الاثنين، ١٥ ديسمبر ٢٠٠٨

الاحتياطي الفدرالي قد يخطو الثلاثاء خطوة إضافية تقرب نسبة الفائدة من الصفر

الاحتياطي الفدرالي قد يخطو الثلاثاء خطوة إضافية تقرب نسبة الفائدة من الصفر
مونت كارلو
14/12/2008

واشنطن (ا ف ب) - يفترض ان يخطو الاحتياطي الدفرالي الاميركي هذا الاسبوع خطوة اضافية على طريق تليين السياسة النقدية في وقت يمر الاقتصاد الاميركي في اصعب مرحلة في انكماش يعتبر الاخطر منذ فترة الكساد في ثلاثينات القرن الماضي.
وتجتمع لجنة السياسة النقدية في المصرف المركزي الاميركي الاثنين والثلاثاء. وفي حين يبدو مسلما به ان الاحتياطي الفدرالي سيقرر خلال هذه الاجتماعات خفض نسبة الفائدة مجددا فان الاراء منقسمة حول حجم هذا التخفيض. وقد يثير الاحتياطي الفدرالي مفاجأة من خلال اعلان اجراءات "غير تقليدية" في اطار السياسة النقدية.
وخفض الاحتياطي الفدرالي نسبة الفائدة الرئيسية تسع مرات منذ نشوب ازمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة في صيف العام 2007 وباتت منذ الاجتماع الاخير نهاية تشرين الاول/اكتوبر 1% وهو ادنى مستوى لها في المطلق.
ومنذ ذلك الحين شهد الاقتصاد الاميركي تدهورا كبيرا.
ويبدو ان الكثير من خبراء الاقتصاد يحبذون سيناريو خفض نسبة الفائدة بنصف نقطة مئوية.
لكن في سوق العقود الاجلة يراهن المتعاملون بغالبيتهم على ان يصل الخفض الى 0,75 نقطة الامر الذي يجعل نسبة الفائدة الرئيسية 0,25%.
ونسبة الفائدة الرئيسية للاحتياطي الفدرالي هي نقطة ارتكاز لمعدل الفائدة بين المصارف يوميا. ويتدخل المصرف المركزي يوميا في هذه السوق المعروفة باسم الصناديق الفدرالية (فيد فاندز) في محاولة لتقريبها من نسبة الفائدة التي يعتمدها.
ومنذ تفاقم الازمة المالية في ايلول/سبتمبر فان النسبة المعتمدة من قبل هذه الصناديق اقل بكثير مما يريده الاحتياطي الفدرالي. ومنذ الاول من كانون الاول/ديسمبر تراوحت النسبة بين 0,12% و0,52%.
ومن شأن خفض نسبة الفائدة 0,75 نقطة تكييف سياسة الاحتياطي الفدرالي مع الواقع العملي حتى ان لم تكن فعالة.
ويرى الكثير من خبراء الاقتصاد ان نسب الفائدة الفعلية (بعد حسم تأثير التضخم) باتت سلبية من الان وان خفض احتياطي الفدرالي لها لن يفيد كثيرا.. الا في الطمأنة.
ويرى جويل ناروف الخبير الاقتصادي المستقل ان المصرف المركزي الاميركي "سيخفض مجددا نسبة الفائدة الثلاثاء (..) مع ان ذلك لن يكون له اي تأثير عمليا".
واعتبر رئيس الاحتياطي الفدرالي بن برنانكي شخصيا مطلع الشهر الحالي ان خفضا جديدا لنسبة الفائدة "ممكن" لكن سيكون له "تأثير محدود".
واعتبر برنانكي ان الجهد الكبير الذي يبذله الاحتياطي الفدرالي ووزارة الخزانة الاميركية لاحلال الاستقرار في النظام المالي لم يحقق اهدافه بعد مشددا على ان مؤسسته قد تحتاج الى استحداث اجراءات اضافية.
وذكر خصوصا ان الاحتياطي الفدرالي قد يتدخل في السوق "لشراء كميات كبيرة" من سندات الخزينة على المدى البعيد للتحرك على صعيد نسبة الفائدة. وفي حين ان النسبة على المدى القصير تقترب من الصفر فان النسبة على المدى الطويل لا تزال عالية جدا.
ويعتبر عدة محللين من جهة اخرى ان ما ان تصل نسبة الفائدة الى الصفر او قريبة من الصفر قد يحدد الاحتياطي الفدرالي هدفا جديدا لنسبة فائدة اخرى على المدى القصير.
ويتوقع الخبير الاقتصادي لدى "غولدمان ساكس" ايد ماكيلفي خفضا بنسبة 0,50% من دون ان يستبعد خيارات اخرى مثل ابقاء النسبة على مستواها الحالي من منطلق انه "لا فائدة من خفضها" او خفضها الى الصفر "لاعادة النسبة الى هدف واقعي".
ويختم قائلا "ان النقطة التي تجمع بين هذين الموقفين المتابعدين جدا هي ان الحلول الفاعلة فعلا باتت تكمن الان في مكان اخر غير ادارة نسب الفائدة في الصناديق الفدرالية".
وكالة فرانس برس © 2008

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business