الثلاثاء، ٢٤ فبراير ٢٠٠٩

متاعب السياحة في مصر تزيد بالهجوم الدامي في القاهرة

متاعب السياحة في مصر تزيد بالهجوم الدامي في القاهرة

Tue Feb 24, 2009 3:01pm GMT

القاهرة (رويترز) - لم يكن هناك زبائن في محل العاديات الذي يملكه طارق السيد في السوق الذي يعود الى القرن الرابع عشر حين جلس يفكر في المستقبل الصعب.
فبدلا من الحافلات التي تنقل سائحين الى سوق خان الخليلي امتلات الساحة التي خارج محل السيد يوم الاثنين برجال الشرطة بعد يوم من هجوم بقنبلة في المنطقة أسفر عن مقتل مراهقة فرنسية واصابة 24 اخرين.
وقال أمام محله الذي يبيع نسخا من التحف المصرية القديمة "طبيعي أن يؤثر هذا علينا."
وأضاف "في هذا الوقت من النهار كانت الحافلات تأتي محملة بالسائحين الى هنا.. لكن اليوم الاوضاع هي كما ترى."
وقبل الهجوم كانت السياحة في مصر تقع تحت وطأة الازمة المالية العالمية التي حالت دون مجيء السياح.
ويقول محللون وعاملون في صناعة السياحة ان عائدات الفنادق ونسب الاشغال انخفضت مما أجبر بعض المنشات على الاستغناء عن عاملين أو اغلاق أبوابها.
ويثير احتمال زيادة البطالة مخاوف الحكومة التي تعتمد على السياحة في ايجاد وظائف مباشرة وغير مباشرة لنسبة 12.3 في المئة من قوة العمل والاسهام بنسبة سبعة في المئة من الناتج المحلي الاجمالي.
ويقول محللون ان البطالة يمكن أن تغذي نفس النوع من القلاقل الاجتماعية والاحتجاجات والاضرابات العمالية التي شهدتها مصر في السنوات الثلاث المنقضية حين تسبب النمو الاقتصادي السريع في دفع معدل التضخم الى 24 في المئة وهي نسبة لم تحدث منذ 16 عاما.
وقالت دانية درويش نائب رئيس أبحاث الاسهم في البنك الاستثماري المجموعة المالية هيرميس التي تتنبأ بأن عدد السائحين سينخفض عام 2009 بنسبة 18 في المئة الى 10.5 مليون سائح "بامكاننا أن نرى الكثير من الفنادق وهي تستغني عن عاملين فيها."
وأضافت أن معدلات الاشغال يمكن أن تنخفض الى ما دون 50 في المئة.
وفي مصر عدد من أهم المواقع التاريخية في العالم مثل الاهرام.
وتفتخر البلاد بشواطئها الرملية وشعابها المرجانية الرائعة بمحاذاة ساحل البحر الاحمر. وتأتي أغلبية السائحين من الدول الاوروبية مثل روسيا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا.
وفي خان الخليلي حيث تعج الشوارع الضيقة بالمحال التي تبيع كل شيء من المجوهرات الى المنتجات الجلدية وحلل الراقصات الشرقيات يقول التجار ان حركة البيع بطيئة هذا العام.
وقال ابراهيم محمود الذي لم يكن هناك زبائن في محله مثل السيد صباح اليوم التالي للهجوم "نحن متعودون على الفصال (المساومة) لكن الناس تعودوا على أن يشتروا في نهاية الامر... الان هم يساومون لكن (الكثير منهم) ينصرفون دون أن يشتروا أي شيء."
وقال باسيلي تواضروس الذي يدير متجرا قرب المتحف المصري في وسط المدينة ان تجارته انخفضت بنسبة حوالي 40 في المئة منذ بداية الازمة المالية في أوروبا.
وهو قلق أيضا ازاء أثر الهجوم الاخير في حي الحسين.
وقال "كل عملنا مع السائحين. هذه الاشياء تحدث وهي سيئة جدا لتجارتنا ولمصر."
وقال محللون ان هجوم يوم الاحد- وهو أول هجوم دام ضد السياح في مصر منذ عام 2006- بدائي ولا يرجح أن يكون اشارة الى عودة ظهور للتشدد الاسلامي على نطاق واسع.
وكانت الهجمات المتقطعة بالبنادق والقنابل في القاهرة عبر السنوات مرتبطة بالمتشددين. لكن أكبر جماعتين متشددتين في مصر أوقفتا الهجمات بعد أن تسبب قتل عشرات السائحين الاجانب في معبد فرعوني في هجوم بالاقصر عام 1997 في حالة غضب شعبية.
وقال بنك سي اي كابيتال في تقرير ان ذلك الهجوم تسبب في خفض عدد السائحين بنسبة 13 في المئة. وقال البنك ان صناعة السياحة انتعشت بسرعة وتسببت هجمات متشددين في دول أخرى في جعل اثر عدم الاستقرار في مصر "يقل ويكون قصير المدة."
ويقول مديرون في صناعة السياحة ان البطء الاقتصادي ضرب منتجعات البحر الاحمر مثل شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم وان ذلك يرجع لانخفاض قيمة اليورو والروبل الروسي والجنيه الاسترليني مقابل الجنيه المصري.
وقال رئيس المجموعة السياحية المصرية ايميكو ان وكالة روسية اعتادت احضار 20 ألف سائح أسبوعيا الى البلاد "خفضت من تجلبهم الان الى ألف في الاسبوع."
وقال "حين انخفض عدد السائحين الروس حدث ذعر بين مديري الفنادق."
وفي مرسى علم حيث الاعتماد على السائحين الروس والبريطانيين والايطاليين أغلقت ثلاثة فنادق أبوابها لانها لم تستطع تغطية نفقاتها بحسب أحمد بلبع رئيس جمعية مرسى علم التي تمثل فنادق جنوب سيناء.
وقال ان عائدات الفنادق انخفضت أيضا بسبب انخفاض قيمة العملات الاوروبية.
وتتوقع المجموعة المالية هيرميس انخفاض العائدات من السياحة بنسبة 15 في المئة الى 9.2 مليار دولار في السنة المالية التي تنتهي في يونيو حزيران وبنسبة 15 في المئة في السنة التالية.
ومع ذلك قال بعض السائحين ان مصر التي فيها كنوز أثرية مثل قناع الذهب لتوت عنخ امون تظل مقصدا سياحيا جاذبا برغم الازمة المالية والتهديدات الامنية.
وقال راجو راماراجو وهو هندي يبلغ من العمر 35 عاما يعمل لشركة نفط في دولة الامارات العربية "هذا مكان تاريخي وهذا هو السبب في أننا هنا."
وأضاف "كل انسان يود رؤية الاهرام."
من علاء شاهين وسارة توبول
© Thomson Reuters 2009 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business