الجمعة، ٢ يناير ٢٠٠٩

العملة الأوروبية الموحدة تحتفل بالذكرى العاشرة لإطلاقها

العملة الأوروبية الموحدة تحتفل بالذكرى العاشرة لإطلاقها

دويتشه فيله
2/1/2009

مع حلول عام 2009 يحتفل اليورو بمرور عقد كامل على انطلاقه كأكبر مشروع اقتصادي، ساهم في تعميق الوحدة الأوربية. ورغم نجاحات اليورو الكثيرة، إلا أنه أخفق في أن ينسي الألمان عملتهم القديمة، فالحنين إلى المارك لايزال قائما.
تحتفي العملة الأوربية اليورو في الأول من شهر يناير- كانون الثاني من عام 2009 بالذكرى العاشرة على إطلاقها. ورغم أنه وكعملة بدأ تداولها مع بداية عام 2002 إلا ان اليورو تم اعتماده منذ الاول من كانون الثاني- يناير عام 1999، كسعر صرف ثابت مقابل العملات الوطنية لدول منطقة اليورو، وكعملة للتداولات في اسواق المال الاوربية وفي الصفقات التجارية.
وزاد الاهتمام بعملة اليورو، بعدما لعبت هذه العملة دور صمام الأمان أثناء الأزمة المالية العالمية، ما أكسبها المزيد من المصداقية والجاذبية، خصوصا لدى بعض الدول التي رفضت اليورو في السابق مثل الدنمارك والسويد، ومؤخرا عبرت ايسلاندا عن اهتمامها بالعملة الأوربية الموحدة.
وخلال السنوات العشر، نجحت عملة اليورو في أن تصبح ثاني اهم عملة عالمية بعد الدولار الأمريكي، وباتت تمثل 27 بالمئة من احتياطي النقد العالمي. ومع انضمام سلوفاكيا في الأول من يناير 2009 ، أصبحت منطقة اليورو تمثل حوالي 5.16 بالمئة من ثروات العالم، وتضم نحو 329 مليون نسمة من السكان.
ورغم المزايا الهائلة للعملة الأوربية الموحدة، إلا أن منطقة اليورو لا تزال تعاني من ضعف التمثيل الدولي خصوصا في المنتديات العالمية مثل صندوق النقد الدولي، عطفا عن نقص في الاشراف السياسي المشترك للحكومات الأوروبية.
اليورو سهل نقل البضائع ورؤوس الأموال:
بدأ التفكير والتخطيط لعملة اوربية موحدة مع بداية الستينات، وفي مطلع السبعينيات وتحديدا في عام 1972، اعتمدت ست دول أوروبية، نظام الصرف الموحد والذي بموجبه تم الاتفاق على حدود دنيا لتغيير سعر صرف العملات مقابل بعضها البعض. وسهل هذا النظام تحرك وتنقل البضائع ورؤوس الاموال والخدمات بين الدول الاوربية المعنية. وكانت البنوك المركزية للدول المشاركة فيه، تتدخل كلما اقتضت الحاجة لتثبيت سعر صرف عملاتها، وتمّ آنذاك اعتماد عملة اوروبية افتراضية موحدة، جمعت إلى غاية عام 1999 بين إحدى عشر دولة أوروبية وهي فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا وبلجيكا، واللكسمبورغ، واسبانيا، والبرتغال، والنمسا، وإيرلندا، وفلندا. لتنظم إليها لاحقا كل من اليونان، وسلوفينيا، ومالطا، وقبرص، وسلوفاكيا.
وبدأ اعتماد القطع والأوراق النقدية لليورو في الأول من كانون الثاني-يناير 2002، ومن ثم حل اليورو نهائيا محل العملات الوطنية في الدول الأعضاء، لكنه مع ذلك لم ينجح في جذب قلوب الألمان.
حنين إلى عصر المارك:
ورغم أن نحو عقد مر على اعتماد اليورو كعملة رسمية داخل ألمانيا، إلا أن حنين الالمان إلى عملتهم القديمة، أي إلى المارك الألماني، لم ينقطع أبدا. وكشفت بيانات رسمية أن حوالي 14 مليار مارك ألماني لم يتم تحويلها بعد إلى العملة الاوروبية الموحدة، وأنها لا تزال دائمة الظهور سواء على شكل عملات معدنية أو ورقية. في المقابل كشفت استطلاعات الرأي إلى أن ما يقرب عن نصف الالمان لا يزالون يحسبون الاسعار في أذهانهم بعملة المارك فيما اعتاد الربع الآخر فقط على التعامل باليورو. ووفقا لاستطلاع موسع أجراه معهد "فورسا" لقياس الرأي لصالح رابطة صناديق التوفير الالمانية، يحتفظ ثلث المواطنين الالمان في منازلهم بعملات المارك كعملات تذكارية. في ما لايزال المصرف المركزي الألماني "البوندسبنك" حتى اليوم يقوم باستبدال المارك الالماني إلى اليورو، وخلال عام 2008 وحده، قام المصرف بتبديل مايفوق عن 230 مليون مارك إلى اليورو.
ووفقا لمتحدث عن مصرف "البوندسنك" غالبا ما يعثر على المارك أثناء ترتيب المنزل أو الانتقال لمسكن جديد أو حتى داخل حقائب السفر القديمة. هذا، ويمكن للمواطنين في أي وقت تحويل مالديهم من مارك في إحدى فروع مصرف "بوندسبنك" دون الاضطرار لدفع أي مصاريف إضافية.


دويتشه فيله + وكالات(و.ك)

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business