الأربعاء، ٢٨ يناير ٢٠٠٩

خطة التحفيز الأمريكية قد لا تؤتي ثمارها هذا العام

خطة التحفيز الأمريكية قد لا تؤتي ثمارها هذا العام

Wed Jan 28, 2009 12:28pm GMT

واشنطن (رويترز) - الفجوة في الاقتصاد الامريكي أعمق من أن يسدها في الوقت الحالي انفاق حكومي اضافي وخفض في الضرائب بقيمة 850 مليار دولار.
وأقصى ما يأمل تحقيقه من خطة التحفيز الاقتصادي التي أعلنها الرئيس باراك أوباما هو وقف خفض الوظائف وتحقيق انتعاش في عام 2010. ويبدو أن الوقت قد تأخر للعمل على انجاز أي نمو اقتصادي هذا العام.
وقال نيجيل جولت كبير الاقتصاديين في شركة اي.اتش.اس جلوبل اينسايت في ماساتشوستس "مع كل يوم يمر يتضاءل الاثر المحتمل على 2009."
وتوقعت جلوبل اينسايت انخفاضا بنسبة 2.5 بالمئة في الناتج المحلي الامريكي كان يمكن أن تزيد بنقطة مئوية كاملة لولا خطة التحفيز.
انه وضع شائك بالنسبة لاوباما الذي كان يأمل ان ينتهي المشرعون من تجهيز الخطة للتوقيع فور توليه السلطة الاسبوع الماضي. وبدلا من ذلك يبدو أن الكونجرس لن يقر الخطة قبل منتصف فبراير شباط المقبل.
وحتى في الاوقات العادية قد تمر شهور قبل أن يبدأ اثر أي انفاق حكومي جديد في الظهور على مختلف قطاعات الاقتصاد. ووسط كساد كبير شل انفاق المستهلكين والشركات قد ينتهي الحال الى بقاء أموال التيسيرات الضريبية في البنوك وهو ما يعني أن هذه الاموال لن تسهم بدرجة تذكر في تحفيز الاقتصاد.
وقال أوباما ان 75 بالمئة من خطة التحفيز سينفق في أول 18 شهرا غير ان مراجعة أجراها مكتب الميزانية بالكونجرس أظهرت ان نحو 64 بالمئة فقط من الانفاق المقترح والتخفيضات الضريبية قد تصل في أول 19 شهرا.
وحذر أوباما من أنه بدون خطة التحفيز فان الاقتصاد قد يشهد تراجعا بقيمة تريليون دولار. ومن الناحية النظرية فان الحكومة لا تحتاج لانفاق كل هذا المبلغ لتعويض الفجوة اذ ان كل دولار ينفق يمكن ان يولد عائدا أكبر.
ولكن الفكرة ان المال الذي ينفق على بناء جسر جديد لا يشغل فقط عمال البناء بل يدعم المطاعم التي يشترون منها غداءهم والمتاجر التي ينفقون فيها أجورهم.
ويصف الاقتصاديون ذلك بأنه التأثير المضاعف. غير أن حساب التأثير لا يخضع لمعايير واضحة ففي ظل حالة عدم التيقن قد يتم توجيه نسبة كبيرة من هذه الاموال الى الادخار بدلا من الانفاق.
وبين تراجع أسواق الاسكان والاسهم تعرضت ثروات الاسر الى أسوأ صفعة منذ أوائل ثلاثينات القرن الماضي.
ويعتقد ديفيد روزينبرج الاقتصادي في ميريل لينش ان الخسائر قد تصل الى 20 تريليون دولار اذا صدقت التوقعات المتشائمة. وأضاف ان تراجع قيم ثروات الاسر قد يخفض انفاق المستهلكين بنحو 300 مليار دولار سنويا حتى عام 2011.
وقال روزينبرج "الحكومة يتعين ان تزيد انفاقها بنسبة عشرة بالمئة لموجهة كل انخفاض بنسبة واحد بالمئة في انفاق المستهلكين لمجرد منع الناتج المحلي الاجمالي من الانكماش." وهذا يعني ان انفاق الحكومة يجب ان يتضاعف لتعويض الانخفاض في انفاق المستهلكين.
وتابع "وهذا طلب صعب حتى على أكثر الرؤساء شعبية منذ فرانكلين روزفيلت."
وفي حين مازالت التفاصيل النهائية للخطة غير معروفة الا ان النسخة التي سلمت للتصويت عليها في مجلس النواب اليوم الاربعاء تشمل 275 مليار دولار من التخفيضات الضريبية المؤقتة.
وعادة ما يظهر أثر التخفيضات الضريبية على الاقتصاد أسرع من الانفاق على البنية الاساسية ولكن الاثر لن يكون سريعا بما يكفي للظهور هذا العام.
وسيسترد أغلب الناس مدفوعات ضريبية عندما يقدمون أقراراتهم عن عام 2009 في أوائل العام المقبل. والعاملون قد يحصلون على المال في وقت أقرب من ذلك اذا اختاروا خفض المستقطعات من أجورهم لكن ذلك سيحتاج لحسابات دقيقة وعمل مكتبي كثير.
ومن المكونات الرئيسية في خطة أوباما توفير أو خلق ثلاثة ملايين فرصة عمل على الاقل. والاقتصاديون أكثر تفاؤلا فيما يتعلق بهذا الجانب وان لم يكن بقدر تفاؤل فريق أوباما.
واظهرت دراسة شاركت في اعدادها كريستينا رومر رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين لاوباما أن بدون الدعم المالي فان الاقتصاد قد يفقد من ثلاثة الى أربعة ملايين وظيفة اضافة الى 2.6 مليون وظيفة فقدها منذ ديسمبر كانون الاول عام 2007.
وخلصت الدراسة التي اعدتها رومر مع جيرد بيرنشتاين مستشار جو بايدن نائب الرئيس الى أن خطة تحفيز كبيرة من شأنها دعم الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 3.7 بالمئة واضافة 3.7 مليون وظيفة بحلول الربع الاخير من عام 2010. وقال جولت من جلوبل اينسايت ان حساباته توصلت الى انها قد تدعم الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 2.5 بالمئة وتوفر 2.6 مليون وظيفة حتى اخر العام المقبل. لكن دراسة رومر وبيرشتاين تتضمن بعض التحذيرات المفتوحة للمناقشة.
فعلى سبيل المثال يفترض المحلل أن الاسر تعتقد ان الاعفاءات الضريبية دائمة فتزيد انفاقها بناء على ذلك. ويشعر بعض الاقتصاديين بالقلق من أن ذلك لن يحدث لان الناس قلقون بشأن اعادة تكوين مدخراتهم.
وقال ريتشارد بيرنر من مورجان ستانلي "ما لم تطرأ تغيرات كبيرة على خطة التحفيز المالي الامريكية المنتظرة فان توقيتها وسرعة انجازها من المتوقع ان يبعثا على خيبة الامل."
من اميلي كيسر
© Thomson Reuters 2009 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business