الاثنين، ١٧ نوفمبر ٢٠٠٨

استعراض للوحدة في قمة العشرين والقادة يتعهدون بإصلاح الاقتصاد

استعراض للوحدة في قمة العشرين والقادة يتعهدون بإصلاح الاقتصاد

Mon Nov 17, 2008 8:56am GMT

واشنطن (رويترز) - قدم قادة العالم استعراضا مُهما للوحدة في قمتهم الرامية للتصدي للكساد وتعهدوا بتحديث النظام الاقتصادي العالمي والحفاظ على التزامهم التام بحرية التجارة.
لكن القمة لم تسفر كما نادى البعض عن اتفاقات لإنشاء نظام جديد على غرار اتفاقية بريتون وودز.
وربط قادة الدول المصير الاقتصادي لدولهم في القمة التي انعقدت يوم السبت وأمهلوا أنفسهم حتى ابريل نيسان لوضع اصلاحات ملموسة.
وقال راجهورام راجان كبير اقتصاديي صندوق النقد الدولي سابقا "القيمة الحقيقية لتجمع تلك الدول معا هي اعلان أنها لن تسبب أي ضرر بل ستفعل شيئا مفيدا للجماعة."
وتعهد القادة باستخدام السياسة المالية لتخفيف آثار أشد تباطؤ اقتصادي عالمي منذ عقود الى جانب خفض أسعار الفائدة في الدول التي لا يزال أمامها مجال لإجراء خفض.
وأعاد الاجتماع الذي ضم لأول مرة 20 زعيما الى الأذهان اجتماع بريتون وودز الذي عقد في نيو هامبشير في عام 1944 وأسفر عن تأسيس صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ووضع نظام سعر الصرف الاجنبي الذي يرتبط بشكل وثيق بالدولار.
وصرح الرئيس الامريكي جورج بوش الذي استضاف القمة للصحفيين بأنه غير واثق من احتلال القمة الاخيرة مكانة مماثلة تاريخيا وأكد أنها تسعى لتحقيق طموحات أكثر تواضعا كخطوة أولى أعدت على عجل في اتجاه تحقيق تغيير دائم.
ومن الالتزامات المحددة القليلة حظر زيادة القيود الحمائية على التجارة لمدة 12 شهرا والتوصل لاتفاق بشأن جولة الدوحة من محادثات تحرير التجارة العالمية بحلول نهاية ديسمبر كانون الاول.
كما وضع جدول زمني للمهام ركز بشكل كبير على قضايا المحاسبة والرقابة التي تعهد القادة بالانتهاء منها في نهاية مارس اذار.
وينوي القادة عقد قمة اخرى في ابريل نيسان وفي ذلك الحين يكون الرئيس المنتخب باراك اوباما نصب رئيسا للولايات المتحدة خلفا لبوش.
وكان حتميا ان ينتهز منتقدون غياب مقترحات محددة للتدليل على عدم انجاز اي شيء جوهري.
وكتب داني روديك الاستاذ بجامعة هارفارد "ليس هناك تنسيق في المجال المالي والوعود التي قدمت للاسواق الناشئة غامضة ورغم صدور بيان واضح عن الحماية ودعم الصادرات فانه يفتقر لآلية للرقابة أو التنفيذ."
ويقول آخرون ان توقعاتهم للقمة كانت متدنية ورغم ذلك أبدوا شعورهم بخيبة الأمل لانها لم ترق لمستوى المهمة الخطيرة التي تتصدي لها.
وقال كينيث رجوف استاذ الاقتصاد بجامعة هارفارد "مجموعة العشرين تكتل ضخم صعب المراس لدرجة أن أي شيء لم يجر الاتفاق عليه مسبقا لا ينجز أبدا."
وقال روجوف الذي شغل منصب كبير اقتصاديي البنك الدولي قبل راجان "الاقتصاد العالمي ينهار ... لم يدفعوا الكرة لمسافة بعيدة جدا في الواقع."
لكن القادة اعترفوا بصفة عامة بأخطاء في السياسات ساهمت في نشوب الازمة وان أحجموا عن توجيه أصبع الاتهام للولايات المتحدة حيث قاد انهيار سوق الاسكان لما أعقبه من أزمة ائتمان عالمية.
كما وجهت دعوة لاصلاح صندوق النقد الدولي ومنتدي الاستقرار المالي لمنح الاقتصادات الناشئة دورا أكبر ويكتسب الصندوق مكانة أكبر في ادارة النظام المالي العالمي. والزمن وحده سيقرر ما اذا كانت هذه الدعوة ستثمر.
وقال شين جي يون نائب وزير المالية في كوريا الجنوبية "كيفية تعاون دول مجموعة العشرين مع صندوق النقد الدولي ومنتدي الاستقرار المالي وبنك التسويات الدولي في الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة حيوية ومهمة جدا (في تحديد) ما اذا كانت المجموعة ستنجح أم تفشل."
ولم يقدم تمويل جديد لصندوق النقد الدولي إضافة الى عرض ياباني منفرد بتقديم قرض بمبلغ مئة مليار دولار. وأكدت السعودية التي ألح عليها رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أن تستغل عائدات النفط الضخمة لدعم الصندوق أنها لم تأت لواشنطن لتدفع الفاتورة.
غير أن راجان مُصرٌ على النظر للجانب المشرق وقال ان مجموعة العشرين أشارت بقوة لنواياها.
وأضاف "أنا متفائل كثيرا بأن بوسعهم ايجاد سبل لمنح قدرات اكبر لصندوق النقد الدولي."
وأبدى دومينيك ستراوس كان العضو المنتدب في صندوق النقد الدولي تفاؤلا أيضا وقال ان القمة أثبتت أن القادة أدركوا خطورة الوضع ومستعدون لبذل تضحيات.
وتابع "أعتقد أنه تجديد حقيقي لادارة اقتصاد العالم والقطاع المالي العالمي."
من اليستير بول
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business