السبت، ٢٥ أكتوبر ٢٠٠٨

دول الخليج تقول الأزمة المالية تجعل الوحدة النقدية أمرا مُلحاً

دول الخليج تقول الأزمة المالية تجعل الوحدة النقدية أمرا مُلحاً

Sat Oct 25, 2008 4:31pm GMT

الرياض (رويترز) - قالت دول الخليج العربية انها اتخذت بالفعل خطوات كافية للتعامل مع تأثير الأزمة المالية العالمية لكن اضطراب الأسواق العالمية جعل خطتها للوحدة النقدية أكثر إلحاحا.
وعقد وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لدول الخليج العربية اجتماعا طارئا يوم السبت للتوصل الى استجابة مُنسقة على الأزمة المالية العالمية التي تهدد بتقويض طفرة اقتصادية تشهدها المنطقة منذ ست سنوات.
وخرج مسؤولو الدول التي تجهز لعملة موحدة بحلول عام 2010 من الاجتماع دونما تصريحات تذكر عن سبل التعاون فيما بينهم.
وقال وزير المالية القطري يوسف كمال عقب الاجتماع الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض "التأثيرات المحتملة للازمة العالمية نستطيع التعامل معها من خلال الاجراءات التي اتخذناها بالفعل.
"الازمة تثبت مدى حاجتنا الى عملة موحدة وأن يكون بنك مركزي موحد هو الهيئة المشرفة."
وتضمن جدول أعمال الاجتماع مناقشة خطوات جديدة لتعزيز الثقة في القطاعات المصرفية لدول مجلس التعاون الخليجي الى جانب مراجعة خطط الاستثمار في المنطقة.
وحتى الآن تبنت السعودية والامارات العربية المتحدة وأربع دول خليجية أخرى سياسات منفصلة للحد من ضغوط أزمة السيولة العالمية على قطاعاتها المصرفية.
وعمدت بعض دول الخليج الى ضمان الودائع المصرفية وتخفيف قيود الاقراض وتوفير اليات تمويل طارئة واستثمار المال في الاسهم المتراجعة.
وقال بول جامبل مدير الابحاث لدى جدوى للاستثمار في الرياض "لا تنسيق في اعلانات السياسة حتى الآن."
وعقب اجتماع يوم السبت لم يقدم صناع السياسات الخليجيون تفاصيل كثيرة وكان من المقرر أن يعقدوا اجتماعا مع العاهل السعودي الملك عبد الله.
وقال كمال "نبدي استعدادنا للتنسيق الدائم فيما بيننا جميعا .. هذا التنسيق يجب أن يستمر بين محافظي البنوك المركزية بصفة خاصة لمراقبة الوضع."
ويعصف الاضطراب العالمي بمنطقة الخليج بعدما سمحت ست سنوات من ارتفاع أسعار النفط لدول المنطقة والمستثمرين من القطاع الخاص بضخ مليارات الدولارات في مشاريع للصناعة والبنية التحتية.
وتجاهد البنوك الآن لتمويل هذه المشاريع مما حدا بخبراء اقتصاد وصناع سياسات الى توقع إرجاء مشاريع والغاءات والتكهن بتراجع النمو الحقيقي مع خفض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) انتاج النفط الخام.
وتراجعت أسعار الخام أكثر من النصف منذ سجلت مستويات قياسية فوق 147 دولارا للبرميل في يوليو تموز بل وفقدت نحو أربعة دولارات أمس الجمعة رغم اتفاق منظمة أوبك على خفض الانتاج 1.5 مليون برميل يوميا.
ويقول جدول أعمال الاجتماع ان التراجع الاقتصادي الامريكي والاوروبي سيكون له تأثير سلبي على ميزان المدفوعات في دول مجلس التعاون الخليجي وقد تضمن مناقشة حالة ذعر محتملة بين مواطني دول المجلس على ودائعهم المصرفية وتأثير انخفاض ايرادات النفط على النمو الاقتصادي.
وتأثرت بالفعل ثقة المستثمرين في المنطقة. وهوت البورصة السعودية أكثر من ثمانية بالمئة في معاملات يوم السبت وقد خسرت بالفعل أكثر من 44 في المئة هذا العام.
وفي غضون ذلك تستثمر صناديق سيادية الثروة النفطية في أنحاء العالم بما في ذلك بعض الصفقات الضخمة في الأسهم الامريكية التي تراجعت بدرجة كبيرة في خضم اضطرابات الأسواق العالمية.
وتحدث صناع السياسات عن سبل تعزيز دور الحكومة في القطاع المالي وإعادة النظر في سياسات الاستثمار الاجنبي لدول الخليج ودراسة سبل ضمان استقرار سوق النفط العالمية حسبما أفاد جدول أعمال الاجتماع.
وكان تلفزيون العربية أورد في وقت سابق أن صناع السياسات الخليجيين سيناقشون توجيه مزيد من الاموال الحكومية الى الاسهم والحسابات المصرفية لتعزيز الثقة. ولم تورد القناة الاخبارية مصدرا لمعلوماتها.
من أندرو هاموند وسهيل كرم
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business