الجمعة، ١٦ يناير ٢٠٠٩

انقاذ الاقتصاد يتصدر جدول أعمال أوباما في أول مئة يوم

إنقاذ الاقتصاد يتصدر جدول أعمال أوباما في أول مئة يوم

Fri Jan 16, 2009 10:23am GMT

واشنطن (رويترز) - الهدوء والموهبة في الخطابة والوعد بأفكار جديدة كانت كلها من العوامل التي أسهمت في وصول باراك أوباما الى الرئاسة اذ وضع الامريكيون ثقتهم فيه لانقاذ الاقتصاد من أسوأ أزمة يشهدها منذ عشرات السنين.
والآن يريد الناس وأسواق المال معرفة ما اذا كان بامكانه تحقيق ذلك.
وسيرث أوباما عندما يؤدي اليمين الدستورية رئيسا للبلاد يوم الثلاثاء المقبل كسادا كبيرا ونظاما ماليا مدمرا وسوق اسكان منهارة وعجزا في الميزانيات يصل الى تريليون دولار.
ويبدأ أوباما عهده بادراك كامل أن وقف تدهور الاقتصاد هو أولويته الاولى في أول مئة يوم من رئاسته.
ومع اقتراب توليه السلطة -اذ لم يبق سوى أقل من أسبوع على خلافته للرئيس جورج بوش- يعمل أوباما مع المشرعين على وضع خطة تحفيز مالية قيمتها 825 مليار دولار ونجح في حشد التأييد للدفعة الثانية البالغة 350 مليار دولار من خطة الانقاذ المالي.
ووعد بعمل سريع لاصلاح النظام الرقابي في وول ستريت الذي ألقي عليه اللوم في أزمة الرهون العقارية عالية المخاطر ومجموعة من المشكلات التي قادت الى انهيار بنك الاستثمار ليمان براذرز العريق.
ولكن التحدي الأكثر الحاحا هو ضمان تأكيد تولي مرشحه لوزارة الخزانة تيموثي جيثنر الذي أثار اختياره جدلا بشأن أخطاء في حسابات ضرائبه الشخصية وشكوك بشأن تصاريح العمل لخادمته.
ولكن هناك مهمة أخرى تواجه أوباما وهي ادارة التوقعات الضخمة التي ينتظرها الناس منه.
وقال ويليام كيلور استاذ التاريخ في جامعة بوسطن "التوقعات من ادارة أوباما تجاوزت كل الحدود. فهو ينظر اليه باعتباره المخلص المحتمل للبلاد بأكثر من طريقة." وأضاف "وأيا كان ما سيحققه فانه سيظل أقل من التوقعات الاستثنائية التي ينتظرها الناس منه."
وقال روس بيكر استاذ العلوم السياسية في جامعة روتجيرز انه حتى اذا تم تمرير خطة الانقاذ بسرعة فان أثرها لن يظهر قبل عدة أشهر.
وأضاف "الاقتصاد لا يستجيب للصدمات الكهربائية... الناس تتصور أن بالامكان قيادته واعادته ببساطة الى مساره وهذا تصور غير واقعي بالمرة."
ويحاول أوباما الحد من بعض التوقعات.
ورسم أوباما في حديث أدلى به في الفترة الأخيرة وحث فيه على عمل عاجل بشأن خطة الانقاذ صورة قاتمة وحذر من معدل بطالة يتجاوز العشرة بالمئة وابلغ الامريكيين أن الازمة المالية "لا تشبه أي شيء شهدناه في حياتنا" في حين أكد على أن المشكلات لا يمكن حلها بين ليلة وضحاها.
ومما يزيد التوقعات المعلقة على أوباما المقارنة بينه وبين الرئيس فرانكلين روزفلت الذي تولى السلطة وقت ذروة الكساد العظيم وأثار حالة من الغموض حول " أول مئة يوم".
ومرر روزفيلت 15 تشريعا رئيسيا في الكونجرس في أول مئة يوم من حكمه شكلت الجزء الاكبر من شبكة الامان الاجتماعي الامريكية الحديثة.
ومثل روزفيلت يتمتع أوباما بأغلبية ديمقراطية في الكونجرس وتفويض شعبي من شأنه أن يعطي دفعة لجدول أعماله.
لكن كيلور ومؤرخين اخرين قالوا ان المقارنات بروزفيلت مبالغ فيها.
وقال ليو ريبوفو استاذ التاريخ في جامعة جورج واشنطن "الفرق كبير" وأشار الى انه عندما تولى روزفيلت السلطة عام 1933 كان الكساد مستمرا منذ ثلاث سنوات ونصف السنة وكان معدل البطالة يبلغ نحو 25 بالمئة أي أعلى بكثير من مستواه الراهن البالغ 7.2 بالمئة أو حتى من مستوى عشرة بالمئة الذي يخشى البعض الوصول اليه.
وأضاف أن التباطؤ الاقتصادي في سبيعينات القرن الماضي وأوائل الثمانينات هي الاقرب في التشبيه بما يجرى الان من الكساد العظيم. غير ان الديمقراطيين يرون ان مصلحتهم السياسية تشجيع المقارنات بفترة الثلاثينات للمساعدة في بلورة الدعم لجدول أعمال أوباما الاقتصادي.
وحدد أوباما منتصف فبراير شباط كموعد مستهدف لتمرير خطته لبرامج العمل العام وخفض الضرائب ومساعدة العاطلين واجراءات أخرى تهدف الى انعاش الاقتصاد.
وحددت لجنة في مجلس الشيوخ يوم الاربعاء موعدا مبدئيا للنظر في ترشيح جيثنر وستجرى مناظرة بعد ذلك ببضعة أيام بشأن طلب اوباما اجازة الدفعة الثانية من خطة الانقاذ التي تبلغ قيمتها 700 مليار دولار.
ويعتقد المحللون أن هذه الاولويات ستسبق قضايا أخرى مهمة على جدول الاعمال المحلي. ومنها اصلاح نظام الرعاية الصحية وتفعيل تشريع للحد من التغيرات المناخية وان كانت بعض عناصر مقترحات أوباما لتشجيع كفاءة استهلاك الطاقة متضمنة في خطة الانقاذ.
وقوبلت مناقشة خطة الانقاذ ببعض المقاومة الاسبوع الماضي اذ سعى الديمقراطيون لتعديل بعض البنود المتعلقة بالضرائب كما زادت توقعات ارتفاع العجز بدرجة كبيرة من توتر بعض المشرعين.
لكن المحللين يعتقدون أن الخطة ستتم الموافقة عليها في نهاية الامر وأن أوباما يتصرف بشكل صحيح بتعليق بعض أولوياته في الوقت الراهن.
وقال ريبوفو ان أوباما المعروف بجاذبية شخصيته يتعين عليه أن يسير على حبل مشدود بين الطموح والمبالغة في التمنيات.
واذا تمكن من ذلك -تمرير خطة الانقاذ وتجنب الوقوع في أخطاء كبيرة- ستعتبر المئة يوم الاولى من حكمه ناجحة.
من كارين بوهان
© Thomson Reuters 2009 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business