الثلاثاء، ١٦ سبتمبر ٢٠٠٨

أزمة وول ستريت تزيل البريق عن حياة نيويورك المترفة

أزمة وول ستريت تزيل البريق عن حياة نيويورك المترفة

Tue Sep 16, 2008 10:50am GMT

نيويورك (رويترز) - يقول خبراء وأصحاب متاجر ان تدهور الاوضاع المتزايد في بورصة وول ستريت أثر على المجتمع التجاري في نيويورك فألحق أضرارا بالجميع من متاجر السلع الفاخرة الى المؤسسات الخيرية ومطاعم مانهاتن.
وفي ظل تأثر نيويورك بالفعل بضعف الاقتصاد الامريكي من انهيار بنك ليمان براذرز الى بيع منافسه ميريل لينش ونضال شركة امريكان انترناشونال جروب للتأمين ومقارها جميعا في مانهاتن زاد كل هذا من المخاوف حيث تقوم وول ستريت بتسريح مصرفيين من أصحاب الاجور المرتفعة فيما أخذ الاثرياء يرشدون انفاقهم.
ويقول ماثيو ميلر محرر قائمة أثرى أثرياء امريكا بمجلة فوربز "هؤلاء الناس سيضطرون الى بدء خفض بعض من نفقاتهم المسرفة...المارتيني الذي يدفعون مقابله 20 دولارا قد يتحول الى مارتيني من النوعية البالغ ثمنها 15 دولارا انها مسألة نسبية."
وأضاف "الكثير من أصحاب الملايين على الارجح قد لا يستطيعون شراء حقائب برادا لحبيباتهم في عيد الميلاد هذا العام."
ويقول أصحاب مطاعم وتجار تجزئة بالمدينة ان اكبر هزة تشهدها صناعة المال منذ الكساد الكبير ستفاقم من وضع صعب بالفعل.
ويمثل اجمالي الرواتب التي تدفعها وول ستريت نحو 35 في المئة من مجمل الرواتب والاجور التي تدفع في نيويورك. ويقول خبراء اقتصاد ان كل وظيفة في القطاع المالي تخلق من وظيفة الى أربع وظائف خدمية في شركات تتراوح من المتاجر الى المكاتب القانونية.
ويقول تشاك هانت نائب الرئيس التنفيذي لرابطة مطاعم ولاية نيويورك "هناك تراجع مؤكد في الاقتصاد وشراء (الطعام) من مطعم تقدير فردي. الناس غير مضطرين لتناول الطعام في المطاعم."
وأضاف "الشيء الوحيد الذي كان ناجحا بالنسبة لنا فيما يتعلق بالزبائن هو الاوروبيون الذين يأتون ويدفعون باليورو الاعلى قيمة بكثير من الدولار في هذه المرحلة."
وتقول ساري براون الرئيسة التنفيذية لمتاجر (لكس كوتور) التي تبيع سلعا بالتجزئة على الانترنت تصل أسعارها الى خمسة الاف دولار للقطعة ان الناس الذين يحاولون اتباع أحدث موضات الازياء يتسوقون الان بمزيد من المسؤولية.
وأضافت وهي على بعد بضعة أمتار من مبنى بنك ليمان بوسط البلدة "الناس يريدون التسوق لكن حتى الاثرياء يشترون بطريقة مختلفة...التسوق مثل المرض وهم يريدون الاستمرار في ممارسته وبالتالي يتسوقون بأسلوب مختلف."
وقد يضطر أصحاب الملايين في نيويورك الى اختيار وسائل نقل اكثر تواضعا. وقال ريكي سيتومر الرئيس التنفيذي لشركة بلو ستار جيتس التي تنظم رحلات فاخرة بطائرات خاصة ان زبائنه بدأوا يغيرون أساليب انفاقهم.
وأضاف "الاثرياء ما زالوا أثرياء. انهم اكثر حرصا فيما يتعلق بأموالهم ويتخذون قرارات اكثر حكمة...وفي غياب المعرفة بما يخبئه المستقبل خاصة مع وضع وول ستريت الحالي يبحث الناس عن بدائل أرخص تكلفة من السفر في طائرات خاصة."
ويشير ميلتون بيدرازا رئيس معهد الرفاهية وهو منظمة تجري ابحاثا على المستهلكين من ذوي صافي الدخول المرتفعة ان الاثرياء يبحثون عن بدائل للحفاظ على أنماط حياتهم مثل استئجار الاصول بدلا من امتلاكها.
وتابع بيردازا قائلا "الناس في وول ستريت قلقون للغاية وخائفون لانهم لم يشهدوا هذا من قبل. ليست المسألة أن الناس سيتوقفون عن الاستهلاك بل ان الناس لم يعودوا بحاجة الى امتلاك الاصول...انهم اكثر انجذابا للتجربة بدلا من الاصول والسلع."
وصرح مايكل بلومبرج رئيس البلدية ان نهوض المدينة مجددا سيستغرق وقتا.
وتابع قائلا "هناك شركات أخرى تواجه أسئلة جادة بشأن مستقبلها والشكوك في الاسواق تعني بكل الاحتمالات أننا لم نصل الى الحضيض بعد."
وعانت المؤسسات الخيرية نتيجة لمشاكل وول ستريت.
ويقول جيف تاورز من الصليب الاحمر الامريكي "هذا أسوأ مناخ لجمع التبرعات عملت فيه خلال مشواري العملي الذي يتجاوز 25 عاما في المنظمات التي لا تهدف للربح."
وأضاف أن اثار الاعصارين جوستاف وايك وحدها قد تصل الى 100 مليون دولار وحتى الآن لم تجمع المنظمة الا عشرة ملايين دولار فقط.
وقال مارك شاملي من رابطة خبراء مساهمات الشركات في العمل الاجتماعي انه في عام 2004 تبرعت شركات امريكية لمؤسسات خيرية بما وصل الى 1.5 في المئة من متوسط أرباحها قبل اقتطاع الضرائب لكن هذه النسبة تراجعت الى 0.7 في المئة.
وأضاف "مؤشراتنا تخبرنا أن من المتوقع أن تظل مساهمات الشركات في مجملها على مستواها او تنخفض انخفاضا طفيفا في الدورة المالية القادمة...غير أنه في ظل الاخبار الاخيرة المتعلقة بميريل لينش وليمان الاحتمال الاكبر أن تنخفض."
من ميشيل نيكولز ونيكول مايستري
(شاركت في التغطية كلوديا بارسونز)
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business