الثلاثاء، ١٧ فبراير ٢٠٠٩

جدل في ألمانيا حول سبل إنقاذ شركة "أوبل" لصنع السيارات

جدل في ألمانيا حول سبل إنقاذ شركة "أوبل" لصنع السيارات
دويتشه فيله
17/2/2009

يحتدم الجدل في ألمانيا حول سبل إنقاذ شركة اوبل من الأزمة المالية، التي تتخبط فيها. ففي الوقت الذي يطالب فيه البعض بفصل أوبل عن شركتها الأم ومشاركة الحكومة فيها، يرفض البعض الآخر ذلك خوفا من تحول أوبل إلى شركة حكومية

احتدم النقاش في ألمانيا حول مصير شركة "أوبل" لصناعة السيارات، في الوقت الذي تحاول فيه الشركة الأمريكية الأم جنرال موتورز الحصول على قروض من الحكومة الأمريكية بهدف الحفاظ على بقائها. ومن ضمن الإجراءات المحتملة لإنقاذ شركة "أوبل"، اقترحت حكومة ولاية شمال الراين واستفاليا فصل شركة أوبل عن شركتها الأمريكية الأم جنرال موتورز وشراء حصص منها، على غرار شركة فولكسفاغن الألمانية، التي تمتلك حكومة ولاية سكسونيا السّفلى 20 بالمائة من رأس مالها.

فصل أوبل عن شركتها الأم بهدف إنقاذها:
في هذا الإطار أكد الخبير في قطاع السيارات الألماني والأستاذ في جامعة دويزبورغ الألمانية فيرديناند دودنهوفر أن شركة جنرال موتورز الأمريكية العملاقة لصناعة السيارات لا تحظى بفرص للاستمرار. وقال دودنهوفر في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الشركة الأمريكية مستمرة في خسارة أسواقها منذ عقود ولا تقدم موديلات قوية وتعيش فقط على التخفيضات التي تقدمها. وأضاف دودنهوفر "لا أعتقد أن شركة جنرال موتورز ستنجح في الاستمرار وعدم الإفلاس". وعلى خلفية ذلك يرى دودنهوفر أنه من صالح شركة "أوبل" الانفصال عن الشركة الأم جنرال موتورز.
ويرى دودنهوفر أن فصل فروع شركة جنرال موتورز الأوروبية عن الشركة الأم وتسويقها باسم "أوبل" سيكون حلاً أفضل، مشيراً إلى السمعة الطيبة التي تتمتع بها "أوبل" في الأسواق العالمية. كما أكد الأستاذ الألماني أن تداول أسهم شركة "أوبل" الجديدة في البورصة سيعود بسيولة ضرورية للشركة الأم وأن باستطاعة شركة "جي.أم" الاحتفاظ بنسبة 30 إلى 40 من أسهم "أوبل" الجديدة وبذلك الإبقاء على نفوذ لها بالشركة. لكن رئيس ولاية بادن فورتينبيرغ الألمانية غونته أوتينغه يرفض مشاركة حكومية في شركة "أوبل" على غرار شركة "فولكسفاغن" الألمانية، بحسب الصحيفة الألمانية "هنوفيرشه ألغيمانه تسايتونغ".
وفي تطوّر آخر، حذّر ميشائيل فوكس، خبير الحزب المسيحي الديمقراطي للشؤون الاقتصادية في البرلمان الألماني، من تبعات المشاركة الحكومية في شركة "أوبل"، ففي حديث له مع الصحيفة الألمانية "فيست دويتشه تسايتونغ" قال ميشائيل فوكس متسائلاً: "ماذا نفعل إذا ما طلبت منا شركات أخرى مثل فورد أو شركة بي.أم.في المساعدة؟".

فرص البقاء من دون مساعدة خارجية:
في حين، طالب رئيس ولاية شمال الراين واستفاليا يورغين روتغيرس في حديث له مع القناة التلفزيونية الألمانية الأولى كل الأطراف بذل مزيد من الجهود لإنقاذ شركة "أوبل". وأشار روتغيرس أن كلا من شركتي "أوبل" و "ج.أم" ليس بإمكانهما الحفاظ على بقائهما من دون مساعدة خارجية. وأكد رئيس ولاية شمال الراين واستفاليا على ضرورة تقديم خطة إنقاذ واضحة لدعم الشركتين اللتين تتخبطان في خضم الأزمة المالية العالمية. ويُشار في هذا السّياق إلى أن روتغيرس يقوم بزيارة رسمية في الولايات المتحدة تستغرق أسبوعا، وتركز الزيارة على إجراء محادثات ثنائية تشمل، إلى جانب تداعيات الأزمة المالية العالمية، خاصة مصير ومستقبل قطاع صناعة السيارات، ذلك أن 83 ألف شخص يعملون في ولاية شمال الراين واستفاليا في قطاع صناعة السيارات.
من جهته، أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير على ضرورة بذل كلّ الجهود بهدف إنقاذ أماكن العمل في أوروبا، وذلك في إشارة إلى فروع الشركة الأمريكية جنرال موتورز في كلّ من انجلترا وبلجيكا وإسبانيا وبولندا.
كما قال وزير المالية الألماني بير شتاينبروك من جانبه: "إن ليس بإمكان الدولة على المدى البعيد تقديم الدعم المالي للشركات التي تواجه صعوبات"، مشدداً في الوقت نفسه على أنه بإمكان الدولة تقديم يد المساعدة إلا لفترة قصيرة. كما اشترط شتايبروك على الشركة، التي ترغب في الحصول على دعم حكومي، تقديم خطّة إعادة هيكلة قبل الحصول على أي مساعدات حكومية. أما فيما يتعلّق بشركة "أوبل" فقد قال شتاينبروك: "في حال تقديم دعم مالي من قبل الحكومة، فإنه يتعين على الشركة استثمار هذه الأموال في الفروع الألمانية" لإنقاذ وظائف العاملين في فروع شركة "أوبل"، والذين يتوزعون على أربعة مدن ألمانية، هي بوخوم في ولاية شمال الراين واستفاليا، إلى جانب كايزيرسلاوتيرن في ولاية راينلاندبفالس إضافة إلى آيزيناخ في ولاية تورينغن وروسيلسهايم في ولاية هيسن.

انقسام في آراء المعارضة:
أما الآراء لدى أحزاب المعارضة فقد انقسمت بين مؤيد لمشاركة حكومية في شركة "أوبل" وبين رافض لها. ففي الوقت الذي أيد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الخضر فريتس كون مشاركة حكومية في "أوبل" لفترة مؤقتة، أعلن نائب رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي راينه بروديرله رفضه لمثل هذه الخطوة، مشدداً على أن: "صنع السيارات ليس من مهام الدولة، وإنما مهمتها تكمن في توفير ظروف مناسبة تشجع على الاستثمار في هذا القطاع". ولفت السياسي الليبرالي إلى أنه يتعين على الحكومة التفكير في سبل إنقاذ وظائف العاملين في هذا القطاع، مؤكدا على "ضرورة ألا تتحول شركة أوبل إلى شركة حكومية"، بحسب ما أوردته الصحيفة الألمانية برلينه تسايتونغ.
تجدر الإشارة إلى الحكومة الأمريكية ستضخ أربعة مليارات دولار إضافية لدعم الشركة الأمريكية الأم جنرال موتورز، التي كانت حصلت على 9.4 مليار دولار في شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني الماضيين.


دويتشه فيله + وكالات (ش.ع)

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business