ارتفاع مفاجئ في ثقة المستثمرين الألمان خلال الشهر الجاري

ارتفاع مفاجئ في ثقة المستثمرين الألمان خلال الشهر الجاري

دويتشه فيله

9/12/2008

كشف مركز "زد إي دبليو" للبحوث الاقتصادية عن تحسن مفاجئ في ثقة المستثمرين الألمان، يأتي ذلك وسط مؤشرات على عودة الهدوء إلى الأسواق العالمية بعد الخطوات الحكومية لاحتواء الركود، لكن الخبراء يحذرون من حالة الغموض السائدة.
كشف مؤشر مركز الأبحاث الاقتصادية الأوروبية "زد إي دبليو" اليوم الثلاثاء (9 ديسمبر/ كانون الأول) أن ثقة المستثمرين الألمان سجلت تحسنا مفاجئا هذا الشهر. جاء ذلك عقب موجة من عمليات خفض أسعار الفائدة في أنحاء العالم وخطوات عدد من الحكومات الهادفة إلى إحتواء التباطؤ الاقتصادي الحاد الذي يحدث حاليا.
وارتفع مؤشر المركز الذي يتخذ من مدينة مانهايم الألمانية مقراً له، إلى 45.2 نقطة في كانون أول/ ديسمبر، ليسجل ثاني ارتفاع شهري له على التوالي، وذلك على الرغم من المؤشرات التي تظهر أن التباطؤ العالمي قد بدأ يفرض سيطرته سريعا على أكبر اقتصاد في أوروبا.
وكان محللون يتوقعون أن يتراجع مؤشر "زد إي دبليو" إلى 57 نقطة من 55.5 نقطة المسجلة في تشرين ثان/ نوفمبر، لكنه ظل أقل بكثير عن متوسطه القياسي البالغ 26.8 نقطة.
وجاء صدور المؤشر وسط مؤشرات على أن الهدوء بدأ يعود إلى أسواق الأسهم العالمية وبعد الموجة غير المسبوقة من خفض أسعار الفائدة في عدد كبير من الدول حول العالم بهدف تعزيز الاقتصاد العالمي. وفي الوقت نفسه ، فإن التراجع الحاد في معدل التضخم على خلفية انخفاض أسعار النفط وكذلك تراجع سعر صرف اليورو قد ساهم في تعزيز مؤشر "زد إي دبليو" خلال كانون أول/ ديسمبر.

تحذير من حالة الغموض:

وقال معهد الأبحاث عند صدور التقرير إن التحسن الطفيف على مؤشر الثقة الاقتصادية (زد إي دبليو) يشير إلى أن المخاوف من أن يتفاقم الركود بشكل أكبر في منتصف عام 2009 أصبحت فيما يبدو محدودة. لكن رئيس المعهد فولفجانج فرانز حذر أيضا من حالة الغموض بشأن مدى وقوة التباطؤ الاقتصادي الذي بدأ يظهر خلال الأشهر القليلة الماضية، وهذا هو المحك على وجه الخصوص حيث أن تقرير "زد إي دبليو" يقوم بقياس توقعات الأعمال خلال الشهر الجاري.
ويرى الكثير من خبراء الاقتصاد أن مؤشرات التعافى في الاقتصاد الألماني قد تبدأ في الظهور خلال النصف الثاني من العام القادم. لكن فرانز قال إن "الاقتصاد الألماني ينزلق بشدة نحو الركود"، مشيراً إلى أن هناك حالة من الغموض الكبير بشأن نمط دورة الأعمال خلال العام القادم. وقال إنه تم نصح الحكومة بشكل جيد بأن تطبق برنامجا للنمو يشمل على سبيل المثال مشروعات بنية أساسية، بدلا من إحداث دفعة للاقتصاد عبر توزيع كوبونات للاستهلاك.
ويأتي صدور مؤشر "زد إي دبليو" الذي يعتمد على استطلاع رأي 328 محللا كحلقة ضمن سلسلة من مؤشرات الثقة الاقتصادية في أوروبا والمزمع صدورها في وقت لاحق من هذا الشهر. ومن بين تلك المؤشرات مؤشر "إيفو" لثقة الشركات الذي هوى، في تشرين ثان/ نوفمبر، إلى قرب أدنى مستوى له منذ 16 عاما.

دويتشه فيله + د ب أ (ع.ج.م)