الجمعة، ١٦ يناير ٢٠٠٩

الحكومة الأمريكية تضخ 20 ملياراً لإنقاذ بنك أوف أمريكا

الحكومة الأمريكية تضخ 20 ملياراً لإنقاذ بنك أوف أمريكا

Fri Jan 16, 2009 12:24pm GMT

واشنطن/نيويورك (رويترز) - أنقذت الحكومة الامريكية يوم الجمعة بنك اوف أمريكا من خلال ضخ 20 مليار دولار وضمان لنحو 100 مليار دولار من الخسائر المحتملة بسبب أصول عالية المخاطر لحمايته من تدهور الميزانية العمومية لميريل لينش اند كو وحدة الوساطة المالية التي استحوذ عليها مؤخرا.
وبهذا يحتل بنك أوف أمريكا المركزي الثاني في قائمة المؤسسات المالية التي حصلت على دعم حكومي بعد سيتي جروب فيما تضخ الحكومة سيولة في البنوك الامريكية لسد الثغرات الناجمة عن القروض المعدومة. وتضررت البنوك الامريكية بشدة جراء أسوأ أزمة اسكان تمر بالبلاد منذ الكساد الكبير وأسوأ ركود تشهده منذ سنوات.
وتأتي تلك الاموال علاوة على 25 مليار دولار حصل عليها بنك أوف أمريكا في السابق من برنامج انقاذ الاصول المتعثرة التابع لوزارة الخزانة في اكتوبر تشرين الاول وهو أحدث مؤشر على أن السلطات لا تزال تواجه مصاعب في مواجهة الازمة المالية التي بدأت قبل نحو 18 شهرا.
وفي محاولة أخرى لتعزيز البنوك عموما قالت المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع وهي مؤسسة حكومية انها ستقترح تمديد أجل الديون المصرفية التي تعتزم ضمانها الى عشر سنوات بدلا من ثلاث. ويتعين على البنوك استخدام الايرادات لمنح قروض جديدة للمستهلك.
ويواجه سيتي جروب وبنك أوف امريكا ضغوطا متصاعدة من المستثمرين الذين يشككون فيما اذا كان لديهما ما يكفي من رأس المال لمواجهة موجة عاتية من الديون المعدومة.
وفي مقابل الانقاذ وافق بنك اوف امريكا الذي اعتبر قبل شهور قليلة استحواذه على ميريل لينش بأنها ضربة موفقة على خفض التوزيعات النقدية الى سنت واحد للسهم من 32 سنتا ووضع حد أقصى لاجور المسؤولين التنفيذيين وهي تنازلات مشابهة لتنازلات قدمها سيتي جروب عند انقاذه في نوفمبر تشرين الثاني.
كما لا يمكن للبنك زيادة التوزيعات خلال السنوات الثلاث القادمة دون موافقة الحكومة.
ويشبه الضمان ايضا دعما بضمانات بقيمة 306 مليارات دولار حصل عليه سيتي جروب. وأغلب الاصول عالية المخاطر أصول مرتبطة برهون عقارية تحملها البنك عن ميريل.
وقال مسؤول أمريكي ان الفريق الانتقالي التابع للرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما أخطر بالمفاوضات بشأن بنك أوف أمريكا. وفي وقت سابق قال مصدر مطلع على السياسة المالية لرويترز ان أوباما الذي يتسلم السلطة يوم الثلاثاء والرئيس جورج بوش وقعا حزمة الدعم.
ويشير متوسط توقعات محللين الى أن بنك أوف امريكا سيحقق ارباحا فصلية تبلغ 19 سنتا للسهم لكن البعض توقع أن يمنى بخسائر.
غير ان من المتوقع ان يسجل سيتي جروب خسارة فصلية.
وأثار محللون مخاوف من امكانية تأميم بنك أوف أمريكا وسيتي جروب.
وسيأتي أي استحواذ فعلي حكومي عقب تحركات مشابهة شملت شركتي التمويل العقاري فاني ماي وفريدي ماك وبنوكا في بريطانيا وايسلندا. كما أممت الحكومة الايرلندية بنك انجلو ايرش يوم الخميس.
وأفادت محطة تلفزيون سي.ان.بي.سي بأن سيتي جروب نفى تكهنات باحتمال تأميمه. وامتنع متحدث باسم البنك عن التعليق.
وقال محللون ان الحكومة سترغب في تجنب تكرار انهيار بنك على غرار انهيار ليمان براذرز الذي اعتبر اعلان افلاسه في 15 سبتمبر ايلول محركا رئيسيا لتباطؤ واسع بالاقتصادات وأسواق الاسهم العالمية خلال الفترة المتبقية من العام.
وأعلن جي.بي مورجان تشيس اند كو بعض الانباء الايجابية يوم الخميس. فرغم أن البنك وهو ثاني أكبر البنوك الامريكية أعلن انخفاضا بنسبة 76 بالمئة في أرباحه الفصلية الا أن النتائج لا تزال أعلى من بعض التكهنات.
غير أن البنك رفع تقديراته للخسائر المحتملة من بطاقات الائتمان ووحدة واشنطن ميوتوال التي استحوذ عليها في سبتمبر الماضي.
وأغلق سهم جي.بي مورجان منخفضا 1.57 دولار أو 6.1 بالمئة عند 24.34 دولار.
وتراجع مؤشر كيه.بي.دبليو للبنوك ثمانية بالمئة وشمل ذلك انخفاض اسهم مارشال اند السلي بنسبة 26 بالمئة.
واثار احتياج بنك اوف امريكا لمساعدة حكومية تساؤلات بشأن ما اذا كان كينيث لويس الرئيس التنفيذي للبنك قد انخدع بشراء ميريل مقابل 19.4 مليار دولار وكانتري وايد فاينانشال أكبر بنك للرهون العقارية بالولايات المتحدة مقابل 2.5 مليار دولار في يوليو تموز.
في الوقت نفسه يتوقع أن يقلص فيكرام بانديت الرئيس التنفيذي لسيتي جروب حجم البنك بنحو الثلث بعد خسائر بلغت 20.3 مليار دولار في العام الذي انتهى في 30 سبتمبر. لكن المستثمرين يشعرون بالقلق من أن يضعف ذلك حصص المساهمين.
وقال تود ليون المسؤول بشركة كوين اند كو في نيويورك "لا توجد ثقة في بنك اوف أمريكا وسيتي."
كما عبر مشرعون عن القلق بشأن هشاشة الصناعة.
وقال السناتور الجمهوري بوب كوركر "سيطلبون مزيدا من الاموال. سيخسر نظامنا المصرفي مئات المليارات من الدولارات."
من باتريك ركر وجوناثان ستمبل
© Thomson Reuters 2009 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business