الخميس، ٢١ أغسطس ٢٠٠٨

المصاعب الاقتصادية تفصل سيدني إلى شطرين

المصاعب الاقتصادية تفصل سيدني إلى شطرين

Thu Aug 21, 2008 8:38am GMT

سيدني (رويترز) - هذه قصة مدينتين. فهناك سيدني المزدهرة ذات الشاطئ الخلاب الذي ترصعه المقاهي والمطاعم الراقية والمنازل والشقق التي تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات.
وهناك ايضا سيدني الاخرى وهذه لا وجود لها على مطبوعات الترويج السياحي وهي تمتد غربا ويقطنها القسم الاكبر من سكان المدينة البالغ عددهم ستة ملايين نسمة يعانون من تداعيات أزمة الائتمان العالمي وارتفاع الفائدة لاعلى مستوى في 12 عاما عند 7.25 بالمئة ومن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود بينما تتراجع أسعار بيوتهم.
ومثلما هو الحال في باقي أنحاء استراليا التي نعمت بنمو اقتصادي مستمر طوال 17 عاما متصلا وطفرة في المساكن في الاعوام الاخيرة فان سيدني تشهد الان اقتصادا يمضي بسرعتين متفاوتتين ويبدو أن الهوة بين الفائزين والخاسرين في هذا الاقتصاد اخذة في الاتساع.
وأظهر مسح أجرته مؤسسة فوجيتسو كونسلتنج مع ويزارد لقروض المساكن مؤخرا أنه بنهاية عام 2008 سيعاني عدد يقدر بنحو مليون أسرة استرالية من مشاكل تتعلق بالرهن العقاري وأنه سيتعين عليها دفع 30 بالمئة أو أكثر من دخلها لسداد اقساط الرهن العقاري.
ويعاني مئات الالوف من أصحاب المساكن من مشاكل حادة تتعلق بالرهن العقاري ولا يستطيعون الوفاء بالاقساط في الموعد المحدد.
يقول مارك بوريس رئيس مجلس ادارة ويزارد لقروض المساكن "المؤسف أنه بحلول عيد الميلاد نتوقع أن يعاني مليون استرالي من متاعب بسبب الرهن العقاري. وهذا عدد هائل من الناس الذين قد يواجهون شبح فقد منازلهم ما لم يكن هناك حل جذري."
وتقول دراسة اجرتها جامعة نيو ساوث ويلز عن سيدني أكبر مدن استراليا ان متوسط القسط الشهري للرهن العقاري في المدينة زاد اكثر من 40 بالمئة خلال السنوات الخمس الماضية.
وذكرت الدراسة أن اصحاب المساكن في الضواحي الغربية مثل كانتربري وبانكستاون واوبرن يدفعون أكثر من 40 بالمئة من دخلهم لسداد اقساط الرهن العقاري. في الوقت نفسه زاد دخل قاطني الاحياء الشرقية والشمالية الاكثر ثراء بما يضمن سداد الاقساط الاعلى للرهونات.
وقالت الدراسة التي أعدها مركز ابحاث سيتي فيوتشرز في الجامعة بعنوان "مدينتنا المتغيرة" ازدادت سيدني ثراء في أول خمس سنوات من القرن الجديد ولكن الثروة الجديدة لم تتوزع بشكل عادل على الاطلاق."
وتزداد حالات سحب المساكن من أصحابها لعدم قدرتهم على سداد الاقساط وحالات افلاس الافراد في غرب سيدني وفي حين يعرض بعض الملاك بيوتهم للبيع فان تراجع أسعار المساكن يتركهم مثقلين بديون هائلة للبنوك.
وفي حين قد يعاني سكان الاحياء الموسرة بشرق وشمال سيدني والمناطق الغربية الداخلية منها من مستويات عالية للرهن العقاري قد تصل الى عدة ملايين من الدولارات فان مساكنهم تحتفظ بقيمتها على النقيض من بعض الاحياء الغربية التي هبطت فيها أسعار المساكن ما بين 20 و 50 بالمئة.
وتقول مؤسسة استراليا بروبرتي مونيتورز ان أسعار المساكن في سيدني انخفضت 2.1 بالمئة في الربع الثاني من هذا العام في أكبر انخفاض منذ عام 2004 وستشهد انخفاضا سنويا بنسبة 8.4 بالمئة.
وفي يونيو حزيران كان متوسط سعر المنزل في سيدني يبلغ رسميا 542 ألف دولار أسترالي (471 ألف دولار أمريكي) ولكن هذا الرقم لا يمكن أن يشتري أي منزل قرب حي بونجي الراقي في شرق العاصمة حيث يزيد السعر المبدئي للمنزل عن مليون دولار استرالي.
ولم يكن ارتفاع أسعار الفائدة الى 12 بالمئة منذ عام 2002 العامل الوحيد الذي قسم سيدني ولكن ساهم في ذلك أيضا ارتفاع نفقات المعيشة حيث يتوقع البنك المركزي أن يصل التضخم الى خمسة بالمئة بنهاية العام.
وأدت الطفرة الاقتصادية في استراليا الى ارتفاع ديون البطاقات الائتمانية الى نحو 44 مليار دولار استرالي.
وتقول مؤسسة فوجيتسو انه في حين أن خمسة بالمئة فقط من الاستراليين الذين يعانون من مشاكل في الرهن العقاري سيتخلفون عن سداد الاقساط فان كثيرين غيرهم سيتفادون الحجز على منازلهم عن طريق بيعها واللجوء الى استئجار مساكن اخرى.
لكن سيدني تعاني بالفعل من أزمة ايجارات مع نقص المعروض وارتفاع عدد السكان مما أدى الى ارتفاع الايجارات بنسبة 15 بالمئة خلال العام الماضي. وتتردد في السوق قصص عن أصحاب مساكن ضاعفوا الايجارات الى مثليها خلال الشهور الستة الماضية.
(الدولار الامريكي يساوي 1.15 دولار استرالي)
من مايكل بيري
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business