الثلاثاء، ٩ ديسمبر ٢٠٠٨

ما هو السؤال الباهظ التكلفة الذي يواجهه الأمريكيون؟

ما هو السؤال الباهظ التكلفة الذي يواجهه الأمريكيون؟


سي. إن. إن. العربية
9/12/2008

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) - مليار دولار هنا و7 ترليونات دولار هناك: متى يصرخ بلاد العم سام طالبة الدعم جراء خطط الدعم التي تقدمها؟
حالياً، يواصل المستثمرون الدوليون الخائفون "نهش" السندات الخزينة الأمريكية، دون أن يهتموا بشأن أثر كافة الالتزامات التي وضعتها الحكومية الأمريكية على عاتقها لمحاولة تجنب الكارثة الاقتصادية.
فمواصلة الحكومة بطباعة المزيد من الأوراق المالية وتقديم القروض للمؤسسات المتعثرة وضمان القروض التي قد لا ترد أبداً، كل ذلك قد تكون له عواقب وخيمة في المستقبل المنظور.
على أن أهم مصدر للقلق على الإطلاق، حتى وإن نجحت الإجراءات التي يتخذها المصرف المركزي الأمريكي ووزارة الخزينة الأمريكية من أجل استقرار النظام المالي العالمي وإنعاش الاقتصاد، هو التزايد المتسارع لمعدل التضخم العالمي.
يقول رئيس مؤسسة إدارة الثروات بلوس أنجلوس، غاري هاغر: "إن التضخم عبارة عن غوريلا هائلة يزيد وزنها على نصف طن محبوسة في غرفة.. ونحن نجلس في الغرفة نفسها فيما تهتز فناجين القهوة أمامنا."
في تلك الأجواء، بالطبع سترتفع معدلات الفائدة بعيدة الأجل، وتنخفض قيمة الدولار، وسيواجه صانعو السياسة مجموعة جديدة بالكامل من التحديات.
يقول رئيس شركة هيبورن لإدارة رأس المال، ويل هيبورن: "لا أحد سيكون بمنأى عن خسارة شيء ما، فالكل سيخسر.. أما الرابحون فهم أولئك الذين سيكونون آخر من يخسر."
التركيز على التضخم:
حتى أولئك الذين أيدوا خطط الدعم وغيرها لمنع السقوط في دوامة الركود الاقتصادي يشعرون بالقلق حيال حجم الدين الذي سيلقى على كاهل دافع الضرائب.
يقول هيبورن إن الانهيار المستمر في البورصات الأمريكية وتدني القيم الحقيقية للعقارات كلفت الأسر الأمريكية حتى الآن نحو 10 ترليونات دولار، وهي في طريقها للزيادة إلى حين انتهاء الأزمة.
ويضيف أن التحول إلى الاستثمار في السندات الحكومية الأمريكية للحصول على مزيد من الأمن والضمان والسيولة رغم تدني نسبة الفائدة فيها، قد تكون له آثار بعيدة الأجل، ربما تفوق كثيراً ما يعتقده الناس.
ويوضح أن استراتيجية حماية رأس المال هذه ستنجح إلى حين حدوث الانتعاش الاقتصادي، ولكن عدم وجود مصادر لدفع كل الالتزامات المترتبة على الحكومة.. تصب في حدوث التضخم.
ورغم أن التضخم قد يبدو أمراً بعيداً، من منطلق أن كل الحكومات العالمية تبذل جهودها لمنع وقوع كارثة اقتصادية، فإن التضخم وتدني مستويات الأسعار سيعملان على كبح النمو الاقتصادي، وخصوصاً زيادة معدل الفائدة الحقيقية.
تغير المناخ بوتيرة سريعة
على أن هاغر يشير إلى أن سعر النفط بلغ 100 دولار للبرميل قبل 4 شهور فقط، فيما بلغ سعره الآن 47 دولاراً.
ويعتبر هاغر هذا الأمر مؤشراً على سرعة السوق في الاستجابة للمتغيرات.

ويضيف أنه في الوقت الذي يكافح فيه الناس لتحديد تكاليف البدء من جديد وخطط الإنقاذ المالي الحكومية، فإن أياً منهم لا يبدو أنه فكر كثيراً في بالمغامرة الحكومية المهمة وهي: كيف ستسحب الحكومة الدعم الهائل الذي قدمته للأسواق عندما تثمر جهودها؟
يعتقد البعض من الخبراء أن الأسعار سترتفع بصورة كبيرة وأن سعر الدولار سينخفض كثيراً، مشيراً إلى احتمال السقوط الهائل في فخ التضخم المنتظر.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business