زعماء الإتحاد الأوروبي يحثون على إصلاحات وعلامات الركود تتصاعد

زعماء الإتحاد الأوروبي يحثون على إصلاحات وعلامات الركود تتصاعد

Wed Oct 15, 2008 7:53pm GMT

بروكسل (رويترز) - دعا زعماء اوروبيون يوم الاربعاء الى نظام مالي عالمي جديد لمنع ازمات مالية في المستقبل فيما ثبط تنامي العلامات على ركود عالمي التفاؤل بشأن جهود الحكومات لانقاذ البنوك.
واعلنت الولايات المتحدة أكبر انخفاض شهري في مبيعات التجزئة الامريكية في أكثر من ثلاثة أعوام وقدمت اوروبا بيانات وتوقعات سلبية للاقتصاد في القارة. وتراجعت الاسواق حول العالم.
وفي اجتماع لزعماء اوروبيين في بروكسل انضمت بريطانيا والمانيا الى فرنسا في دعوتها الي عقد قمة عالمية هذا العام لصوغ نظام مالي عالمي جديد.
وفي وقت سابق من الاسبوع الحالي تعهدت الحكومات حول العالم بتقديم 3.2 تريليون دولار لشراء حصص في البنوك لمساعدتها على استعادة الاستقرار وهو ما ادى الى انتعاش الاسواق يوم الاثنين.
لكن سرعان ما تراجع التفاؤل امام المخاوف من ان الاقتصادات الكبرى تتجه نحو الركود رغم التدخل الحكومي.
وقال بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) يوم الأربعاء "بتقييد تدفقات الائتمان الى الاسر والشركات والحكومات الاقليمية والمحلية فان الاضطرابات في الاسواق المالية وضغوط التمويل على الشركات المالية تشكل تهديدا كبيرا للنمو الاقتصادي."
واوضح ان استعادة التدفقات الطبيعية للائتمان ستستغرق بعض الوقت.
وفي بروكسل أيد رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل اقتراحا للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لعقد اجتماع لاصلاح الهياكل المالية التي تأسست في مؤتمر بريتون وودز في عام 1944.
وقال بروان في مؤتمر صحفي قبل قمة للاتحاد الاوروبي تستمر يومين "اعتقد ان منتدى لاتخاذ القرارات بشأن تغييرات كبيرة في الاقتصاد العالمي يمكن ان يعقد خلال الاشهر القليلة المقبلة."
وقال وزير المالية الهولندي فوتر بوس ان دورا أقوى لصندوق النقد الدولي مطلوب "في ظل غياب القيادة الامريكية في الوقت الراهن."
وعرضت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء شراء حصص اسهم في بنوكها بما يصل الى 250 مليار دولار وهو تحرك مثير للدهشة في بلد رأسمالية السوق الحر.
وشدد الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الاربعاء على أن هذه الخطوة مؤقتة. وقال للصحفيين قبل بدء اجتماع للحكومة "أنا واثق أن هذا الاقتصاد سينتعش في الاجل الطويل."
وجاءت الخطوة الامريكية في اعقاب موافقة زعماء اوروبيين يوم الاحد على اطلاق خطة قيمتها 2.2 تريليون يورو (ثلاثة تريليونات دولار) لانقاذ البنوك الاوروبية العملاقة التي اصابتها ازمة الائتمان والتي نجمت عن القروض العقارية المتعثرة في الولايات المتحدة.
وتزايدت العلامات يوم الأربعاء على ركود يلوح في الافق.
وقالت الحكومة الامريكية ان مبيعات التجزئة انخفضت بنسبة 1.2 في المئة سبتمبر ايلول في اكبر هبوط في ثلاثة اعوام وان اسعار الجملة تراجعت 0.4 في المئة. وتراجع نشاط التصنيع في ولاية نيويورك في اكتوبر تشرين الاول.
وقال بنك جي.بي مورجان تشيس ان ارباحه للربع الثالث هبطت بنسبة 84 في المئة بينما اعلن بنك ويلز فارجو عن انخفاض في الارباح بلغ 25 في المئة.
واظهرت ارقام رسمية ان البطالة في بريطانيا ارتفعت الى 5.7 في المئة وهو أعلى مستوى لها في ثمانية اعوام.
وقال وزير المالية الالماني بير شتاينبروك ان نمو الاقتصادي الالماني سيزيد بشكل طفيف عن الصفر في 2009. واشار اثنان من مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي الامريكي الي مخاطر تحيط بأكبر اقتصاد في العالم.
وقال البنك المركزي الاوروبي يوم الأربعاء ايضا انه سيسمح للبنوك بمبادلة نطاق اكبر من اصولها مقابل الحصول على اموال من البنك المركزي وانه سيوفر سيولة نقدية اضافية من الدولارات عبر مبادلات النقد الاجنبي.
وكانت دول جنوب شرق اسيا التي تلقت دعما قدره عشرة مليارات دولار من البنك الدولي الاخيرة في الانضمام الى جهود الانقاذ بموافقتها على انشاء صندوق بقيمة عدة مليارات من الدولارات لمساعدة البنوك.
وقالت رئيسة الفلبين جلوريا ماكاباجال أرويو ان الصندوق سيشتري الديون المعدومة وسيدعم البنوك في المنطقة.
وخفضت ايسلندا التي اوشكت على الافلاس بسبب تداعي بنوكها جراء توقف اسواق الائتمان عن العمل اسعار الفائدة بنسبة 3.5 نقطة مئوية فيما يواصل مسؤولوها الجهود للحصول على مساعدة من روسيا عبر قرض قيمة عدة مليارات من الدولارات.
ويهيمن الاقتصاد على حملة انتخابات الرئاسة الامريكية. واتهم المرشح الديمقراطي باراك اوباما الجمهوريين بأنهم اشرفوا على عملية تخل غير مقيدة عن القواعد المالية بينما سعى منافسه الجمهوري جون مكين الى استعادة توازنه فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية بعد ان تعرض لانتقادات لقوله ان اسس الاقتصاد الامريكي قوية.
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.