الثلاثاء، ٣٠ سبتمبر ٢٠٠٨

مجلس النواب الأميركي يرفض خطة إنقاذ القطاع المصرفي والأزمة تتسع

مجلس النواب الأميركي يرفض خطة إنقاذ القطاع المصرفي والأزمة تتسع
مونت كارلو
30/09/2008

واشنطن (ا ف ب) - رفض مجلس النواب الاميركي الاثنين خطة انقاذ المصارف التي تقدمت بها ادارة الرئيس جورج بوش مسببا بذلك تفاقم الازمة المالية العالمية مما ادى الى تراجع اسواق المال وبورصة نيويورك التي شهدت هبوطا حادا بينما تتسارع اعلانات افلاس مؤسسات مالية في اوروبا.
وخلافا لكل التوقعات صوت النواب الاميركيون ب228 صوتا مقابل 205 ضد خطة وزير الخزانة هنري بولسون التي تنص على تخصيص 700 مليار دولار لامتصاص الديون الهالكة التي تراكمت لدى المصارف اثر ازمة الرهن العقاري.
وجاء هذا التصويت غير المنتظر غداة اتفاق بين الادارة وكبار قادة الكونغرس. وقد ادى الى هبوط وول ستريت التي تراجعت 6,71% عند الاقفال وهي خسارة لا سابق لها وتبلغ حوالى 800 نقطة.
ويبدو مآل العملية غير واضح. فقد عبر الرئيس بوش عن "خيبة امله" بقرار النواب واعلن انه سيعمل "مع اعضاء الكونغرس وقادتهم حول طريقة لتحقيق تقدم". واضاف انه يتوقع ان يقر البرلمانيون هذه الخطة في نهاية المطاف.
من جهتها اكدت الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي ان الامر لن يتوقف عند رفض الخطة بل "يجب العمل لتحقيق تقدم". اما بولسون فقد اكد بعد لقاء مع بوش في البيت الابيض "علينا العمل في اسرع وقت ممكن. يجب ان نفعل شيئا ما". واضاف ان "الرهان مهم جدا ولا نسمح لانفسنا بالفشل" مشيرا الى "التوتر في الاسواق المالية في جميع انحاء العالم".
وعلى كل حال لن يجري تصويت جديد على الخطة قبل الخميس على الارجح لان الكونغرس في عطلة نظريا الثلاثاء والاربعاء بمناسبة رأس السنة اليهودية.
وجاء رفض الخطة من جانب جمهوريي الادارة في الكونغرس الذي تهيمن عليه غالبية ديموقراطية. وقد رفض الخطة اثنان من كل ثلاثة جمهوريين. وينتقد الجمهوريون بشدة خصوصا تدخل الدولة في القطاع الخاص بشكل لا سابق له في تاريخ الولايات المتحدة.
وشهد مجلس النواب مناقشات حادة. وقال نائب جمهوري "اننا نقوم بتكريس الملك هنري" بولسون. وقبل التصويت على الخطة هيمن التشاؤم على الاسواق بعد اسبوعين من ازمة مالية تتخللها اعلانات شبه يومية عن افلاس مصارف.
وقال اندريا كرامر المحلل في مجموعة "شيفرز" ان "تبني هذا القانون يمكن الا يكون كافيا لاعادة الثقة".
وعبر المرشح الديموقراطي للرئاسة الاميركية باراك اوباما عن ثقته في تبني الخطة على الرغم من رفضها امس ودعا الاسواق الى الهدوء.
وقال اوباما في تجمع انتخابي في ويستمينستر (كولورادو غرب) انه تحدث هاتفيا مع وزير الخزانة هنري بولسون والرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي واعضاء آخرين في الكونغرس موضحا انهم "ما زالوا يحاولون العمل على هذه الخطة". واضاف "انني واثق اننا سنتوصل الى ذلك لكن قد يكون الامر صعبا قليلا".
من جهته دعا المرشح الجمهوري للرئاسة جون ماكين الكونغرس الى العودة الى طاولة المفاوضات. وقال في لقاء مع صحافيين في دي موين (ايوا وسط) انه "ليس وقت الاهتمام بالمذنبين بل وقت الاهتمام بالمشاكل".
