الأربعاء، ١٧ سبتمبر ٢٠٠٨

وعدت بحقبة جديدة ـ جنرال موتورز تحتفل بمئويتها في ظل أخطر أزمة في تاريخها


دويتشه فيله
17/9/2008



على مدى قرن كامل تربعت شركة جنرال موترز العملاقة على عرش قطاع صناعة السيارات، بيد أن ارتفاع أسعار الطاقة، وما أدى ذلك من تحولات في سوق صناعة السيارات كبدها خسائر كبيرة، لكن الشركة تعد ببداية بحقبة جديدة.

تحتفل اليوم الثلاثاء (16 أيلول/سبتمبر 2008 شركة صناعية السيارات الأمريكية جنرال موتورز بذكري مرور مئة عام على إنشائها، لكن التوقيت لم يكن ليأتي في وقت أسوأ من هذا، حيث تتزامن هذه الذكرى مع أسوأ عام مر في تاريخ الشركة التي كانت ذات يوم اكبر شركة أمريكية تحتل مركز الريادة بين شركات صناعة السيارات العالمية، فخسائر الشركة تقدر بمليارات الدولارات ولا يستبعد بعض مراقبي صناعة السيارات إمكانية إفلاس الشركة.



موديلات لكل الطبقات وحسب الرغبات:


ويعود تاريخ جنرال موتر إلى بدايات القرن الماضي، حيث أسس الأمريكي ويليام دورانت، صانع العربات بالحصان، شركة قابضة تستثمر في مجال صناعة السيارات. وكانت البداية مع سيارة بويك، لتتوسع الشركة بعد ذلك وتضم أحدث أنواع السيارات في ذلك الوقت، كسيارة أولدس موبايل وباونتياك وكاديلاك، قبل أن تلحقها فيما بعد شيفروليه. وعكس، منافستها فورد، سعت شركة جينرال موترز إلى تلبية رغبات المستهلكين وإمكانياتهم المادية، وكان شعارها "توفير السيارات لكل الطبقات، ولتلبية جميع الرغبات". يقول فيلي دايتس من المعهد الألماني لصناعة السيارات " إن الماركات الفردية لجنرال موتورز مثل شيفروليه وكاديلاك ستظل موجودة لمدة مئة عام لكن السؤال هو هل ستظل جنرال موتورز في شكلها الحالي".



منحنى الصعود والهبوط:
وأوشكت جنرال موتورز على الانهيار عام 1910 نتيجة النمو السريع. لكن البنوك تدخلت ودعمتها واستغلت جنرال موتورز التدفقات المالية الجديدة لتتحول إلى عملاق صناعي عالمي. وسرعان ما صارت شركة مساهمة عملاقة ينضوي تحت جناحها 20 شركة لصناعة السيارات وموردون وشركات ذات صلة. وفي عام 1923 وصلت جنرال موتورز إلي أوروبا وافتتحت أول مصنع لها في الدانمرك. وبعدها بعامين اشترت شركة فوكسهول البريطانية لصناعة السيارات وفي عام 1929 سيطرت على شركة أوبل الألمانية ثم اشترت ساب بعدها بـ 60 عاما.

لكن الاختلافات الثقافية أدت لحدوث مشكلات بين جنرال موتورز واوبل في السنوات الأولى. ومنذ الستينات اقتصرت إدارة اوبل في الغالب على مديرين أمريكيين وهؤلاء كانوا يطالبون بإنتاج كميات ضخمة بغية خفض التكلفة. لكن هذه الإستراتيجية كانت على حساب الجودة وظهرت عيوب كثيرة في اوبل أثرت على سمعتها. وتراجع نصيبها في السوق الألمانية من أكثر من 17 في المائة عام 1993 إلى نحو 9 في المائة حاليا.


إستراتيجية جديدة لقرن قادم:


وفي مناسبات كهذه، من المؤكد أن تستند الشركة الأمريكية في ولاية ديترويد الأمريكية، على ماضيها العريق، كما هو الحال مع كارل بيتر فورستار، مدير القسم الأوربي لجنرال موتر، الذي صرح بالقول: "نتوفر على ماضي حافل، وتقاليد عريقة في مجال صناعة السيارات، ويمكننا ونحن نقلب صفحات سجلنا التاريخي، أن ينتابنا شعور بالعز والافتخار".

أما في وقتنا الحاضر، فتحاول جنرال موترز الحفاظ على مركزها المتقدم في خارطة صناعة السيارات عالميا، ويبقى مفتاح النجاح لذلك، التركيز على الجانب البيئي، خصوصا وأن ارتفاع أسعار النفط كبدت هذا التنين، خسائر فادحة بلغت في عام 2005 وحده، سبعين مليار دولار. فالمستهلك العادي لم يعد بحاجة إلى سيارات تلتهم كميات كبيرة من الوقود. ويقول المدير التنفيذي لشركة جنرال موتورز ريك واجونير إن جنرال موتورز ستبدأ قرنها الجديد في خضم تغييرات أساسية في صناعة السيارات. وتأكيدا على إستراتيجية التطوير، أطلقت الشركة في ذكراها المائة شعار "جنرال موتور القادمة"، والذي ينبأ بانطلاقة جديدة تتزامن وبداية القرن الثاني من تاريخ هذه الشركة العملاقة. ويؤكد، كارل فوستر، لمؤسسة الدوتشه فيله، أن "سيارات المستقبل ستكون مختلفة تماما عما هي عليه حاليا، ما يعني أن الشركات الكبرى هي الوحيدة فقط القادرة على مجاراة التقدم التكنولوجي وتكاليفه"، مؤكدا أن جنرال موترز ستكون ضمن الشركات العالمية الكبرى، التي لها كلمة الفصل في صناعة السيارات.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business