التضخم وضعف العملة الامريكية في وقت سابق هذا العام قد ساعدا على بلوغ سعر النفط مرتفعات قياسية جديدة.
وقال جارفيس "اننا عند منعطف رئيسي للدولار قد يساعد في تعميق هذا التراجع في الاسعار" مضيفا أن الحركة الحادة للنفط ستختبر السعر الادنى الذي تفضله أوبك عندما تجتمع المنظمة للبت في سياسة الانتاج.
وتراجع النفط في معاملات يوم الثلاثاء لما دون 110 دولارات للبرميل وهو مستوى رئيسي للدعم بحسب المحللين الفنيين الذين يتوقعون اتجاه حركة السعر عن طريق دراسة الرسوم البيانية. وهم يقولون ان السوق قد تتراجع حتى 60 دولارا للبرميل قبل أن ينكسر اتجاه المضاربة على ارتفاع الاسعار في الاجل الطويل وان هناك دعما قويا عند 100 دولار.
وتقول ايران ان 100 دولار هو أدنى سعر مقبول للنفط ودعت المنظمة الى خفض الانتاج 1.5 مليون برميل يوميا بحلول أوائل العام القادم.
وتقول فنزويلا المتشددة أيضا بشأن الاسعار ان 100 دولار للبرميل سعر عادل في حين لمحت مصادر أخرى بمنظمة أوبك الى حد أدنى للسعر أقرب الى 80 دولارا للبرميل نظرا للمخاوف بشأن تأثير ارتفاع تكاليف الوقود على اقتصادات كبيرة مستهلكة.
وثمة مخاوف من أن أسعارا دون ذلك المستوى قد تثني عن الاستثمار في زيادة الطاقة الانتاجية.
وقال بول هورسنل من باركليز كابيتال "أعتقد أن السعر الادنى القابل للاستمرار قرب 90 دولارا للبرميل.
"أعتقد (أن ذلك هو) السعر الذي يمكن أن ترى عنده توازنا عكسيا بخروج بعض الانتاج من السوق."
من ماثيو روبنسون (شارك في التغطية جين ميريمان وباربره لويس في لندن وريتشارد فالدمانس في نيويورك)
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business