الخميس، ١٨ سبتمبر ٢٠٠٨

متاعب وول ستريت ترغم أمريكا على السعي لجمع أموال للبنك المركزي

متاعب وول ستريت ترغم أمريكا على السعي لجمع أموال للبنك المركزي

Thu Sep 18, 2008 7:28am GMT

واشنطن/لندن (رويترز) - سعت الحكومة الأمريكية يوم الأربعاء لجمع 40 مليار دولار في محاولة لتعزيز القوة المالية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) من أجل التصدي لأزمة ثقة هزت أرجاء وول ستريت وباقي أسواق العالم.
كما كافحت بنوك مركزية أخرى لاستعادة الثقة في الأسواق المالية مع تخلي أسعار الاسهم عن المكاسب قصيرة الاجل التي حققتها اثر أنباء انقاذ الحكومة الامريكية لشركة التأمين العملاقة المتعثرة ايه.اي.جي وظلت تكلفة القروض قصيرة الأجل مرتفعة في أسواق ما بين البنوك.
وقالت وزارة الخزانة الامريكية في بيان انها ستبيع 40 مليار دولار من اذون الخزانة قصيرة الاجل تمثل فعليا ديونا جديدة وذلك بناء على طلب البنك المركزي لمساعدته على "التحكم بشكل أفضل في ميزانيته العمومية."
كما أعلنت الخزانة الامريكية انها ستقيم مزادا يوم الخميس لبيع اذون قصيرة الاجل بقيمة 60 مليار دولار في شريحتين متساويتين لأجل 20 يوما و 76 يوما.
وجاء اعلان الخزانة عن "برنامج تمويل تكميلي" جديد بعد ساعات فقط من عرض المركزي الامريكي ما يصل الى 85 مليار دولار في صورة قروض لانقاذ شركة التأمين المتعثرة امريكان انترناشيونال جروب (ايه.اي.جي) في خطوة تمنح المركزي الامريكي حصة تبلغ نحو 80 بالمئة في الشركة.
وأعرب محللون عن قلقهم من تحميل ميزانية الحكومة الامريكية مزيدا من الديون.
وقال سونج وون سون استاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا "هذا يرقى فعليا الى تشغيل المطابع لطبع مزيد من اوراق النقد."
ومن جانبها ضخت البنوك المركزية الاسيوية مزيدا من السيولة في اسواق التمويل قصير الاجل وان كان كثير من البنوك المركزية في أوروبا خفف من تدخله لدعم السوق وسط بوادر هدوء بعد الارتفاعات الحادة الاخيرة في تكلفة القروض قصيرة الاجل خلال يومين.
وقال بنك انجلترا المركزي انه سيتيح للبنوك ثلاثة شهور اضافية لمبادلة الاصول المحفوفة بالمخاطر بأوراق دين حكومية ليواصل بذلك برنامجا كان من المقرر أن ينتهي الشهر المقبل بسبب الاضطرابات الاخيرة في الاسواق المالية.
وتهافت المتعاملون في وول ستريت على شراء أذون الخزانة التي عرضها المركزي الامريكي في ثلاثة مزادات يوم الاربعاء حيث تقدموا بعروض قياسية لاقتراض 35 مليار دولار من اذون الخزانة لأجل 28 يوما.
وقال دومينيك ستراوس كان رئيس صندوق النقد الدولي انه قد تكون هناك مزيد من المتاعب في الازمة التي وصفها وزير الخزانة الامريكي السابق روبرت روبن " بأسوأ أزمة منذ الثلاثينيات من القرن الماضي."
وقال ستراوس كان للصحفيين في السعودية "لم نر بعد عواقب ذلك على بعض المؤسسات المالية. علينا أن نتوقع تعرض مؤسسات مالية اخرى لبعض المشاكل خلال الاسابيع والشهور المقبلة."
وبدا أن المستثمرين يتفقون مع هذا التقييم.
وواصلت الاسواق المالية نزيف الثقة خلال جلسة المعاملات الامريكية حيث تحولت بداية ايجابية للاسهم الى أدنى مستوى اغلاق لوول ستريت في ثلاث سنوات مع اغلاق المؤشرات الرئيسية الثلاثة على انخفاض أكثر من اربعة بالمئة.
وارتفعت سندات الخزانة الامريكية بينما هبطت بشدة فائدة أذون الخزانة قصيرة الاجل حيث عززت تقلبات الاسواق المالية الطلب على السيولة المالية والاستثمارات التي تنطوي على أدنى حد للمخاطر في حين تراجع الدولار امام كل من اليورو والين الياباني.
وفي الوقت نفسه تفاقمت مشاعر انعدام الثقة والخوف من الاقتراض المتبادل بين المؤسسات المالية مع ارتفاع تكلفة قروض الدولار لأجل ثلاثة أشهر 18 نقطة أساس مسجلة أكبر زيادة يومية في تسع سنوات تقريبا مما يعكس التوتر الحاد في أسواق القروض قصيرة الأجل.
وفي بريطانيا قال مصدر مطلع يوم الاربعاء ان بنك لويدز تي.اس.بي البريطاني توصل لاتفاق للاستحواذ على مصرف اتش.بي.او.اس في صفقة ستنشيء كيانا عملاقا للاقراض العقاري رأسماله 28 مليار جنيه استرليني (50 مليار دولار).
وضخت اليابان واستراليا والهند 33 مليار دولار في أسواق القروض قصيرة الاجل يوم الاربعاء. وفي شتى أنحاء اسيا - التي لا تزال حتى الان بمنأى عن أسوأ تطورات أزمة الائتمان العالمية - تتأهب البنوك المالية لمزيد من تقلبات الاسواق.
أما روسيا فقد بدت مهددة بشكل خاص من جراء الازمة حيث هوت الاسهم في موسكو في أسوأ موجة انخفاض خلال عقد على الاقل وضخ البنك المركزي أموالا قياسية بلغت 340 مليار روبل في صورة قروض ليوم واحد في مزاد اعادة شراء الاوراق المالية (الريبو) يوم الأربعاء.
وفي امريكا اللاتينية هبطت الاسهم الى أدنى مستوياتها في أكثر من عام مع تراجع الاصول التي تنطوي على مخاطر في المكسيك والبرازيل وتشيلي والارجنتين.
وقال وزير مالية البرازيل ان الحكومة مستعدة بل وراغبة في تقديم تمويل للمشروعات الاستثمارية في البلاد اذا استمرت الازمة في أسواق الائتمان العالمية.
وقال رئيس البنك المركزي في تشيلي ان الدولة ليست محصنة ضد التقلبات المالية العالمية ولكنها مستعدة جيدا لمواجهتها.
© Thomson Reuters 2008 All rights reserved.

ليست هناك تعليقات:


CNNArabic.com - Business