الاثنين، ١٥ سبتمبر ٢٠٠٨

انهيار بنك ليمان وبيع ميريل لينش يهزان وول ستريت

انهيار بنك ليمان وبيع ميريل لينش يهزان وول ستريت

Mon Sep 15, 2008 7:58am GMT

نيويورك (رويترز) - يواجه النظام المالي الأمريكي المضطرب أزمة لم يسبق لها مثيل يوم الاثنين حيث ينتظر أن يطلب بنك ليمان براذرز حمايته من الدائنين بينما سيشتري بنك اوف أمريكا بنك ميريل لينش المتعثر في الوقت الذي أعلن فيه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) للمرة الاولى أنه سيقبل تقديم قروض نقدية مقابل أسهم.
وفي يوم أحد أسود لوول ستريت وافقت عشرة من أكبر بنوك العالم ايضا على تكوين صندوق للطواريء بقيمة 70 مليار دولار يكون من حق أي من هذه البنوك الحصول على ثلث قيمته.
ومن ناحية أخرى ذكرت تقارير صحفية أن مجموعة أمريكان انترناشونال جروب (ايه.اي.جي) للتأمين المتعثرة طلبت من البنك المركزي الأمريكي منحها قرض انقاذ.
وتشير هذه التطورات التي تأتي بعد ثلاثة أيام من المحادثات بين الرؤساء التنفيذيين للبنوك والسلطات التنظيمية في مقر مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى أن وول ستريت وواشنطن تسلمان بأن قدرا هائلا من الدعم والمساعدة أصبح مطلوبا في مواجهة أزمة الائتمان ومتاعب سوق المساكن في الولايات المتحدة.
وقال بنك اوف أمريكا انه وافق على شراء ميريل لينش اند كو في صفقة بالاسهم قيمتها 50 مليار دولار بعد واحدة من أسوأ عطلات نهاية الاسبوع على الاطلاق في وول ستريت.
وقال جيمس المان المدير في صندوق سيكليف كابتيال للتحوط ان الصفقة تعزز مركز بنك اوف أمريكا في ثلاثة مجالات للعمل المصرفي كان ضعيفا فيها.
واضاف "الآن اصبح لدى بنك اوف أمريكا واحدة من افضل واكبر شركات السمسرة في مجال التجزئة في البلاد وواحدا من أكبر البنوك الاستثمارية في العالم وحصة كبيرة في واحد من أفضل البنوك التي تدير الاستثمارات في العالم."
ووافق بنك اوف أمريكا على دفع 0.8595 سهم من أسهمه العادية مقابل كل سهم في بنك ميريل لينش. ويعادل السعر 1.8 مرة القيمة الدفترية الحقيقية المعلنة للسهم.
وبموجب الصفقة يشتري البنك ما قيمته نحو 44 مليار دولار من الاسهم العادية لميريل لينش بالاضافة الى ستة مليارات دولار من عقود الخيارات والاوراق المالية القابلة للتحويل إلى أسهم عادية.
ويمثل السعر الذي يبلغ نحو 29 دولارا للسهم علاوة سعرية بنسبة 70 بالمئة فوق سعر سهم ميريل يوم الجمعة رغم أن أسهم ميريل كانت تبلغ 50 دولارا للسهم في مايو ايار واكثر من 90 دولارا في اوائل يناير كانون الثاني 2007 .
وقال بتير كيني عضو مجلس الادارة المنتدب في نايت ايكويتي ماركتس في جيرسي سيتي "النظام المالي الأمريكي بدأ يكتشف أن الارضية التي تقف عليها أساساته تتحرك كما لم يحدث أبدا من قبل. انه عالم مالي جديد على شفا عملية اعادة تنظيم شاملة."
وسيصبح بنك ليمان أشهر حالة لاشهار الافلاس في وول ستريت منذ انهيار مؤسسة دركسل برنام لامبرت المتخصصة في السندات عالية المخاطر في عام 1990 .
وهبط مؤشر ستاندرد اند بورز 500 للمعاملات الآجلة في الاسهم 3.6 بالمئة بعد أن أعلن بنك ليمان أنه سيتقدم بطلب لحمايته من الدائنين مما يوحي بأن سوق الاسهم ستفتح على هبوط حاد يوم الاثنين. وهبط الدولار بشدة متأثرا بأحدث تطورات.
