الأربعاء، ٢١ يناير ٢٠٠٩

الركود وانهيار السعر يسحبان البساط من نظرية "الذروة النفطية"

الركود وانهيار السعر يسحبان البساط من نظرية "الذروة النفطية"

Wed Jan 21, 2009 3:38pm GMT

لندن (رويترز) - قد لا يعاود الطلب على النفط نموه أبدا في الولايات المتحدة وأوروبا وأجزاء من اسيا الامر الذي سيخفف الضغط عن الامدادات والاسعار في الاجل الطويل مع تزايد استهلاك الوقود في الدول الصاعدة.
وكان صعود سعر النفط الى مستوى قياسي قرب 150 دولارا للبرميل العام الماضي عزز القلق من نفاد الاحتياطي العالمي وبدء تناقص المعروض وهو ما يعرف بنظرية "الذروة النفطية".
والان يثير ركود متفاقم وانهيار في سعر النفط قضية ما اذا كان الطلب لا العرض هو الذي يقترب من ذروته.
وبحسب بعض المحللين فان استهلاك النفط في الدول الصناعية أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مثل الولايات المتحدة واليابان وغرب أوروبا ربما بلغ الذروة بالفعل.
ويقول بيتر ديفيز كبير الاقتصاديين السابق لدى بي.بي والذي كان مسؤولا عن اعداد التقرير السنوي للشركة (المراجعة الاحصائية للطاقة العالمية) وهو عمل مرجعي أساسي "هناك احتمال معقول أن يكون طلب (دول) منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على النفط قد بلغ الذروة."
ومن بين اقتصادات دول المنظمة حافظت الولايات المتحدة على نمو قوي في الطلب على النفط بفضل توسع الاقتصاد وضعف الاهتمام بترشيد الاستهلاك في حين كانت أوروبا واليابان تسجلان تراجعات.
وقد يكون النمط الامريكي على وشك التغير مع تاكل الاستهلاك بفعل الركود. وبحلول الوقت الذي تستأنف فيه الدول الغنية تحقيق نمو اقتصادي ستكون جودها للحد من استهلاك النفط وكبح تداعيات ارتفاع درجة حرارة الارض قد بدأت تترسخ.
ويهدف باراك أوباما الذي أصبح الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة الى زيادة انتاج مصادر الطاقة البديلة في أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم.
وقال أنطوان هاف وفيرونيك لاشينسكي محللا الطاقة لدى نيو-ادج للسمسرة في تقرير " عدد متزايد من المحللين يتبنى فكرة أن الطلب الامريكي على النفط بلغ ذروته في 2007.
"من المرجح أن يرسخ انهيار السوق خسائر الطلب الحالية ليس في الولايات المتحدة فحسب بل في العالم بأسره."
لكن بلوغ طلب دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ذروته لن يخنق نمو استهلاك النفط عالميا في المستقبل المنظور وذلك في ظل نمو الاقتصادات الصاعدة وسعي ملايين الاشخاص الى تحسين مستوياتهم المعيشية.
وقال مسؤول كبيرة بشركة نفط طلب عدم كشف هويته "الغرب لم يعد يحكم العالم .. مهما يكن ما تفعله منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فانه لن يحول دون نمو استهلاك الطاقة عالميا نظرا لنمو الدول الصاعدة."
وكان صعود سعر النفط الى أكثر من 100 دولار للبرميل قبل عام قد عزز الاهتمام بنظرية ذروة المعروض النفطي.
ثم تلاشت القضية مع تاكل الطلب من جراء التباطؤ الاقتصادي مما يعني وفرة المعروض في الوقت الراهن وأن الاستهلاك هو مفتاح تشكيل المعنويات في سوق النفط.
وقال هاف من نيو-ادج "أصبح المصطلح (ذروة الطلب) رائجا على مدى العام الاخير لكن تطبيقا على منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لا الطلب العالمي.
"حتى فكرة حدوث تباطؤ في طلب الدول غير الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بما يحول دون تعويض أثر الانكماش في مناطق أخرى تمضي بالخيال بعيدا في هذه المرحلة."
ويعتقد البعض أن استهلاك النفط العالمي قد يبلغ ذروته في العقود القادمة مع مباشرة سياسات لمعالجة تغير المناخ.
وقال ديفيز الذي يعمل الان استشاريا بعد تقاعده من بي.بي العام الماضي "من المرجح ألا تتولد ذروة الطلب الا عن طريق تنفيذ فعال لسياسات تغير المناخ عبر جزء كبير من العالم.
"لا أتوقع حدوث هذا في غضون العقد القادم لكن بحلول ذلك الحين قد توضع السياسات التي ستفضي في نهاية المطاف الى ذروة الطلب."
من اليكس لولر وبيج ماكي
© Thomson Reuters 2009 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business