السبت، ٢٥ أكتوبر ٢٠٠٨

تصريحات غرينسبان تهوي بأسواق أوروبا وآسيا

تصريحات غرينسبان تهوي بأسواق أوروبا وآسيا


سي. إن. إن. العربية
25/10/2008
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) - انخفضت الأسهم الأوروبية بشدة، بعد إغلاق أسواق آسيا على هبوط حاد الجمعة، مدفوعة بتصريحات صادرة عن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المصرف المركزي الأمريكي) ألان غرينسبان بأن الولايات المتحدة الأمريكية في "خضم تسونامي ائتماني" مقراً أنه "ذهل" عندما "انهار" النظام المالي، وأنه مازال لا يفهم كيف حدث ذلك بالظبط.
ففي بورصة باريس تراجع مؤشر "كاك" بـ4.9 في المائة، بينما خسر مؤشرا "داكس" الألماني في فرانكفورت 5.3 في المائة، كذلك فقد مؤشر FTSE البريطاني لأسهم مائة شركة 5.1 في المائة.
وفي أسواق آسيا، هوى مؤشر نيكاي القياسي للأسهم اليابانية في نهاية جلسة التداول ببورصة طوكيو الجمعة، بقرابة ثمانية آلاف نقطة أو ما يعادل 9.6 في المائة ليسجل أدنى مستوى له منذ خمسة أعوام ونصف العام.
كذلك أغلق مؤشر "كوسبي" في سيؤول على تراجع بلغ 10.6 في المائة، بينما هوى مؤشر "هانغ سنغ" في هونغ كونغ بـ4.6 في المائة.
تراجع الأسهم الآسيوية تأثر أيضاً بتخفيض شركة "سوني" توقعاتها للأرباح المرتقبة إلى النصف.
غرينسبان: أمريكا في "خضم تسونامي ائتماني"
مع انطلاق قمة إقليمية تضم زعماء من آسيا وأوروبا في العاصمة الصينية بكين الجمعة، تهدف إلى معالجة الأزمة المالية العالمية، حذّر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق (المصرف المركزي الأمريكي) ألان غرينسبان من أن الولايات المتحدة الأمريكية في "خضم تسونامي ائتماني" وإن كانت ستخرج منه بنظام مالي أكثر متانة.
غرينسبان الذي رأس مجلس الاحتياطي بين الأعوام 1987 حتى 2006 قال في شهادته الخميس أمام لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي التابعة لمجلس النواب الأمريكي، إنه مهما كانت التغييرات الرقابية التي اتخذت للتصدي للأزمة المالية، فأنها ستكون محدودة مقارنة بالتغيير الظاهر فعلاً في أسواق المال حالياً.
وأقر المسؤول المخضرم -الذي ينتقده محللون بأنه كان بإمكانه تفادي الأزمة الراهنة لو كان شدد الأنظمة التي تتحكم بنشاط السوق- بأنه اقترف خطأ خلال ولايته بالظن أن المقرضين كانوا أكثر فعالية من أنظمة الرقابة بحماية مصالحهم مضيفاً بأنه "ذهل" عندما "انهار" النظام المالي.
وقال غرينسبان إنه مازال لا يفهم كيف حدث ذلك بالظبط.
يُشار إلى أن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق كان قد دعم خطة الإنقاذ المالي التي اقترحتها الإدارة الأمريكية البالغة 700 مليار دولار والتي نالت موافقة الكونغرس من أجل شراء الأصول المتعثرة المرتبطة بأزمة الرهن العقاري من المصارف المتضررة أو شراء أسهم الشركات المتعثرة.
في الغضون يأمل قادة العالم أن تساعد قمة بكين بالتوصل إلى اتفاق حول كيفية التعاطي مع الأزمة المالية العالمية استباقاً لقمة ستعقد في واشنطن في الـ15 من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، يحضرها زعماء مجموعة الـ20 التي تضم الدول الصناعية الرئيسية والاقتصاديات الصاعدة، دعا لها الرئيس الأمريكي جورج بوش.
بموازاة ذلك، ناقش زعماء آسيا وأوروبا الخميس في بكين، الحلول للقضاء على الفوضى المالية التي تجتاح العالم.

وصرح الرئيس الصيني هو جينتاو في اجتماع مع نظيره الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو "بأن الوضع الاقتصادي الحالي في العالم كئيب ومعقد."
وقال إن "الأسواق الصاعدة والدول النامية تواجه مخاطر مالية، وطلب أجنبي ضعيف، وتضخم متصاعد" في إشارة إلى الأزمة المالية الحالية التي سببتها أزمة الائتمان الأمريكية.
وتوفر قمة اجتماع آسيا - أوروبا "أسيم" فرصة مؤاتية لزعماء المنطقتين للالتقاء وجها لوجه لبحث الحلول للأزمة.
وذكّر رئيس المفوضية الأوروبية خوسية مانويل باروزو في مؤتمر صحفي الخميس "إما أن نغرق معا، أو نسبح معا."
وقال رئيس الوزراء البرتغالي السابق للصحفيين عقب وصوله إلى بكين "إننا نحتاج إلى استجابة عالمية منسقة لاصلاح النظام المالي العالمي. إننا نعيش أوقاتا غير مسبوقة، ونحتاج إلى مستويات غير مسبوقة من التنسيق العالمي."
يضم "أسيم" الذي اطلق كآلية حوار غير رسمية عام 1996 حاليا 45 عضوا تمثل أكثر من 50 بالمائة من اجمالي الناتج المحلي في العالم.
ويمثل الجانب الأوروبى دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 والمفوضية الأوروبية. ويمثل آسيا الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا "الآسيان" زائد الصين، واليابان، وجمهورية كوريا، والهند، وباكستان، ومنغوليا، وأمانة الآسيان، وفق وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا."
ومع انشغال العالم بالاضطراب المالي، تجذب القمة التي تستغرق يومين اهتمام الزعماء أيضا بموضوعات أخرى مثل الطاقة، وتغير المناخ، وأمن الغذاء.
وستقدم الصين اقتراحا حول بناء شبكة مدن بيئية في آسيا، بينما تقدم فرنسا، التي تتولى الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد الأوروبي، بيانا حول تغير المناخ.
كما وفرت القمة التي تعقد كل عامين فرصة للدولة المضيفة الصين، لتعزيز علاقاتها مع اعضاء "أسيم" حيث انهمكت القيادة العليا للبلاد في لقاءات فردية مكثفة الخميس.
وإثر اجتماع رئيس الحكومة الصينية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، صرح جياباو "أن الصين وألمانيا تقومان بإحياء علاقاتهما."
يُذكر أنه يُنظر إلى زيارة ميركل على نطاق واسع بأنها تهدف إلى إصلاح فترة استغرقت عاما توترت فيها العلاقات، بسبب اجتماعها مع الدالاي لاما في سبتمبر/ أيلول 2007.
كما وقعت الصين وسنغافورة اتفاقية تجارة حرة لتعزيز اقتصادهما.
من جهة أخرى ورداً على سؤال حول السبب في عدم اشتراك الولايات المتحدة في القمة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جيان تشاو "إنه لا توجد مشاعر مناهضة للولايات المتحدة داخل اسيم."
وقال "إن كل أعضاء اسيم يقدرون التعاون مع الولايات المتحدة، وخاصة في مواجهة الأزمة المالية الحالية."

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business