وبحلول الساعة 0430 بتوقيت جرينتش قفز اليورو إلى 1.4416 يورو للدولار مقارنة مع 1.4225 يورو في اواخر المعاملات الأمريكية يوم الجمعة.
وتشير الاحداث إلى تحول جذري في هيكل السلطة في وول ستريت حيث تصبح مجموعات مصرفية كبرى مثل بنك اوف أمريكا كورب أكثر هيمنة على الساحة.
ومع غياب ليمان وميريل عن الصورة تكون ثلاثة من أكبر بنوك استثمارية أمريكية قد خرجت بالفعل من الساحة خلال ستة شهور حيث اشتري بنك جيه.بي. مورجان بنك بير ستيرنز المتعثر في مارس اذار الماضي.
وكانت الانظار تتركز يوم الاحد على المحادثات بين السلطات التنظيمية وكبار المصرفيين في وول ستريت لمعرفة ما اذا كانت ستسفر عن بيع بنك ليمان الذي كان حتى وقت قريب رابع أكبر بنك استثماري أمريكي.
وتعثرت هذه المحادثات عندما قال بنك باركليز البريطاني الذي بدا أنه يتصدر المحادثات بشأن بنك ليمان انه انسحب من المزايدة على شراء البنك المتعثر.
وأثار هذا التوقعات بأن البنك الاستثماري في طريقه لاشهار افلاسه وأدت الى عقد جلسة تعامل طارئة ونادرة لتمكين المتعاملين في وول ستريت في سوق عقود المشتقات التي يبلغ حجمها 455 تريليون دولار من تقليص محافظهم من أسهم ليمان وأوراقه المالية.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مجموعة ايه.اي.جي التي كانت يوما ما أكبر شركة تأمين في العالم تسعى للحصول من مجلس الاحتياطي على تمويل قصير الاجل حجمه 40 مليار دولار.
وانهار لبنك ليمان تحت وطأة الاصول عالية المخاطر المرتبطة بشكل اساسي بالعقارات والتي تساوي الآن جزءا صغيرا من أسعارها الاصلية بسبب أزمة الائتمان التي نجمت عن أزمة قطاع المساكن في الولايات المتحدة.
ووفقا للاوراق التي تقدم بها بنك ليمان للمحكمة لطلب حمايته من الدائنين فقد بلغ اجمالي اصوله 639 مليار دولار حتى 31 مايو ايار بينما وصل اجمالي ديون البنك حتى ذلك التاريخ 613 مليار دولار.
وقال الان جرينسبان الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي يوم الاحد انه يتوقع "رؤية مزيد من حالات انهيار المؤسسات المالية." لكنه اضاف ان هذا يجب ألا يكون مشكلة.
واضاف قائلا لمحطة تلفزيون ايه.بي.سي "الامر يتوقف على كيفية التعامل مع الامر وكيفية اتمام عمليات التصفية."
وقال "من المؤكد أنه يجب ألا نحاول حماية كل المؤسسات المالية. فالمسار الطبيعي لتحولات الساحة المالية هو وجود فائزين وخاسرين."
ووفقا لما قاله أحد الموظفين فقد توجه مئات من العاملين في بنك ليمان الى مكاتبهم يوم الاحد لاخلاء المكاتب وجمع اغراضهم الشخصية. بل أن البعض اختار قضاء أمسية وداع أخيرة في المكاتب مع الزملاء. وقال موظف في ليمان طلب عدم نشر اسمه "اننا نأكل البيتزا ونحتسي البيرة معا."
وجاءت تطورات يوم الاحد بمثابة ضربة قوية لسوق الوظائف المالية التي تعاني بالفعل.
وقالت شركات توظيف ومستشارون ان سوق الوظائف الأمريكية المتخمة بالكفاءات العالية والتي فقدت أكثر من 100 الف وظيفة في القطاع المالية هذا العام يجب أن تتأهب الآن لخسارة 50 الف وظيفة أخرى.
من دان ويلشنز وجينيفر ابلان
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business