وقد امتدت لائحة ضحايا هذا النقص في السيولة بين المصارف. فبعد انقاذ المجموعة الهولندية البلجيكية "فورتيس" من قبل القطاع الحكومي اشترت مجموعة "سيتي غروب" برعاية السلطات الاميركية "واشوفيا" رابع مصرف في الولايات المتحدة.
وجاء افلاس واشوفيا بعد افلاس مصرف ليمان براذزرز وشراء "ميتيوال واشنطن" وميريل لينش وتمويل مجموعة "ايه آي جي".
وفي بريطانيا التي رأى رئيس حكومتها غوردن براون ان تصويت الكونغرس "مخيب جدا للآمال" قررت الحكومة تأميم مصرف "برادفورد وبينغلي" والتخلي عن افضل اصوله للمجموعة الاسبانية سانتاندر.
وبعد فورتيس التي اممتها دول البينيلوكس (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ) يثير المصرف الفرنسي البلجيكي "ديكسيا" قلقا. وقد تراجع سعر سهمه 28,50% ليبلغ 7,20 يورو في بورصة باريس.
ويفترض ان يلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم رؤساء المصارف وشركات التأمين الفرنسية الكبرى للبحث في اوضاع مؤسساتهم.
وفي المانيا نجت مجموعة "عيبو ري استيت" في اللحظة الاخيرة من الافلاس بفضل قرض بقيمة 35 مليار يورو تضمن الجزء الاساسي منه الدولة.
وفي روسيا اعلن رئيس الوزراء فلاديمير بوتين ان اجراءات لدعم المصارف ستتخذ قريبا. وانفقت المصارف المركزية مليارات الدولارات لتجنب توقف النظام المالي. وقد ضاعف الاحتياطي الفدرالي الاميركي الاموال التي يخصصها للمصارف المركزية الاخرى لتتمكن من تقديم قروض للمصارف لتبلغ 620 مليار دولار.
واعلن المصرف المركزي الاوروبي انه سيقرض المصارف التجارية 120 مليار يورو لمدة 28 يوما.
من جهة اخرى وبقياس الاقتصاد الحقيقي اعلنت واشنطن ان الاستهلاك بقي مستقرا في آب/اغسطس مما يدل على ان اموال الضرائب التي اعيدت الى الاسر كانت مجدية.
وتراجعت اسعار النفط اكثر من عشر دولارات في نيويورك اثر رفض الخطة. واغلق برميل النفط الخفيف على 96,37 دولارا مساء الاثنين في نيويورك.
وواصلت اسعار النفط تراجعها في المبادلات الالكترونية في آسيا الثلاثاء. ففي المبادلات الصباحية تراجع سعر برميل النفط المرجعي الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم تشرين الثاني/نوفمبر 73 سنتا ليبلغ 95,64 دولارا.
اما سعر برميل خام برنت النفط المرجعي لبحر الشمال تسليم تشرين الثاني/نوفمبر فقد انخفض 54 سنتا ليبلغ 93,44 دولارا. وكان سعر البرنت تراجع 9,56 دولارات الاثنين ليغلق على 93,98 دولارا.
كما تشهد اسواق المال في آسيا الثلاثاء يوما اسود. فقد اغلقت بورصة طوكيو اليوم تراجع بنسبة 4,12%. وتراجع مؤشر نيكاي 483,75 نقطة ليغلق على 11259,86 نقطة ادنى مستوى يسجله منذ اكثر من ثلاثة اعوام.
من جهة اخرى اعلن بنك اليابان الثلاثاء ضخ ثلاثة آلاف مليار ين (19,5 مليار يورو) في النظام المصرفي الياباني لمساعدة المؤسسات المالية على مواجهة النقص في السيولة الناجم عن الازمة العالمية المالية.
وكالة فرانس برس © 2008

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business