الأربعاء، ١٧ سبتمبر ٢٠٠٨

أمريكا: الأسواق الروسية تدفع ثمن أفعالها في جورجيا

أمريكا: الأسواق الروسية تدفع ثمن أفعالها في جورجيا

Wed Sep 17, 2008 7:28pm GMT

واشنطن (رويترز) - قال مسؤول أمريكي رفيع يوم الاربعاء ان الاسواق الروسية تدفع ثمن قرار موسكو "المتهور" بغزو جورجيا مما دفع رؤوس الاموال للهرب من روسيا وأضعف عملتها.
وقال وليام بيرنز وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية في جلسة لمجلس الشيوخ "ان أزمة جورجيا أسهمت في خسارة أسواق المال لثلث قيمتها.. فبلغ حجم الخسائر في قيمة الاسهم مئات المليارات من الدولارات."
وأضاف بيرنز أن قيمة الروبل الروسي تراجعت بنسبة تقترب من عشرة في المئة منذ أن سحقت روسيا محاولة جارتها جورجيا المؤيدة للغرب استعادة منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية.
وتابع أن "رأس المال يهرب من روسيا. ففي الثامن من أغسطس بمفرده غادرت روسيا سبعة ملايين دولار." وأضاف أن تكاليف الفرص البديلة بالنسبة لروسيا أكبر بينما لديها خطط لتنويع مصادر الاقتصاد واعادة بناء البنية التحتية المهددة.
وتابع قوله "ان روسيا والشعب الروسي يدفعون ثمنا باهظا للعمل العسكري غير المتناسب الذي شنته بلادهم.. ان أفعال روسيا في جورجيا ولا سيما قراراتها المتهورة بغزو جورجيا والاعتراف بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا هي خطوات مؤسفة."
واندلعت حرب أغسطس اب بين روسيا وجورجيا بعدما حاولت تفليس استعادة اقليم أوسيتيا الجنوبية المنشق. فدخلت القوات الروسية أوسيتيا الجنوبية ومنطقة أبخازيا المنشقة هي الاخرى. ومن ثم تحركت الى الاراضي الجورجية مما أثار انتقادات من جانب الغرب بأن موسكو تمادت.
واعترفت روسيا بالمنطقتين الانفصاليتين دولتين مستقلتين على الرغم من أنها كانت طرفا في قرارات سابقة في الامم المتحدة تعترف بحدود جورجيا الدولية.
ووقع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الاربعاء معاهدتين في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا اللتين أعلنتا انفصالهما عن جورجيا تلزم موكو بالدفاع عن المنطقتين في مواجهة أي هجوم جورجي.
وقال بيرنز للصحفيين عقب الجلسة "أعتقد أن المعاهدتين تزيدان الامور سوءا."
وأوقفت البورصات الروسية التعامل بالاسهم والسندات اليوم عقب أسوأ هبوط لها منذ الانهيار المالي الذي شهدته البلاد في عام 1998. وتعهدت وزارة المالية بضخ ستين مليار دولار لمساعدة البنوك المحلية.
وتخلص المستثمرون من أصولهم الروسية وسط أزمة مالية عالمية أثارتها حالة الفوضى في وول ستريت. وتزامنت هذه الازمة مع التراجع في أسعار النفط وحرب موسكو مع جورجيا مما أدى لمزيج من أجواء مسممة بالنسبة للاسواق المحلية.
وأيد السناتور كريس دود الذي كان يرأس جلسة مجلس الشيوخ ما قاله بيرنز وقال ان روسيا تدفع بعضا من التكاليف الحقيقية لمسلكها من جورجيا على الرغم من أن المشاكل الاقتصادية العالمية لديها "أثر هائل أيضا".
وأضاف دود "اذا لم تعد روسيا بناء سمعتها كدولة تلتزم بالقوانين في الداخل والخارج فلربما تضحي بنجاحاتها الاقتصادية." ويرأس دود لجنة البنوك في الكونجرس.
وكرر بيرنز موقف ادارة بوش بأنه ربما لا تكون هناك "عودة بالامور الى طبيعتها" مع روسيا لحين تنفيذها لتعهداتها بالانسحاب من جورجيا الى المواقع التي كانت تحتلها قبل الحرب.
وأشار الى أن واشنطن سحبت بالفعل اتفاقا نوويا مدنيا مع روسيا وجمدت البرامج العسكرية الامريكية الروسية المتبادلة و"سنواصل دراسة خيارات أخرى".
وقال مسؤولون في ادارة بوش انه لو لم يسحب الاتفاق النووي المدني لكان الكونجرس قد أبطله وان سحب القرار أنقذه وأرجأه الى موعد محتمل اخر.
وتابع بيرنز ان واشنطن لديها مصلحة في العمل مع روسيا في بعض القضايا بما في ذلك انضمام قوى كبرى أخرى للضغط على ايران من أجل وقف أنشطتها النووية. وتشك واشنطن في أن برنامج ايران النووي يهدف الى صنع قنبلة نووية على الرغم من نفي ايران لذلك.
وأضاف بيرنز "في بعض القضايا شديدة الاهمية مثل محاربة الارهاب النووي ومنع الانتشار لدينا مصلحة كبيرة في العمل مع روسيا.. مثل ما سنفعله حينما ينضم نظيري الروسي الى بقية زملائنا في جولة أخرى من المناقشات بشأن ايران بعد غد في واشنطن."
من سوزان كورنويل
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business